"تقرير" على مقصلة الجامعات الفلسطينية يذبح الطالب.. أين المسؤولين ؟

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
على مقصلة إدارات الجامعات الفلسطينية بلا رحمة وضع الطالب الفلسطيني بشكل لا يقبله منطق وبات يستغل لأبعد الحدود، فرغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر الفلسطينية، ورغم انتشار البطالة وتكدس الخريجين الجامعيين وسط غياب لا يفسر للمسئولين، تلجأ الجامعات الفلسطينية لحل أزماتها المالية على حساب الطلاب باعتبارهم الحلقة الأضعف في المعادلة .

سلسلة قرارات مجحفة اتخذتها كلا من الجامعة الإسلامية وجامعة الأقصى بغزة ، وجامعة النجاح وبيرزيت في الضفة الغربية ، تنوعت في النص والمضمون واحد ، إحداها لجأت إلى رفع الرسوم الدراسية بخمسة دنانير للكليات الأدبية وعشرة دنانير للمنتسبين للكليات العلمية، وأخرى حددت سعر صرف الدينار بغير ما هو متعارف عليه في الأسواق، وليكتمل المسلسل جاءت الجامعة الإسلامية بقرار إلغاء الحد الأدنى للتسجيل للطلاب، الأمر الذي تسبب في استياء عارم في صفوف طلاب الجامعة وبعد تعنت واضح من إدارة الجامعة لجئوا إلى إعلاء صوتهم لعل أحدا يسمع النداء .

علي عبد العزيز صيام نائب رئيس مجلس الطلاب في الجامعة الإسلامية، وصف قرار الجامعة بالظالم، موضحا بالقول "تفاجئنا بصدور قرار بإلغاء الحد الأدنى للتسجيل، ويعني ذلك ما يدفعهُ الطالب من الساعات مبدئيا بمعدل (9-12) ساعة دراسية وهذا (الحد الأدنى) حق لكافة الطلاب من جميع الفئات ".

وأضاف في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، "هذا القرار ظالم لأنه يرهق كاهل الطلاب من بداية العام، في الحقيقة نحن وقفنا في مجلس الطلاب ورفضنا هذا القرار من خلال صدور بيان رقم واحد في هذا الشأن وطالبنا بضرورة إلغاءه ، وقمنا باعتصامات ووقفات احتجاجية امام مبنى إدارة الجامعة ، وتعليق الدراسة لمدة ساعة واحد ، واتجهنا للتصعيد عبر وسائل الإعلام ".

وقال صيام "خطواتنا التصعيدية متواصلة حتى العدول عن القرار "، مشيراً إلى ان الدوافع التي انطلقت منها إدارة الجامعة لاتخاذ هذا القرار، ترجع لزيادة نفقاتها وإنشاء المباني والمختبرات وما يجول حولها من أوضاع صعبة تمر فيها المنطقة، معتبرا ان هذه الدوافع لا يمكن استخدامها وحلها على حساب الطالب."

وتابع "نحن لن نستكين حتى ننهي هذا القرار بكل الوسائل الممكنة والضاغطة ، ونملك من أوراق القوة الكثير ، ولم نستخدم منها إلا القليل ، ولن نرضى بدون الرجوع عن القرار"، مشيرا إلى ان إدارة الجامعة مازالت متعنتة في قرارها ".

اما الطالب محمد عمر شحادة ، والذي يدرس الهندسة في الجامعة الإسلامية ، قال ان" الطالب غير ملزم في تحمل هذه النفقات كونه الجزء الأضعف في الحلقة ، وهو الخطوة الأولى والأسهل للجامعة للخروج من أزماتها ، وهذا إجحاف للطالب ، ويدفعنا للدخول للمجهول ".

وأضاف" نتعرض في هذه الأوقات إلى أحداث معقدة وتكاد ان تنجرف بنا إلى المجهول في ظل اعتراض طريقنا من البطالة والفساد والاحتلال ، ونقص الدعم الحكومي للمؤسسات التعليمية وهذا يعقد الموضوع ويعرقل إيجاد الحلول "، مطالبا إدارة الجامعة البحث عن حلول أخرى بعيدا عن الطلاب" .

وتابع الطالب شحادة في حديث الى "وكالة قدس نت للأنباء"، " يجب ان نعتبر الجامعة جزء من هذه الظروف التي نعيشها، ولكن هذا لا يعفيها من مسؤولياتها ".

وأوضح " بعد ان تم تعليق الدراسة داخل الجامعة اعتبرت ادارة الجامعة ان الطلاب تجاوزوا حدودهم، وهدد جزء من المدرسين أنهم بإمكانهم حل مجلس الجامعة والأطر الطلابية فيها، ونحن نرفض هذه النظرة الغير محترمة التي تنظر بها الجامعة لمن يمثل الطلاب" .

بدورة اعتبر رامي محسن المتحدث الإعلامي باسم الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية، ان "الجامعات الفلسطينية تعاني من أزمات متلاحقة وإداراتها اتخذت قرارات تجافي تطلعات الطلبة، هؤلاء الطلبة الذين ينظرون إلى هذه الإدارات على أنها تعزز من صمودهم لكنها جاءت مخيبة للآمال" .

وأوضح ان" بعض هذه الجامعات لجأت لرفع الرسوم الجامعية، ومنهم من قام بتحديد سعر صرف الدينار الأردني مقابل الشيكل الاسرائيلي بأعلى من معدل صرفه في السوق المحلي مثل جامعة النجاح ، بينما الجامعة الإسلامية اتخذت قرارا بإلغاء التسجيل للحد الأدنى" .

واعتبر محسن هذه القرارات قفزة في الهواء، وغير مدروسة وتأتي على حساب الطلبة الذين يأكلهم الفقر وتنتشر في صفوفهم البطالة، وسوف تكون نهاية هذه القرارات عدم إلتحاق الطلاب في المسيرة التعليمية ، وحرمانهم من حق أصيل لا يمكن لأحد ان يسلبهم اياه، بعد ان ضمنته كل المواثيق .

وطالب المتحدث باسم الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية، عبر "وكالة قدس نت للأنباء" ادراة الجامعة الاسلامية بإتخاذ سياسة تعزز صمود الطلاب الذين لم يعودوا يملكون المال لدفعه للجامعة، كما طالب بضرورة انصاف حقوق الطلبة، ودعا وزارة التربية والتعليم العالي الى تخصيص مساعدات مالية لدعم صندوق الطالب، لما له من آثار ايجابية ستنعكس على الطالب وعلى أسرته للوصول للبناء المنشود.

وتعتبر الحملة الوطنية للمطالبة بتخفيض الرسوم الجامعية، حملة تطوعية شبابية تضم في صفوفها نخبة من خريجين الجامعات المختلفة وتعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتسعى لتخفيض الرسوم الجامعية عن الطلاب الفلسطينيين الذين يعانون من انعدام فرص العمل بشكل كبير جدا .

وانعكست أزمة الطلاب الجامعيين على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل حيوي، حيث انتشرت الصفحات التي تطالب بعدول الجامعات عن اتخاذ هذه القرارات، وطالب نشطاء ومدونين إدارات الجامعات الفلسطينية بتغير سياساتها القائمة على استغلال الطالب واستبدالها بسياسات تساهم في مد صمود الطلاب في ظل وضع اقتصادي متردي إلى ابعد الحدود.

وفي تطور لاحق، أعلن الدكتور كمالين شعث رئيس الجامعة الإسلامية السماح للطلاب والطالبات بالتسجيل في الجامعة بنظام الحد الأدنى بتعهد داخلي.

وأعلن شعث في تصريحات لقناة "الكتاب" الفضائية استئناف الدراسة في قسمي الطلاب والطالبات ابتدءا من صباح الأربعاء.

وأكد أن القرار يأتي حرصا على المصلحة العامة من مجلس الأمناء وإدارة الجامعة الذين يبذلون جهودا حثيثة من أجل استقرار العملية التعليمية رغم الظروف الصعبة التي تعانيها الجامعات.

في حين قالت إدارة جامعة بيرزيت، إن 82% من طلبة الجامعة استكملوا معاملاتهم المالية للفصل الحالي، فيما قدم أغلب الذين لم يستكملوا معاملاتهم المالية طلبات التقسيط والمساعدة.

وقدم رئيس الجامعة خليل هندي خلال لقاء عدد كبير من أساتذة وموظفي الجامعة، حسب بيان صحفي، ملخصا حول آخر التطورات والوساطات الجارية لحل الأزمة الراهنة التي أدت إلى إغلاق الجامعة، مشيرا إلى عدم نجاح الجهود المبذولة حتى الآن لإقناع الطلبة بفتح الجامعة.

كما تضمن الاجتماع، حسب البيان، نقاشا مستفيضا ومقترحات لعدد من الأساتذة والموظفين، وعبر فيه أغلبيتهم عن رفضهم الشديد لأسلوب الطلبة المتمثل بإغلاق الجامعة، معتبرين ذلك غير مقبول قانونيا ونقابيا.

وللمساهمة في الخروج من الأزمة، تركزت الاقتراحات على توجه عدد من الأساتذة للجامعة من أجل العمل على إقناع الطلبة بالعدول عن إغلاق الجامعة ليتمكن الأساتذة والموظفون من العودة للجامعة واستكمال الحوار الذي اعتبروه الطريق الوحيد لحل الخلافات ومعالجة الأزمات في الجامعة.