عودة لورنس العرب من جديد ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة


قلت في أحد ى جلساتي بين الأصدقاء : مخطئ من يتصور أن لورنس العرب ،قد مات أو رحل عن عالمنا ..!!فاليوم ألف لورنس ولورنس يعيشون بيننا وحولنا في بلاد العرب أوطاني أولئك المخادعون والسفاحين والقتلة والمجرمين ،والذين ارتموا بأحضان المؤامرات والمتآمرين من أجل بسط السيطرة البرجوازية بصورة مصغرة ،وتحقيق مطامعهم الشخصية الزائلة على حساب قهر شعوبهم ،وزعزعة أمنهم،وترهيبهم ..فرد عليّ أحد الجالسين الجدد في أول لقاء يجمعني به ،وما شأن عمر الشريف ، عفوا..!! لورنس العرب بكل الأحداث التي تعلق عليها لم تكن تلك زلة لسان في خلط الأسماء ، ولكن بصوره متعمدة لأنه أتبع كلامه بابتسامة ساخرة هيهات للمونا ليزا أن تضاهيها ..!!فقلت له ومن هو لورنس العرب ؟! رد بنفس الابتسامة الساخرة طبعا لورنس هو وصف أولقب للمثل العالمي عمر الشريف ..للتبسيط أكثر مثل الممثل فريد شوقي والذي لقب بوحش الشاشة ،أو محمود المليجي والذي لقب بمجرم الشاشة ..حينها تدخل أحد الأصدقاء ،وقال وهو يضحك بصورة هستيرية :صلاة النبي أحسن ..!! حقيقة لم أتمالك نفسي من الضحك المفرط فأنا لم أضحك استهزاءا به أقصد بالشخص الأول ،ولكني تذكرت مقولة شائعة قالها فيلسوف اليونان الشهير حيث قال لأحد تلامذته الجدد ،والذي كان يلتزم الصمت بلا تعليق ولا سؤال فقال له سقراط :تكلم حتى أراك !! فعلا كثيرا ما تخدعنا المظاهر والتي ما أن نقترب منها يتغير كل شيء لأننا كلما اقتربنا من الأشياء تعرت أكثر،وحينها تتكشف الحقائق ،بعد سقوط أثواب الخداع ،ونزع الأقنعة !! المهم أني شفقت عليه لأنه كان يتكلم بكل حرقة وبصدق ،وليس من باب المزاح وما أكثر الذين هم مثله في حياتنا ..الذين هم يجادلون ،بغير علم في أي شيء ويناطحون بقرون حقيقية لا بقرون من عجين كالثيران في حلبة المصارعات العالمية ،وكأنه مطلوب منهم أن يحللوا ويفسروا ويبرهنوا كل شيء من باب الحذاقة والحذلقة ، والحقيقة غير ذلك تماما ..!! المهم قلت له موضحا ومن باب الاستنارة ..ياعزيزي لورنس العرب الشخصية الحقيقة واسمه توماس إدوارد ،والتي اقصدها لا الشخصية التي جسدها الفنان عمر الشريف في أحد أفلامه ..فلورنس يعتبر من أشهر شخصيات الربع الأول من القرن العشرين ، وأكثرها جاذبية نظرا لما اكتنف اسمه من رومانطيقية، ومغامرة وغموض لكن أكثر الجوانب التي تشدني إليه مقارنة بحديثي، هو ارتباط اسمه وحياته بالسياسة البريطانية الاستعمارية ،والمؤامرات ضد الوحدة العربية وعروبة فلسطين أي أنه كان من كبار العملاء والمحرضين للعرب على الثورة العربية ضد الأتراك عام 1916،وقد مثل لورنس دور الجاسوس بدهاء فهو الذي أتاح للمستعمرين البريطانيين فرصة ذهبية للتسلل إلى الشرق ،وشجع العرب بل أوقعهم في حربهم مع الأتراك !!
حينها قال ذاك الجليس ، ولكن بخجل شديد هذه المرة ،وبعدما توارت ابتسامته الساخرة، لكن يا أستاذنا الفاضل ،عفوا وما شأن لورنس العرب بما يحدث حولنا ،من دسائس وخيانات ووشايات تحاك كما تقول في بلداننا العربية ؟! ،قلت له : ما أكثر شعوبنا المخدوعة ،وإلا ما ذا يمكنا أن نسمي ثورات الربيع العربي التي انحرف قطارها عن القضبان ليدخل نفقا مظلما كالح السواد لا نهاية له ،سواء أكان ذلك في تونس أو اليمن أو ليبيا ..و ماذا يمكنا أن نسمي بما يحدث في شبه جزيرة سيناء ،من قتل وتدمير من قبل البؤر الإرهابية تلك العصابات المسلحة ضد أجهزة الدولة .. و ماذا يمكنا أن نسمي ما يحدث في مصر من الاستهداف لقتل رجال الشرطة ،والجيش ودون أي تمييز بين الأفراد أو القيادات العسكرية البارزة والتي آخرها ما شاهدناه عبر الفضائيات مقتل مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج وإصابة خمسة ضباط وأربعة جنود أثناء مداهمة قوات الأمن بمعاونة الجيش لمدينة كرداسة أو جمهورية كرداسة الزائفة ،وليست الفاضلة.. تلك المدينة المصرية التي يحاول أن يسرقها أولئك اللورنسيون ليعلنوها جمهورية مستقلة بكل حماقة وكرداسة تقع بالقرب من ترعة المريوطية على بعد دقائق من شارع الهرم ، مساكنها بسيطة لا ترتفع عن الأرض كثيرا إلا أنها تعانى من كثافة سكانية شديدة، الذين لا يهددهم إلا كارثة واحدة تتكرر باستمرار، حيث يستيقظون من نومهم على صياح أحد أفراد المنطقة بوجود "جريمة قتل".ما يحدث من حكايا في المناطق التي يحاول الإرهابيون السيطرة عليها هي حكايا خيالية لا يمكن أن يصدقها عقل !! المصيبة أن مرتكبي كل تلك الجرائم هم أناس يتظاهرون بأنهم عاديين ،يعيشون في قلب القرية أو المدينة يرتدون أبهى الثياب نهارا، كرومانطيقية لورنس ،ويتكلمون أهذب الأحاديث ، تضليلا للمساكين ،وجرهم لما يخططون ،وفي الليل هم مسلحون ضد كل من يخالفهم من قول أو من انتقادات ضدهم !!
وماذا يمكن أن نسمي ما يحدث بقرية دلجا والتي هي تقع بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا من تحريض عناصر إرهابية مارقة على جر الأبرياء إلى القتل ومحاربة الدولة من أجل تحقيق مخططات خارجية معنية بخراب أمن مصر وضياع هيبة القانون ورجال الدولة ولأنه عندما تسقط مصر ..حتما تسقط كل الدول العربية في شباك المخطط الاستعماري الغربي الحاقد كما سقطت من قبل أيان الثورة العربية ،جراء انجرافها وراء تيار لورنس !!




جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت