دمشق تسحب ذرائع الحرب فهل تم تجاوز العدوان على سوريا بمبادرة الكيمائي

بقلم: علي ابوحبله


هناك عالم جديد ترتسم ملامحه ، وهناك كما يبدو إعادة ترسيم للمنطقة ضمن إعادة اقتسام مناطق النفوذ بين أمريكا وروسيا ، نجحت الديبلوماسيه الروسية بالتوافق مع إيران وسوريا من نزع فتيل إشعال نيران الحرب في المنطقة وذلك بالتوافق الأمريكي الروسي على هامش مؤتمر قمة العشرين في بطرسبرغ ، تمكنت روسيا من توجيه ضربه لحلفاء أمريكا خاصة فرنسا وإسرائيل و السعودية وقطر وتركيا الداعمون لضرب سوريا ضمن عملية التحريض لأمريكا لشن عدوانها العسكري على سوريا ، لم يجدي تعهد الدول النفطية العربية لأمريكا لتغطية تكاليف العدوان ضد سوريا ولم تجدي محاولاتهم وتوسلاتهم لاستعجال الحرب التي تستهدف سوريا ، إن سحب الذرائع لشن العدوان على سوريا قد فاجأت العديد من الداعمين للحرب على سوريا كانت مبادرة روسيا بشان السلاح الكيماوي السوري وإخضاعه للإشراف الدولي وموافقة سوريا على ذلك بمثابة مفاجئه قد فاجأت أمريكا والغرب والمتحالفين مع أمريكا وهي ما زالت موضع تشكك وريبه بالرغم من أن أمريكا وجدت ضالتها للخروج من معادلة الخطوط الحمراء ، إن الساعات الاخيره في موسكو غيرت مسار الصراع في سوريا والمنطقة وخلطت الأوراق جميعها وقلبت جميع المعادلات رأسا على عقب ، إن المنطقة تخوض صراعا عنيفا حول قواعد لعبة الأمم وهنا يبرز التساؤل حول من الرابح والخاسر من ألصفقه الروسية الامريكيه إن صحت تسميتها ، ما يثور من تساؤل هو ؟؟؟؟ إذا كان الاقتراح الروسي عفويا وليد ساعته التقطته الديبلوماسيه الروسية بعد تصريحات جون كيري التي دعا فيها سوريه لتسليم أسلحتها الكيماوية للمجتمع الدولي للتحفظ عليها هي ضمن محاولات روسيا لتجنيب سوريا الضربة العسكرية وتجنيب المنطقة برمتها الحرب ؟؟؟؟؟ أم هي صفقه سريه؟؟؟؟؟ عقدت بين روسيا وأمريكا بمشاركة الدول الاوروبيه في مؤتمر العشرين ، ألصفقه هي بمثابة إنقاذ للرئيس الأمريكي وخروجه من عنق الزجاجة والنزول من فوق الشجرة على قاعدة لاغالب ولا مغلوب ، الرئيس اوباما بمعركته وصراعه على سوريا وجد نفسه معزولا وكان يتلمس الخروج من مأزق سياسته ألتصعيديه للحرب ، الديبلوماسيه الروسية تقود معركة إعادة اقتسام النفوذ مع أمريكا بنجاح وهو يسجل لصالح التعاون الوثيق بين قيصر الكرملين فلاديمير بوتن ووزير خارجيته لافروف ، الاداره الامريكيه تشهد تناقضا في مواقفها وتشهد تراجع كبير في تأييد الشعب الأمريكي للرئيس اوباما في سياسة الحرب على سوريا ، الرئيس الأمريكي يدرك التناقض القائم بين الاداره الامريكيه والكونغرس وألهوه التي عليه المجتمع الأمريكي وحذر الكونغرس الأمريكي من التجاوب مع مطلب الرئيس الأمريكي لتفويضه بالحرب على سوريا ، ، أمريكا وجدت نفسها أمام خسارة محققه واعتبرت التهديد بالحرب مقامرة غير محسوبة النتائج والعواقب وهي كانت وما زالت بموقف لا يحسد عليه ، بعض مصادر الخارجية الامريكيه صرحت أن اقتراح وضع السلاح الكيماوي السوري تحت إشراف دولي قد سلم إلى الروس قبل اجتماع العشرين في سان بطرسبرغ وإذا صح ذلك فان أمريكا قد توسلت لحلفائها الأوروبيين لإقناع الروس بتبني المقترح الأمريكي كمخرج يحفظ ماء وجه الرئيس الأمريكي اوباما مقابل القبول بتسوية شامله لملفات المنطقة يتم التوافق عليها في الغرف المظلمة ، هناك معلومات تشير إلى أن مسئولين سياسيين وعسكريين أمريكيين وروس بحثوا في موضوع التسوية السورية حتى قبل مؤتمر العشرين ، وهناك اتفاق مسبق للعمل على تحييد السلاح الكيمائي الذي من شانه أن يفتح أفق سياسي لحل ألازمه السورية ، لا شك أن هناك ملفات إقليميه تتعلق في تركيا والعراق وإيران والسعودية وجميعها على محور الطاولة ويبقى السؤال ما هو الثمن من وراء هذه ألصفقه إن اكتملت ، وما هي وجهة المنطقة إن تم التوافق على اقتسام مناطق النفوذ بين روسيا والصين ، وأين هو موقع التسوية للقضية الفلسطينية من هذه التفاهمات والاتفاقات التي يتم فتحها والبحث فيها ضمن إعادة ترتيب المنطقة وما هو مصير الملف النووي الإيراني وهل ستشمل ألصفقه السلاح الكيماوي والنووي الإسرائيلي ، إن الموافقة السورية على المبادرة الروسية لم تتضح معالمها وشروطها وهي تدخل ضمن المفاوضات على المشروعات والمقترحات حول مضمون عملية التسوية المقترحة للازمه السورية ، ان مؤشرات التوافق وعملية تسوية ألازمه السورية تشير لإنهاء الدور السعودي والقطري والتركي وانتهاء لدور المجموعات المسلحة والتخلي عنها من قبل داعميها وهذه قد تكون من مؤشرات عملية ألصفقه التي يتم الإعداد لها ضمن عملية إعادة اقتسام المصالح والنفوذ ، لا شك أن أية تسويه لا يمكن القبول بها بمعزل عن لبنان وهذا يعني خروج لبنان من الحاضنة السعودية ما يعني أن التسوية القادمة هي على حساب نفوذ المملكة العربية السعودية وتركيا ، مؤشرات الوضع الحالي فيما إذا اكتملت أركان التسوية الشاملة فان هناك اتفاق أمريكي روسي على إعادة توزيع واقتسام النفوذ والتعاون في المنطقة بما يخدم المصالح المشتركة الامريكيه والروسية بما يحفظ امن إسرائيل ويضمن مصالح روسيا وحلفائها في المنطقة وهنا السؤال هل بإمكان أمريكا أن تضغط على إسرائيل لتقبل بتسوية القضية الفلسطينية وتنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة بحدود الرابع من حزيران وتنهي احتلالها لهضبة الجولان ومزارع شبعا ضمن إطار ألصفقه الكاملة والشاملة للحل ، أم أن ذلك يبقى من باب الأمنيات مما يجعل المنطقة قابله للاشتعال وهي تقف على برميل بارود ، مبادر الكيمائي هي تطبخ على نار هادئة وقد تكون قد نزعت فتيل البارود لكنها لن تنزع البارود وتبقى التفاعلات في المنطقة لحين اكتمال عملية التسوية خاصة وان الموافقة السورية بخصوص سلاحها الكيماوي لم تتضح معالم موافقتها بعد كما لم تتضح مواقف حلفائها من ألصفقه وان كل محور من محاور الإقليم يشحذ سكاكينه ويعد عدته ضمن العض على الأصابع لان هناك مخاضا في طريقه للتكوين ضمن إعادة التموضع والترسيم المستجد للمنطقة وهذا سيترك انعكاسات وتفاعلات من شانها أن تعيد المنطقة للمربع الأول أو أن تقود لتسويه حقيقية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وفي النهاية فان شعوب المنطقة هي من دفعت وتدفع ضريبة الصراع على المصالح واقتسام النفوذ ضمن سياسة لعبة الأمم التي نشهد صراعها الذي تعيشه المنطقة ، وبانتظار نتائج المبادرة للكيماوي خطاب اوباما بتأجيل الطلب من الكونغركرس للتفويض على الحرب ورفض مجلس التعاون الخليجي والائتلاف السوري المعارض للمبادرة الروسية ، الحراك الدولي والإقليمي لسحب ذرائع الحرب والعدوان أصبحت هي سيدة الموقف ، حيث تنشط كل الأطراف في إدارة أللعبه وفق ما يراه كلا لصالحه وتبقى المنطقة مفتوحة على جميع الاحتمالات والتوقعات وهي ما زالت في دائرة اللاحرب واللا سلم إلى أن تنضج التسوية المنتظرة لإعادة اقتسام مناطق النفوذ تحريرا في 11/9/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت