فيديو وصور.. خطر الموت يتهدد العائلات المقدسية في حي القرمي

القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
يتهدد خطر الانهيارات والتشققات منازل العائلات المقدسية في حي القرمي داخل اسوار البلدة القديمة، بفعل الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي اسفل الحي، وسط اهمال كبير من قبل اللجان المختصة في اعمار المساكن .

ويعيش تحت تهديد هذا الخطر أكثر من 150 مواطنا مقدسيا (اطفال ونساء وشيوخ) طالت منازلهم، اليوم الاربعاء، انهيارات وتشققات مفاجأة، هددت حياتهم بالموت، مما اضطرهم الى إخلاء مساكنهم، دون أي اكتراث من قبل اللجان المختصة لخطورة ما يجري في الحي.

ويقول سكان الحي "إن العائلات تفاجأت بالانهيارات والتشققات التي طالت أكثر من 38 منزل لعائلات: حوش الاسمر، السلايمة، مجاهد، أبو عصب، الجعبري، غانم- حربي، النتشة، الطيب، وهبة، ادريس"، وحولتها (المنازل) الى آيلة للسقوط بفعل الحفريات المستمرة اسفل الحي مما يهدد حياتهم بخطر الموت..

ونقلت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" في القدس المحتلة عن عائلات حوش الاسمر قولها :" بان عشرات العائلات تقطن داخل هذا الحي بدأت الحجارة تتساقط في منازلها وهناك تشققات تهدد هذه المنازل بالانهيار "..

وتضيف العائلة:"بان الحوش وقف اسلامي وتوجهنا مرارا وتكرارا للجان المختصة في اعمار المساكن داخل احياء البلدة القديمة دون تجاوب لشكاوي المواطنين".

ويقول حسام مجاهد احد سكان الحي المقدسي :" بان التشققات تظهر داخل مخزنه ونتيجة لذلك بدأت المجاري تسيل من سطح المحل"، مؤكدا بان تلك التشققات ناجمة عن الحفريات المتواصلة اسفل الحي والممتدة الى ىالاحياء الأخرى انتهاءً باسفل المسجد الاقصى المبارك.

ويوضح مجاهد :"بان محل مجدي ابو عصب التشققات ظاهرة بشكل واضح داخله" محذرا بان الحي مهدد للاستيلاء عليه من قبل الجمعيات الاستيطانية، في ظل حالة الذعر والخوف التي تعيشها العائلات المهددة منازلها بالانهيار الكامل .

ويقول" لقد حضر للمكان كبير المستوطنين المسؤول عن عملية شراء العقارات الاسلامية لتقديم المساعدة لإنقاذ العائلات المقدسية ولكنها رفضت"، مؤكدا بان تلك الظاهرة تهدف لعملية الاستيلاء ووضع اليد على العقارات ضمن المخطط الصهيوني لسلب اكبر عدد ممكن من منازل المواطنين في الحي، علما بانه تقام بجوار الحي عدة بؤر استيطانية.

وتقول الحاجة فريدة اسعد الجعبري: "منذ 8 شهور بدأت تظهر التشققات في المنزل وتوجهت العائلة لدائرة الاوقاف الاسلامية من اجل انقاذ المنزل من انهيار كامل، وقد حضر مهندسين من دائرة الاوقاف لتصوير المنزل دون التحرك حتى هذه اللحظة ".

وتوضح بانه منذ الليلة الماضية توجهت نجلتها للمرة العاشرة لدائرة الاوقاف لتحملهم مسؤولية التشققات الكبيرة التي تظهر في المنزل دون التحرك من جهتهم، مشيرة بان غرفتها التي تنام بها تتساقط الحجارة فيها وهناك تشقق كبير في جدران المنزل يشعرها بالخوف على افراد اسرتها المكونة من 13 نفراً.

وتقول الحاجة الجعبري:" إن العائلة بدأت بإخراج أثاث المنزل خوفا على حياة افرادها"، مؤكدة بانه لا ملجأ اخر لتقطن فيه الا منزل ابنتها لتعيش فيه فترة محدودة الى حين البحث عن منزل للاستئجار لتأويها هي وافراد اسرتها.

وبينت الحاجة المقدسية بانها خلال السنوات الماضية وتحديدا بالأشهر الاخيرة، كانت تسمع اصوات الحفريات اسفل المنزل من قبل الاحتلال الاسرائيلي ليلا وكانت تشعر بان المنزل يتهتز وكأنه بدأ ينهار.

وتناشد الجعبري كل من يشاهد التشققات في تلك المنازل بان تتحرك قبل سقوط باقي المنازل على المواطنين المقدسيين وهم نيام (..) وبعد ذلك يبدأ التحرك لإنقاذ عقارات وارواح المواطنين..".

الحاجة ام فادي غانم التي يأوي منزلها 11 نفرا، تؤكد بان نتيجة الحفريات الجارية اسفل المنزل الذي تقنطه منذ عشرات السنين تظهر منذ بداية العام "تشققات بالجدران" .







ويقول الناشط المقدسي والمتحدث باسم أهالي حي القرمي أبو أشرف الدعاس:" بان عمر البنايات في هذا الحي اكثر من 1200 سنة، وهو من اشهر الاحياء المستهدفة من قبل الجمعيات الاستيطانية في البلدة القديمة، حيث يسمونه في معتقداتهم بـ"الحي اليهودي المتدين".

ويضيف ابو أشرف:" بعد سقوط عدد من الحجارة صباح اليوم الاربعاء على المستوطنين المارَة قاموا بالاتصال بدائرة الاثار الاسرائيلية والدوائر المختلفة التي حضرت طواقمها الى المكان وقامت بعملية الفحص داخل البؤر الاستيطانية في الحي، وتم ابلاغ العائلات المقدسية شفويا بان منازلهم آيلة للسقوط ويجب تركها خلال 48 ساعة.

الباحث المختص بالاستيطان في مدينة القدس أحمد صب لبن اوضح بأن حي القرمي داخل اسوار البلدة القديمة يعاني من هجمة استيطانية شرسة، حيث تم مؤخرا الاستيلاء على عدد من المنازل والمحالات التجارية، وهناك أكثر من 85 بؤرة استيطانية موزعة داخل وحول هذا الحي.

ويقول صب لبن: "تفاجئنا اليوم بتشققات كبيرة في جدران واسقف المنازل وسقوط الحجارة منها، حيث انها تتعرض لانهيارات منذ مدة طويلة دون الاكتراث لمثل تلك الخطورة التي يعشيها سكان الحي".

وعن وجود تقاعس وإهمال كبير من قبل اللجان والجهات المسؤولة عن الاعمار داخل البلدة القديمة يؤكد الباحث صب لبن بان هذه الجهات تعلم عن الكارثة الخطيرة ولم تحرك ساكنا من اجل معالجة التشققات والحفاظ على حياة المواطن المقدسي والعمل على صموده وبقائه في هذه الارض".

وشدد بالقول:" بان تلك الانهيارات وامهال القاطنين مدة 48 ساعة من اجل اخلاء منازلهم الآيلة للسقوط يؤدي لتسهيل عمل المستوطنين وتسريبها لجهات الاستيطان والاستيلاء عليها."

وتابع: "السكان الآيلة منازلهم للسقوط توجهوا لعدة مؤسسات ومنها دائرة الاوقاف الاسلامي، ومؤسسة التعاون ضمن برنامج اعمار البلدة القديمة خلال الاشهر الماضية من اجل مشاهدة ومعاينة التشققات الناتجة عن الحفريات وبعد الاستجابة لهم صدر في تاريخ(3-9-2013) كتاب خطي من قبل مؤسسة التعاون، ترفض فيه عملية الترميم .

وجاء في نص الكتاب:" بالاشارة لزيارة منازلكم ودراسة طلبكم يؤسفنا ابلاغكم بعدم قدرة مؤسستنا على القيام بترميم منازلكم في الوقت والظروف الحالية وذلك لعدم تماشي طلبكم مع المعايير والشروط المطلوبة لمشاريع برنامج الاعمار برنامج اعمار البلدة القديمة في القدس".

عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" تجولت في حي القرمي داخل اسوار البلدة القديمة واعدت هذا التقرير..

تصوير:ديالا جويحان