أن تكون ضيفاً في برنامج تلفزيوني فضائي أياً كان موضوعه شيء جميل ، والشيء الأجمل أن تكون موضوعياً ومنطقياً فيما تطرح من أفكار وآراء ، ولكن الأكثر جمالاً أن تحترم الجمهور الذي يستمع إليك حتى يبادلك الجمهور ذات الاحترام ، ولكن عندما تستغل ظهورك في البرنامج التلفزيوني لتلقي التهم جزافاً وتقوم بالسب والشتم والتكفير والتخوين مع ذكر أشخاص بعينهم فأنت عندئذٍ لست مؤهلاً لأن تكون محل تقدير واحترام الآخرين لك ، لأنك بهذا الأسلوب السفيه تجعل من نفسك مجرد إنسان يجتر كلمات تهوي بك إلى الدرك الأسفل من الوجود الإنساني ، لأنك غير قادر على أن تكون إنساناً ينطق لغة الإنسان الذي يجب أن يأنس غيره ، ولأنك لا تأنس غيرك فتظن نفسك أنك وحدك تملك كل الحقيقة ، فإذا بالحقيقة التي تملكها زيف وبهتان لأنك تهرب من إنسانيتك إلى الدونية التي لا تقدر على مفارقتها ، فقد إعتدت أن تكون في الدرك الأسفل وأن تخاطب الناس عبر ما هو متاح لك من وسائل إعلام كانت تعلو قمة الجبل فإذا بها تهوي إلى قاع الواد ، وسائل إعلام دخلتَ من خلالها كل مكان وأنت غير مرغوب فيك أن تكون في أي مكان ، فإذا بك تتعرى من كل إنسانيتك فتصبح فصيح اللسان بكل كلمات السوء التي لا تجيد سواها بما يؤكد أنك تجهد نفسك في الهدم ظاناً أنك تعيد البناء الذي تراه مهدوما من قبل الآخرين وأنت صاحب المعول الأول في الهدم ، فلا يغرنك أنك لغير الردح لا تجيد ، ولا يغرنك أن الفضائية التي تستضيفك لا يعتريها الغبار ، فهي لا تعترف باسم وطنك ، فقد شطبته من جغرافيتها كما تشطب أنت وطنك من تاريخك ، فأنت مواطن في وطن لا يفخر بك ، فشكراً لك ابراهيم حمامي فأنت وفضائيتك الجزيرة لا تجيدان سوى هذه اللغة ، ولن إقرن اسم قائد الثورة الفلسطينية باسمك .
حمص في 12/9/2013 صلاح صبحية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت