ما حاجتكم في حركة حماس للخروج عن مألوف المقاومة، وعن السنة المتبعة في مواجهة عدوكم الصهيوني؟ لماذا الاستعراض العسكري وقد دأبتم على السرية، ومفاجأة العدو؟ لماذا أظهرتم قوتكم المقاومة؟ ورحتم تكشفون للملأ ما كان طي الكتمان؟
في تقديري أن اجتهادكم في هذا المضمار قد جانب الحقيقة، وذلك للأسباب التالية:
1ـ لقد حاولتم من خلال الاستعراض العسكري التأكيد بأنكم ما زلتم على العهد، وأن بنادقكم مشرعة، وأنكم رابضون في خنادق المواجهة ضد العدو الصهيوني، وأن الحملات الإعلامية التي تشنها رام الله ضدكم لا أساس لها من الصحة، فأنتم لن تصيروا حراس حدود كما يتهمونكم، وظالم كل من يسعى للمقاربة بينكم وبين القيادة في رام الله، ولاسيما أن لقاءات قيادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع المخابرات الإسرائيلية لم تتوقف، ومحاولات اقتلاع المقاومة من جذورها قائمة على قدم وساق في رام الله، بينما أنتم في غزة ثابتون في خنادقكم، وتحضون الفصائل الفلسطينية على امتشاق السلاح.
سأضيف جملة: لا تتعبوا أنفسكم، فلن يقتنع شانئ المقاومة بفعلكم، وسيظل إعلام رام الله يقرن بينكم وبينهم في محاربة المقاومة بشكل متعمد، وسيتهمكم بالتنسيق حتى لو خضتم حرباً ثالثة مع الصهاينة، وقصفتم مدينة تل أبيب، فسيخرج عليكم إعلام رام الله في اليوم التالي لوقف اطلاق النار، ليقول: حماس تخلت عن المقاومة، وتقوم بحراسة حدود جارتنا إسرائيل.
2ـ تحاولون من خلال الاستعراض العسكري التأكيد على قوتكم، وقدرتكم على مواجهة أي تآمر داخلي، وأنكم على أهبة الاستعداد للرد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على المقاومة.
وهنا أقول لكم: اطمئنوا، فعدوكم يعرف قبل صديقكم أن مواجهة المقاومة في الميدان غير مجدية، ولاسيما أنكم قد أثبتم درايتكم في فنون القتال والمواجهة بشكل لا يأذن لأي قوة بأن تقترب من سياج المقاومة، والأهم من ذلك، أن الشعب الفلسطيني يقف بكل طاقته مع المقاومة، ولا يحترم شعبنا أي تنظيم سياسي لا يرى بالمقاومة المسلحة طريقاً لتحرير فلسطين.
3ـ تعمدتم أن يجري الاستعراض العسكري شمال قطاع غزة، بعيداً عن الحدود المصرية؛ كي لا يظن المصريون بأنكم تستهدفونهم في الاستعراض والتدريب، وهذه حقيقة تفرض احترامك، وتؤكد أنكم لا تستهدفون إلا الصهاينة في استعراض قوتكم العلني.
بقى لي أن أوجه كلمة لشعبنا الفلسطيني، وأقول لهم: لا تصدقوا ما يحاول البعض أن ينشره من أخبار كاذبة، ولا تصدقوا أن قيادة مصر الراهنة ستجرد جيشاً جراراً للهجوم على قطاع غزة، فهذا وهم كبير، لأن مصر العربية لن تتورط في قتال خارج حدودها السياسية، ومصر العربية لن توجه سلاحها إلى ظهر رجال المقاومة الذين يصوبون سلاحهم إلى صدر الصهاينة، فمصر أكبر من أن تلصق بجيشها عار الوقوف إلى جانب الصهاينة، ولن تسمح مصر لجيشها العربي بأن يحقق حلم اليهود في تصفية المقاومة، ومصر أعظم من أن تنجرف خلف تحريض هذا الإعلامي المشبوه، أو ذاك التنظيم، فمصر تعرف أكثر من غيرها أن ذاكرة التاريخ لا تنسى.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت