رفع الاقساط والطالب الغلبان

بقلم: موسي العباسي


كل يوم يزداد الامر تعقيدا ولا حياة لمن ينادي دون التحرك من اجل تغير الوضع ولكن الخاسر الاكبر هو الطالب الغلبان وأصبحت الأقساط الجامعية مرتفعه جدا..يصل القسط في الفصل الواحد لأغلب الطلبة بين 700 دينار الى 800 دينار وهذا مرتبط بعدد الساعات الأكاديمية المسجلة المحصورة بين 12 الى 18 ساعة في الفصل الواحد اضافة الى ارتباط ذلك بنوعية التخصص والأمر بالنسبة للكثير من العائلات والأسر البسيطة يكون أكثر تعقيدا خاصة حينما تكون العائلة تتولى الانفاق على تعليم أكثر من طالب في الجامعة.

وأدت زيادة الأقساط الجامعية الى ازدياد حدة الفعاليات الاحتجاجية في أوساط الطلبة وممثلي الكتل والاتحادات الطلابية الى حد ان الاحتجاجات المطلبية باتت سمة ملاصقة مع بداية كل عام دراسي حيث تشهد أغلبية الجامعات موجة من الاحتجاجات وبالذات جامعه بيرزيت بسبب تثبيت سعر الدينار فوق الحد الادنى من سعر الدينار مما ادى الى اغلاق الجامعه من قبل مجموعه من الطلبة

وأدى هذا الاغلاق الى طرد عشر شبان من كوادر حركة الشبيبة الفتحاوية من قبل ادارة الجامعه مما ادى الى التصعيد المستمر وإغلاق الجامعه حتى هذا اليوم ، و أكدت إدارة جامعة بيرزيت أن استمرار بقاء بوابات الجامعة مغلقة بقرار من مجلس الطلبة للأسبوع الثالث على التوالي يهدد الفصل الدراسي الأول.

وكان أبرزها ما جرى قبل اسبوعين في جامعة بير زيت خاصة أن رفع الأقساط للساعات شمل طلبة الدراسات العليا الذين بادروا الى تنظيم اعتصامات على مدخل مبنى الجامعه في أولى خطواتهم الاحتجاجية ضد القرار حيث تصل قيمة رفع اقساطهم الدراسية الى 39 دينارا دون ان يجدوا من يتولى الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم

لا سيما ان مجلس طلبة الجامعة غير مسؤول عن متابعة مشاكلهم وقضاياهم الطلابية في الجامعة “سياسة رفع الأقساط ستعزز فكرة من يملك يتعلم ومن لا يملك سيحرم ويدفع رفع الأقساط الكثير من الطلبة الى تأجيل دراستهم عدة فصول من أجل العمل والتخفيف عن كاهل أسرهم، وهذا يعني تأخير تخرجهم لعدة سنوات ماذا نقول عندما ترى الجامعات الاوروبية تدعم منح كامله لجميع الطلاب لكي يكملوا تعليمهم وتوفير مبالغ لهم لكي يهتموا بالدارسة متى سيحصل هذا في فلسطين

أهمية الاسراع في دفع الحكومة لمخصصات الجامعات وتوسيع دائرة منح القروض لغير القادرين وقيام الجمعيات الخيرية بدعم الطلبة مباشرة وفتح باب الكفالات من دول الجوار لطلبة الجامعات كما هو الحال بكفالات الأيتام وان يتم رفع الأقسام بشكل متدرج وليس مفاجئا وباتفاق مع ممثلي الطلبة”. وتوجد في الضفة والقطاع 16 جامعة وكلية، ويصل عدد الطلبة الملتحقين بهذه الجامعات قرابة 220 ألف طالب وطالبة، ما يعني ان رفع دينار واحد عن كل طالب يعني ان الجامعات حققت دخلا بقيمة 220 ألف دينار. اما بخصوص الدراسات العليا فقال أبو كشك إنها لا تخضع للمساعدات لأنها مكملة .

التعليم العالي في فلسطين احد الركائز الأساسية للصمود وهو اداة للتحرر وبالتالي قضية التوسع في التعليم هي ليس خيار بل هي حاجة ماسة لكل شرائح المجتمع دون وجود اي عوائق سواء مادية أو اجتماعية. وما نراه في واقع الحال نحن عندنا نوع من التوجه نحو خصخصة التعليم العالي او تحويله الى سلعة تباع وتشترى ويسوق لها لمن كان مقتدرا ماديا

يجب وضع استراتيجية وطنية نابعة من المسؤولية الاجتماعية لكافة قطاعات المجتمع الفلسطيني، وخاصة القطاع الخاص. وايضا ضرورة تطبيق صندوق التعليم الجامعي وان يكون التعليم الجامعي متاح للجميع وان تقوم الجامعات بتوفير عائداتها لتطوير التعليم ومحاولة الابتعاد عن رفع الاقساط

كلنا قمنا بالتضامن مع الطلبة في جامعه بير زيت وكان تضامن من مجموعات كبيره لأكن الى متى سيبقى الطالب يدلي بصوته لأي فصيل والفصيل وقيادة الفصيل لا توقف معه وتسانده في هذا اللحظات من هنا يجب ان يكون القرار النهائي فقط للطلبة ويجب دعمهم ومساندتهم

لنتعلم مما حدث في بريطانيا عندما مرر 3 نواب بالبرلمان البريطاني قانون يسمح برفع اقساط الجامعه في انجلترا 3 جنيهات استرلينية سنويا قامت مسيرات في جميع محافظات بريطانيا تتجاوز 100 الف متظاهر على هذا القرار


بقلم: موسى العباسي رئيس برلمان شباب فلسطين