قرر أن يصحبها إلى بيته مهما كلفت الأمور ،وأنه لن يتركها أبدا ..ولوكلفه ذلك الكثير ،فمنذ رآها أول مرة..أحس بشيء خفي يشده أليها ،كالدوامة ،وكجذب الأرض للقمر، ولا يعلم ما السر في ذلك ،كل من يشاهدها يُعجب بها ،والكل يتصارع عليها من أجل أن ترافقه خاصة هذي الأيام ..حقيقة هي في نظرة جميلة الجميلات رغم أنها لم تكن ذات قوام ممشوق ،إلا أنها كانت تمتاز بالرشاقة والخفة ،وأما عيناها السودوان ..الواسعتان تجعلها فاتنة ،أنيقة تنبهر بها القلوب ، ففيهما سحر غريب ..هي ومثيلاتها ، اليوم أصبحن حديث البيوت ،والمقاهي ، ومقرات الأعمال الكل يتكلم عنهن رجال ونساء وأطفال ،المشكلة فقط تكمن في عدم قدرتها على الاختيار ،في القبول أو الرفض، لكل من يحاول أن يتقرب إليها ..منذ أن شاهدها لم يستطيع أن تفارق صورتها عيناه ، ذهب في اليوم التالي على عجالة ليراها بعدما انتابه الشعور ، بأنها ستضيع منه ، إذا لم يحدد موقفه منها بسرعة ،و قبل أن يتهافت عليها الآخرين ..خاصة أنها مرغوبة ،وملفتة للأنظار ،وما أن اقترب منها محاولا بكل جرأة أن يتحسس شعرها الناعم الكثيف ضاربا بكل التقاليد والأعراف عرض الحائط ،إلا أنها ابتعدت عنه بكل رقة ودلال ،حاول أن يلتقط لها صورة لم يستطيع،لأنها كانت دوما تبتعد عنه ..قفز من فوق القضبان الحديدية التي تحيط بها ،من كل جانب وأمسك بها ، فاستسلمت هذه المرة وانقادت معه بكل خنوع ، تعجب وقال في قرارة نفسه بصوت مهموس ، فرغم ثقافته ،إلا أنه ردد نص عجيب غريب لا يصح سندا ولا متنا ولا عقلا ولا شرعا ولا خـُلـُقا حيث قال حتى في عالم الحيوان يتمنعن وهن الراغبات ؟!!
وفجأة أفاق من شروده ووساوسه ،وهواجسه على صراخ صاحب الحظيرة ..حظيرة العجول والذي قال له :كيف تجروء على فعل هذا دون استئذان مني ؟!! ..فرد عليه قائلا : سامحني لكني عزمت النية على شراؤها ،ما أحلاها ..ستكون جميلة "العِجلات" في صباح يوم عيد الأضحى ..!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت