لماذا سوريا ؟؟؟!!!

بقلم: زين علي


لكي نفهم ما يجري الآن فعلينا أن نعيد صياغة الوقائع من جديد .
اذن فلنبدأ من البداية
أنبدأ من سايكس بيكوا ، ام من وعد بلفور ، ام من النكبة ، ام النكسة ، أنبدأ من أمريكيا وبريطانيا ، ام من إسرائيل ، ام من فلسطين ، ام من لبنان ، ام من العراق ، ام من .....
ليس مهم من أين نبدأ فكل البدايات متشابهة في قبحها ، فأصل وجودها الكئيب واحد
ما يهمنا الآن سوريا ، فلماذا سوريا ، و ما هو المنتظر لسوريا ، و لنتلمس الحقيقة فعلينا ان نشخص ماهية سوريا في المنطقة وما الذي اوصلها لهذه المرحلة الفارقة والفاصلة .
فسوريا العربية جارة الدولة المحظية ( الكيان الصهيوني )
و سوريا المناضلة كان لها صراعات كبيرة في الماضي مع تلك الدولة المدللة من السيد الامريكي
وسوريا الكاشفة أفشلت وساطات الانضمام للاوركسترا العربية التي لا تعزف الا الالحان الهابطة
و سوريا الحاضنة هي تلك الدولة التي فتحت ابوابها للمغضوب عليهم من هنود حمر هذا الزمان ( منظمات المقاومة الفلسطينية )
و سوريا الصادقة ارتضت ان تكون عمقا وجسرا لاصحاب الرايات الصفراء و العمائم السوداء( حزب الله اللبناني )
و سوريا الشامخة أبت أن تركع في حضرة هبل الكبير و لم تطوف في بيته الابيض كبقية اخوتها
و سوريا الحاضرة استعصت أن تغرق سفينتها في بحور اللحى المأجورة و مرتزقة الشعارات و ممارسي البغاء السياسي ( دول العهر العربي المسماة بدول الخليج و مشايخهم المسوخ )
و سوريا الصلبة ظلت جدرانها صلداء لا ينطبع فيها أثر معاولهم ، مع كونهم هدموا البيوت حولها ليجعلوا الهدم سنة نافذة وأعادت سنة الهدم لأصحابها وهدمت كل مخططاتهم
و سوريا المنتصرة تلك التي داست على وفودهم المغيبة و المضللة او فلتقل المتخلفة و الغبية
و سوريا التائبة قالت كلمتها قد اكون أخطأت كثيرا و سيرتي فيها بقع سوداء و لكن بياض عفتي و شموخ أبنائي و مضاء جبيني يجعلني ضياءا للطامحين
و سوريا الوفية ظلت على العهد مع الاوفياء الصادقين لم تساوم على حق شعب مشتت ، ولم ترد المريدين عن بابها يوما
و سوريا الجميلة دليل قبح لاصحاب الولائم و حاملي الكروش و ممتشقي الشماغ البريطاني ( الدول العربية الصهيونية ) فسوريا الحرة قابلت عبيد العرب و شذاذهم بصفات لم يألفوها فصبوا كرههم وحقدهم عليها .
و سوريا الصامدة هزئت بكل محاولاتهم ، فقد اجتمعت لحى الوهابيين و فتاوي المتأسلمين و أدعية الجهلة و المنافقين ، و لفيف العرب المنحطين و أسلحة الغرب و العرب أجمعين ، وأبواق الفتنة من فضائيات السعودية والقطريين ، و انتهكت حدودها من المتاجرين و المأفونيين و المارقين و الخائنين ، ولكن سيفها المسلط ظل يأزهم و يهز مضاجعهم و يكيلهم من لهيبه و نيرانه حتى اسودت وجوههم ، و لطخت ملامحهم بطين المذلة و الهوان ، و أغبرت جباههم من ريح الخزي والعار ، فسوءاتهم مكشوفة و أحاديثهم معلولة و أعمالهم مزلزلة ، فلا تسمع لهم صوتا و لا ترى لهم شكلا و لا تشعر بهم الا شذرا
وبعد هذا تسألون لماذا سوريا ؟ وهل بقي في تلافيف ادمغتكم مساحة من سؤال ؟
و لكن صبرا عرفنا وجعهم من سوريا و محورها المقاوم و العنيد المتوج بدولة الثورة التي لا تنتهي ايران ، وحزب الله الذي لا يهزم .
ولكن ماذا بعد هل يمكن ان تناطح الكف المخرز ، و يواجه البلبل العنقاء ؟!!
لنبدأ من جديد إعادة الصياغة
سوريا القوية ما زالت تقف على أرضها منافحة عن شرفها و تدك بقبضتها المارقين
سوريا الذكية سحقت مخططاتهم على مدى سنوات طوال فما رأينا فيها وهنا ، بل وجدناها أصلب عودا و أمنع جنابا .
سوريا المروءة لم تساوم على جرحها أو تتراجع عن مواقفها واستندت لاخوانها تستمد منهم روحهم قبل عتادهم ،
سوريا الصاعدة رغم كل ما جرى ويجري لها فهي اليوم أجمل ليس بمبانيها و آثارها و لكن بالصعود الأخلاقي الذي كساها وهي لذلك لا تناسب إنحطاطهم القيمي
سوريا الشرف ، لم تستعمل كل سلاحها و أبقت في جعبتها ما يكفي لهدم قلاع أبنية الظلم من حولها و لتضع نهاية لعهد السيد الأمريكي
سوريا الرشيدة قالت لهم إبدأوا إن شئتم متى أردتم فلكم البداء وعندي الانتهاء ، لاني من سيحدد النهاية و ما تموز عنكم ببعيد
فيا سوريا فليبدأوا المعركة ،فضوءك الباهر اعماهم و اخرسهم و أشل اركانهم ، فان القوا عليك ما فيهم من ظلم وخسة وتجبر فما ذلك الا اعلانا لمنتوجهم و ما هم الا تجار ، وان الصقوا بك من خيالهم المريض الوانا من التصورات المزيفة ، فان ذلك من صميم مكوناتهم و عنوان لصنعتهم التي يمتهنونها و ان حاصروك و طمعوا في اغراقك فهذه هوايتهم مع الكيانات الكرتونية الساقطة ولكنهم لم يجربوا أمثالك فدعيهم يستفيدون ولك من الله الاجر والمثوبة
سوريا دعيهم يغامرون و استقبليهم على مأدبة الحق المضيع واريهم ان في الامة من اذا قال لا ، فانه لا ، وان التيوس والبغال الذين يملأون ساحات الذلة والخسة ليسوا عربا او بشرا وانهم حجارة او حديدا لا تسمع ولا تحس ولا ترى ، سوريا لست وحدك فمن حولك يتحلق الشرفاء ليروا غدا لطالما حلمنا به ، فجيشك الجسور المقدام و سلاحك الهدار سيعلي من جدار المجد و سيثبت لهم ان حساباتهم خاطئة و ما حسبوا ان بامكانهم ان يلونوه بثوب المنطقية و بالتسلسل المقنع قد سقط و ان خطتهم الخبيثة فشلت فكما ولى زمن الانتصار لدولتكم المحظية اسرائيل من قبل فقد جاء دوركم و لن يكتب لكم نصرا جديدا و ستظل سوريا المقاومة و الممانعة و العزيزة بوصلة الاحرار و الشجعان والشرفاء
سوريا غدك قادم و غدر الزمان بك لن يطول
و المولى ناصر أهل الحق و مظهر دعاة العدالة الصادقين و منجز للصادقين آمالهم ، ومقوي شوكة المؤمنين ، ٍو حافظ المخلصين من كيد الماكرين ، و قاهر الظالمين بقوته ومبير المردة و المجرمين ،وان الله على النصر لقدير
والقادم لا يحمل معه الا نصرا بحول الله وقوته .

‏زين علي / غزة

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت