ما أن قابل الأب الثائر الطفل الصغير عند عودته من المدرسة ،والذي كان يتوعده إلا وهجم عليه وقام بلطمه على وجهه ،وركله بقدميه حيث أطاح به على الأرض بعد أن طار جسده الضئيل في الهواء كالبهلوانات ،أو كالكرة ..!! تدخل المارة على الفور في المكان محاولة لتهدئة الموقف ظانين لأول وهلة أنه أب يعاقب ابنه، لكن الحقيقة التي علمها الناس فيما بعد أن تدخلوا لفض المعاناة ،وبعد ضرب الطفل المبرح ..تبين أنه ليس ابنه ..حكى الرجل أن هذا الولد الغير محترم ،والغير مؤدب قد عاكس ابنتي الصغيرة ،حيث قال لها بالأمس عند عودتها من المدرسة :هاتي بوسة يابت ..!!
حينها صرخ الطفل من شدة وجع الضرب ،وقال بكل براءة بعد إحساس مرير بالظلم : أقسم بالله لم أقل لها هذا الكلام ..قاطعه أب الطفلة ،ولمن تقول إذا ؟!
قال الطفل بعفوية ،والدموع تنساب من عينيه.. والله كنت أغني أغنية أعجبتني هاتي بوسة يابت ..!! حينها ضحك جميع الحاضرين ،ووجهوا اللوم لذاك الأب المتسرع فقال له أحد الحاضرين :هذا طفلٌ صغير ،لايعرف المعاكسة ولا يقصد معاكسة ابنتك ..الذنب ليس ذنبه بل ..ذنب من غنى مثل تلك الأغاني الهابطة ،هبوط أخلاقنا وسلوكياتنا وثقافتنا هذي الأيام ،ثم يا أخي ميز بين من يغني ،ومن يعاكس ..من العجيب في ذات اللحظة مرت سيارة مسرعة بجوار المكان كان الغناء يعلو من داخلها ليسمع الجميع صاحب ذات الأغنية وهو يغني ذاك المقطع وحبيبي لابس برنيطة وبيشرب مانجا بشفاطة ..ضحك الجميع ،وانفضوا على أغنية هابطة لها تأثيرها على ثقافة المجتمع ..!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت