سندفع الثمن مرتين ونصف

بقلم: طلال الشريف


الاستهبال او عدم الاتزان أو اللعب على المتناقضات لا تغني ولا تسمن من جوع.
هذه حقيقة لا تسعف الجانحين إليها في التنظير لمستقبل قد تكسرت أضلاعه بمرور المعاناة بهم وأمامهم وعلى الهواء مباشرة في عرض مستمر قارب السبع سنوات دون وازع من وطن أو وازع من دين أو ضمير.
صح النوم يا أكابر القوم ، القصة لم تعد بهذه السذاجة من التنظير ومحاولة الركوب من جديد على ظهر هذا الشعب العظيم حتى بصمته وصبره عليكم أو حتى بموته دون رحمة.
الآن تتباكون على مستقبل الشعب والوطن وتحذرون من السيناريوهات المعششة في أدمغة الضعفاء وقليلي الحيلة كما كنتم دوماً، الآن بعد أن كفر الشعب بما تفعلون وما تتواصلون فيه من غيكم، اصمتوا مرة ايها المتكبرون ليعيد شعبنا توازنه حيث نكبتموه بفزلكاتكم.
كل سيناريوهاتكم خيال وسراب تنهار مع نبضة شعب لم تحسنوا قراءته فأوسعتموه اذلالاً وظلماً ، وبعد...
لن تكون حلولكم ومبادراتكم وخططكم ناجحة بعد أن مر وقت إمكانية انطباقها لحالتنا الفلسطينية،صح النوم يا حكام غزة ويا حكام رام الله، وأقول إن من أوصل شعبنا لحالة اليأس هم حكام غزة وحكام رام الله فعرفوا كيف يشتبكوا ولم يعرفوا كيف يرتجعوا عن تسلطهم على شعبنا فكان أن أعربتم عن عدم أهليتكم لقيادة شعبنا مبكراً ومنذ اللحظة التي احتكمتم فيها لإصلاح ما جرى لخارج الحدود فكان ان سقطتم من وعي شعبنا، فالقصة كانت أبسط من ارادتكم المهلهلة فكيف تصورتم بأنكم أكبر في مواجهة ما هو أكبر من قضية وطنية عصية على أصحاب الارادة الصلبة الذين لم يأتوا بعد، والآن الأذكياء والأغبياء من الفاشلين يحذرون من تدخلات الآخرين، فمن جعلها بالله عليكم سابقة، غير أنتم، والآن تكتشفوا أن هناك امكانية من تدخل خارجي وتحذرون منه، عجيب أمركم ، ألم ترضوا في رحلاتكم بالنقيصة يا قادة الرضى بالسفرات لبحث بنود المصالحات.
عندما تغيب البوصلة وتصبح القضية هي رقم عشرة على سلم أولوياتكم واهتمامكم جميعا ولا أستثني أحد فماذا تتوقعون من شعبنا بالله عليكم؟
عدو معي 1- أنا (القائد الفذ) 2- الحزب (وسيلة) 3- الوظيفة(راتب) 4- البزنس(طموح) 5- السفر(هواية وترويح) 6- الحلفاء (تأمين المستقبل) 7- الداعمين بالمال (استقواء) 8- المناكفة والردح( تغطية الفشل) 9- الأمن الشخصي(خوفا من الشعب) ومن ثم عاشراً 10- القضية الوطنية ، أليس هذا هو سلم أولوياتكم خلال السنوات السبع سنوات الماضية.
الآن تتذكرون أن هناك سيناريوهات تدخل خارجي بعد أن غصتم جميعا في وحل الخارج.
تمرد داخلي أو اجتياح اسرائيلي أو تدخل مصري أو حتى أمريكي أو فشل مفاوضات ، هل هذه السيناريوهات تقلقكم ؟ فمن المسئول عن كل ذلك ؟ هل هو الشعب أم أنتم ؟ نحن نرفض التدخل والاحتكام للخارج دائماً، ولكن أنتم أصحاب السوابق.
أنا لا أستغرب من بوصلة شعبنا فيما يرضتيه ويسير فيه بعد أن فقد ثقته بكم، فماذا ستقولون له مرة أخرى فقد دفع الثمن معكم ذهاباً وإيابً وحتى لو دفع الثمن مرتين ونصف، فأنتم من تركه للاجتهاد بأفعالكم، فأنا أثق بشعبنا ولن يجمع شعب على باطل ، أليس تلك عقيدتنا؟
ملاحظة: البقاء للأصلح بشرط أن تكون له قضية ... نحن على حد السيف وشرط السقوط هو المهادنة والمداهنة التي تركناها تستشري دون تجاور أو تلاحم مع الرواد الرافضين مبكرا للفساد والمفسدين والفاشلين، هؤلاء الرواد من المعارضين الذين جلسوا وحيدين يستقوي عليهم الفاسدون/الفاشلون ويخرجون لهم ألسنتهم باتهامهم بأنهم منفرين واستفزازيين ولا يتقنون لغة الدبلوماسية وكبرت شريحة الفاسدين والمفسدين وتضامن هؤلاء السفهاء عقلا وفكرا وممارسة فنجحوا في اضعاف الرواد الرافضين لقلة عددهم وإمكانياتهم في زمن احتياج الجمهور بفعل فاعل لمن لديهم الحزب والمؤسسة والوظيفة فزاد الضغط علي الرافضين وأصبحوا لا يؤثرون على المشهد إلا قليلا منهم .. ولكن ما زلنا نعايرهم بسقوطهم ونلسعهم بفسادهم وهذا أقل الايمان بما نحمله من قيم نبيلة هي سفينتنا للإبحار لوقت قد يكون قادم .. أو سيكون قادم حتما...
10/9/2013م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت