فشل المشروع العربي ضد النووي الإسرائيلي لدى الوكالة الدولية للطاقة

بقلم: علي ابوحبله


حين يسعى النظام العربي بقراراته تجريد أي نظام عربي يكون بمقدوره الحصول على القدرات النووية ، ويتخذ من القرارات على مستوى ألجامعه العربية ضد هذا النظام او ذاك ويطالب دول العالم والأمم المتحدة لتطبيق الفصل السابع ضد سوريا أو إيران بشأن الترسانة للاسلحه النووية أو الكيماوية ، نجد أن المشروع العربي لعقد مؤتمر دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الاسلحه الذرية قد مني بهزيمة منكره واجل لأجل غير مسمى وذلك انصياعا لطلب الولايات المتحدة الامريكيه والغرب التي تحمي ترسانة إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل ، ودلالة ذلك أن النظام العربي فاقد لوجوده ، وهو مسخر لخدمة أهداف لا تخدم الأمن القومي العربي ، إن مجرد رفض مشروع عربي ينتقد نووي إسرائيل في الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو دليل على انعدام الوزن العربي في الداخل والخارج ، لقد تبين بنتيجة رفض المشروع العربي أن أمريكا والغرب تدعم بقاء الترسانة النووية الاسرائيليه ألقائمه منذ عقود ، وان أمريكا والغرب تتصدى لكل مشروع عربي أو إسلامي يكون بمقدوره تهديد إسرائيل وأمنها ، إن النظام العربي نظام لا يقرأ ولا يفهم حقيقة المعادلات الاقليميه والدولية وان هذا النظام منغمس بتنفيذ مخططات هي في واقعها وحقيقتها لا تمت بصله للواقع العربي ، إن فشل تمرير مشروع قرار ينتقد البرنامج النووي الإسرائيلي من قبل ألمجموعه العربية يعد هزيمة للنظام العربي ودليل إفلاس لهذا النظام العربي الذي يستقوي بأمريكا والغرب ضد المصالح القومية العربية ، حين يحوز المشروع العربي على تأييد 43 دوله وصوتت مقابله 51 دوله مارقة فهذا يشير لمدى هشاشة النظام العربي الذي يستقوي في قراراته ضد ليبيا وسوريا واليمن وهو عاجز عن الاستقواء بنفسه لحماية أمنه القومي من التهديدات الاسرائيليه ، إن أمريكا والغرب حين تقف موقف الداعم للترسانة الاسرائيليه المحرمة دوليا وتقف في وجه المشروع العربي لأجل عقد مؤتمر للإعلان عن منطقة الشرق الأوسط منطقه خاليه من أسلحة الدمار الشامل إنما في هذا تؤكد أمريكا والغرب في مخططاتهما تستهدف امن ألامه العربية على حساب تحقيق امن إسرائيل واستمرار تفوقها واستحواذها على أسلحة الدمار الشامل ، إن الدول العربية التي سبق لها وان تقدمت بمشروع قرار غير ملزم في اجتماع الوكالة الذرية 2010 وتم تأجيل ذلك لاجتماعات لاحقه فشلت من خلالها تمرير مشروعها ما يؤكد أن أمريكا والغرب لا تعير اهتماما للعرب ومواقفهم ، إن تصريح رئيس بعثة ألجامعه العربية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير رمزي عز الدين رمزي قبل الاجتماع ، أن العرب يأملون في حال الموافقة على مشروع القرار أن تتم دعوة إسرائيل للانضمام إلى المعاهدة الدولية لحظر الاسلحه النووية مع إخضاع منشاتها النووية لرقابة مفتشي الوكالة الدولية ، تعليقا على المسعى العربي لإصدار قرار لاعتبار الشرق الأوسط خاليا من الاسلحه المحظورة اعتبرته واشنطن يضر بالجهود الديبلوماسيه الأوسع نطاقا والرامية لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ، في حين رأت إسرائيل أن المسعى العربي يوجه ضربه خطيرة لأية محاوله لإجراء محادثات إقليميه ، إن إسرائيل وهي تملك ترسانة نوويه وتهدد المنطقة برمتها تسعى لان تكون بعيده عن أية انتقادات لتحمي ترسانتها من الاسلحه النووية ولتبقى تتحكم في مقدرات المنطقة في حين تسعى من اجل التخلص من الترسانة الكيماوية السورية ومن برنامج إيران النووي ، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية على لسان أمينها العام بوكيا امانو دعا لإرساء قواعد لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ، أما على مستوى الولايات المتحدة الامريكيه وإسرائيل فكلاهما يعتبر أنشطة إيران النووية هي ما تشكل خطر رئيسيا في المنطقة في مجال الانتشار النووي ، وتربط أمريكا وإسرائيل خلو منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل باتفاقية سلام ما بين إسرائيل والعرب ، إن القوى العالمية التي وافقت عام 2010 على خطه مصريه لعقد مؤتمر دولي لإرساء القواعد لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ، إلا أن أمريكا وقفت في وجه انعقاد هذا المؤتمر الذي كان موعده ديسمبر 2012 ولم تقترح موعد بديلا، هذا في حين أن إسرائيل تجدد الحملة الاسرائيليه على إيران وسوريا استباقا لطرح قضية مفاعل ديمونا وذلك في محادثات نتنياهو اوباما المقرر عقدها مع بداية الأسبوع المقبل ، وتأتي الحملة الاسرائيليه بهدف ممارسة الضغوط على إيران خصوصا في فترة انعقاد الدورة الجديدة للجمعية ألعامه للأمم المتحدة ، إن أمريكا تجد نفسها محرجه في موضوع النووي الإسرائيلي وخاصة بخذلانها لحلفائها من العرب وإفشال المشروع العربي في اجتماع مجلس الطاقة ، فان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في زيارته الاخيره إلى إسرائيل ووفق ما ذكره مطلعون على لقاءاته مع نتنياهو مساعدة واشنطن في إبعاد التهديد الأمني عن إسرائيل بإقرارها ميثاق منع انتشار السلاح الكيماوي ، فالمعروف أن إسرائيل وقعت على هذا الميثاق في حينه لكن حكومتها لم تصادق عليه بعد ، كما تشترط الأمم المتحدة ففي وزارة الخارجية الاسرائيليه يستعدون لإثارة خطة إسرائيل للسلاح الكيماوي ونقلوا إلى مفوضيات إسرائيل في العالم ورقة رسائل قصيرة في هذا الشأن لاستخدامها في الرد على التساؤلات المطروحة حول الموضوع ويروجون في هذه الرسائل أن الردع الإسرائيلي يقوم على غموضها الذري وعلى القنابل الذرية في ديمونا لا على الغاز السام الذي طور أو لم يطور في المعهد البيولوجي في نيتسونا ، وتبقى مواقف إسرائيل ضمن عملية المراوغة ضمن محاولات التهرب من أية استحقاقات على إسرائيل لتبقى بعيدا عن أية تعهدات تلزمها لإخلاء ترسانتها النووية والبيولوجية والكيماوية ، وهي في موقفها تلقى الدعم الأمريكي والغربي في ظل ضعف عربي وإفلاس للنظام العربي الذي يعد الداعم لموقف أمريكا ضد أي نظام عربي أو إسلامي يحاول امتلاك السلاح الكيماوي في حين ستبقى إسرائيل بعيده كل البعد عن المساءلة والملاحقة ويبقى النظام العربي اعجز من فرض شروطه ومشاريعه لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل وهذا ما من شانه أن يعرض الأمن القومي العربي للخطر بفعل إفلاس النظام العربي تحريرا في 22/9/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت