القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
حذر المحلل العسكري في صحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، من أن الضغط الذي يمارسه نظام الحكم الجديد في مصر ضد حماس والذي بات يطال كافة اوجه الحياة في قطاع غزة، سوف يؤدي الى انفجار لن تكون اسرائيل في معزل عن اثاره.
هارئيل أورد في تحليل نشرته "هارتس، في موقعها على الشبكة، اليوم الاثنين، تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق الذي قال فيها، ان الشعب الفلسطيني يقف على اعتاب انتفاضة ثالثة وان طريق جون كيري والاموال التي وعد بها لن تنقذ الوضع، بعد أن فشلت السلطة الفلسطينية باحراز الاستقلال للشعب الفلسطيني.
ويشير هارئيل الى ان ما وصفه "بالانقلاب "العسكري في مصر في تموز الماضي مثل منعطفا استراتيجيا كبيرا في المنطقة، وان حماس هي أحد المتضررين الأساسيين من ذلك، فالنظام المصري الجديد يوجه يوميا اتهامات جديدة لحماس ويعرض ما يصفه بمحاولات تنفيذ عمليات ضد مصر. ووصلت الأمور ان قام جنود مصريون باطلاق النار من زوارق بحرية على صيادين غزيين اقتربوا من شواطئ سيناء، ناهيك عن اغلاق معبر رفح الذي بات يفتح بالكاد اربع ساعات يوميا وبعد ان كان يمر منه 1300 مسافر بالاتجاهين يوميا اصبح يعبر منه 350 مسافرا فقط . كذلك منعت مصر على قيادات حماس المرور عبر معبر رفح. وفي الاسبوع الماضي جرى اغلاق المعبر كليا في اعقاب عملية تفجير في مبنى المخابرات المصرية.
وضربت النشاطات التجارية وتهريب الاسلحة التي كانت سالكة عبر الانفاق بعد ان تم هدمها، ويكشف هارئيل، ان السلطات المصرية تقوم الان بهدم بيوت بمسافة مئات الامتار على الجانب المصري من الحدود كي لا يتم حفر انفاق جديدة في المنطقة.
الضغط المصري فجر أزمة اقتصادية حادة في القطاع. أزمة الوقود وصلت ذروتها وباتت تؤثر على حركة الباصات والسيارات الخصوصية وهناك من بات يتنقل مشيا على الاقدام بسبب شح الوقود، الذي ارتفع سعره بعد هدم الانفاق من 3.80 الى الضعف تقريبا، في حين ان الوقود الذي ما زال يهرب حتى الان يتم نقله بتوجيه من حكومة حماس الى محطة توليد الكهرباء المركزية، التي بدورها اصبحت غير قادرة على توفير الكهرباء طيلة ساعات اليوم، حيث بات القطاع يشهد انقطاعا في الكهرباء لمدة ساعات يوميا.
ويلفت هارئيل الىقلق في صفوف حماس من تفاقم الوضع الاقتصادي في غزة ومن استغلاله من قبل خصمها السياسي، حركة فتح، التي تقود عمليا حركة "تمرد" الغزاوية وتضع تاريخ 11 تشرين اول الذي يصادف ذكرى رحيل عرفات هدفا قريبا لحشد مئات الالاف كما حدث السنة الماضية.
حماس وجدت نفسها مجددا بين فكي كماشة بعد ان خسرت حليفها الذي تمثل بنظام الاخوان المسلمين في مصر، فهي تحاصر من جهة مصر بعد ان كانت محاصرة من جهة اسرائيل التي تقوم ببعض البوادر، حيث سمحت لأول مرة بادخال مواد بناء وتدخل الوقود احيانا، مع التأكيد على انها تفعل ذلك بناء على طلب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وليس لعيون حماس.
المحلل العسكري الاسرائيلي، يصف واقع حماس بالعزلة بعد ان سبق ان خسرت حليفها الأساسي أيضا المتمثل بايران بسبب الخلاف على ما يدور في سوريا، حيث فشلت معادلة مقايضة ايران بمصر لأن اسقاط نظام الاخوان في مصر جاء بعد خسارة ايران ليضع حماس في عزلة مطبقة، بعد ان بات حتى المتكأ القطري- التركي ضعيفا لأن الدولتين لا تريدان قطع جميع الخيوط مع مصر.
ويشير المحلل الاسرائيلي الى التخبط في قيادة حماس فهناك من يعتقد ان هذا هو وقت المصالحة والعودة الى الحضن الفلسطيني وعلى رأسهم رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية وهناك من يقول بتحدي مصر في حين ان الخيار الثالث، هو العودة الى النمط الدائم وهو التصعيد امام اسرائيل وفي كل الأحوال، يقول هارئيل، فان دفع حماس الى الحائط سيؤدي الى انفجار سوف يصيب اسرائيل ايضا.