حقا شر البلية ما يُضحك .. إننا في ظل الأزمة الخانقة للوقود ،الملاحظ هذي الأيام ،عاد السائقون من جديد لاستخدام الزيت ..زيت الطهي ، لإدارة محرك السيارة ..وذلك بديلا عن السولار أو البنزين اللذان هما متوفران حاليا بمحطات تزويد الوقود .. لكن بأسعار خيالية .. حقيقة رغم معرفتي لمطاردة أفراد الشرطة لمثل أولئك السائقون ،لأنهم يحتكرون قارورات الزيت بشرائهم لكميات كبيرة ،وجمعها من الأسواق مما أدى إلى شح الزيت نسبيا عما قبل أولا وكذلك للأضرار الناجمة عن تلوث الهواء .. إلا أنه رغم ذلك ألتمس لهم أي للسائقين ألف عذرا وعذر ، وسط الغلاء الفاحش الذي بات كالغول الجائع، لا يرحم فيلتهم كل شيء، ويدمر كل شيء ،أما يكفي مغادرة السائقين بيوتهم ، وبطون أولادهم خاوية تنتظر حفنة قمح أو طحين لتسد رمقها ؟!!وكما تغيرت معادلة الوقود الخاص بمولدات الكهرباء،التي تستخدم في المنازل .. حيث استعمل البعض الغاز بديلا عن البنزين ،وإن كانت الحاجة هي أم الاختراع ،والأزمة أم الابتكار والإبداع ..لكن ذلك يمكن أن يحل المشكلة برمتها والتي تتفاقم يوما بعد يوم ،ثم أن أسعار الغاز ليست بالرخيصة حتى تُستخدم بعيدا عما خصصت له في طهي الطعام ..لا شك أنه منذ بدأت حملة قوات الجيش المصري بإغلاق الأنفاق ، تضررنا كثيرا ليس فقط لعدم توافر البنزين القادم من مصر إلى غزة أو الوقود بصورة عامة ..بل أن كثيرا من البضائع،رحلت بلا عودة فمضت في تعداد تنازلي سريع للفقد كما تجتذب الأرض الأجسام الساقطة من الفضاء ولا فرق سوى أن الأمر هذه المرة يمكنا تسميته بالجاذبية الحصارية، وليست الأرضية .. !! لحظة أن فقدنا البنزين المصري في قطاعنا المحاصر الآن فعليا وحسابيا ودراماتيكيا ،ومولد الكهرباء الخاص بي لم يزل يرقد في سبات عميق في حجرته الضيقة فلم تعد له نبضات ولا أنفاس ولا ضجيج أصبح محنط كأجساد موتى الفراعنة لكن سر التحنيط هنا ليس لغزا يحتاج لفك طلاسمه ،ولا أعلم متى يمكني أن أوقظه ..!!..لكن هذا ماليس أخشاه.. إنما أخشى يوما أن نصبح في قطاع غزة فنقلي البطاطا ،وحبات البندورة بالسولار أو البنزين بديلا عن الزيت الذي رحل عن عالم المطابخ إلى بطون السيارات الخاوية على عروشها ،والخوف كل الخوف أن ترفض بطون السيارات يوما ..ما إن توفرت سبل الوقود بأثمان زهيدة من جديد.. لأنها حينها تكون أدمنت الزيت ،ورائحته..!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت