في ذاكرة الشرف المصري ترجل الرجال وكسروا رأس أبو الغيط وخلعوه من الحكم بعد أن تمادى كثيرا مع حزبه المنحل على المصريين وحقهم وكرامتهم ليطال ذلك غزة وأرض الرباط حينما قال "سنكسر قدم من يدخل من غزة لمصر"، فتحولت الآية وجاء إلى أرض الكرامة في غزة رئيس وزراء مصر الشرعي هشام قنديل بعد أن شرب وأكل المصريون على صفحات الجرائد التي كانت أوردت خبر أبو الغيط وهو يهدد وبجواره "تسيبي ليفني".
ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه في وقت قصير؛ ورغم ما أجرم به نبيل فهمي من تزيين الانقلاب في مصر وفشله في ذلك إلا أن تجرأه على أرض فلسطين بعد أن تجرأ على أرض مصر واختطف إرادة المصريين هناك يجعل من الواضح أن أولئك لا يعتبرون من أحوال من سبقهم من الديكتاتوريين.
على من تتهجم يا فهمي وأنت وزير خارجية انقلاب غير شرعي ولست منتخبا؟! أتريد أن تهاجم غزة التي تحتضن حكومة منتخبة لترضي طرطورا هنا أو طرطورا هناك كي يصفق لكم الاحتلال؟! قف مع نفسك قليلا؛ ليست نصيحة من باب المحبة فأنا كما كل الفلسطينيين والمصريين لن نغفر لكم مجازر رابعة والنهضة والحرس الجمهوري وكرداسة وغيرها لأن الفاتورة طويلة وسيأتي من يحاسبكم كما تم إلقاء أبو الغيط خارج المشهد.
قالها أبو الغيط حينما حاصر غزة بأنه سيكسر قدم من يدخل إلى مصر بينما كانت ليفني واقفة على أقدامها في قاهرة المعز ثم جاء تهديدك أكبر مما تفوه به أبو الغيط حيث أنك بعد أن منعت أهالي غزة من دخول الشقيقة مصر تريد الانقضاض عليها ظنا منك وممن يدعمك أو يبارك لك خطواتك أنك رجل لهذه المهمة، ولتعلم أن هذا هو الفصل الأخير في مهزلة التلاعب في مصير دولة مصر لأن أمنها القومي لا يحتمل كثيرا مراهقة من هنا أو هناك، ولذلك يجب عليك أن تعتبر من أبو الغيط فحاصر غزة وهدد أهلها فذهب أدراج الرياح ليبقى شعب مصر وقيادتها الشرعية مع المقاومة والفلسطينيين، وإذا استمرت تلك المراهقة فمجرد أن تمس أهل غزة فإن النهاية ستكون قاسية لك بحسب التاريخ لأن من هدد مُسح من الخريطة السياسية فما بالك بمن ينفذ ويعتدي ؟!.
الأفضل أن تعود إلى رشدك وأن تستقيل من موقع لست أنت المستحق له وتتوقف عن الانقلاب وتسويقه في العالم لأن التاريخ لا يرحم، ولا تغرك هالة العسكر والجيش والقوة والبطش لأن الدعوات لا تهزم بالأذى يوما، بقيت حماس وبقي الشعب المصري والشعب الفلسطيني وخلع أبو الغيط ومبارك ورغم ما يجري للشرعية في مصر فإنها حتما عائدة رغم أنف الانقلابيين، والتسريع في عودتها سيكون أكثر حينما تمتد يد غادرة إلى غزة لإرضاء الاحتلال الصهيوني ومن معه من النطيحة والمتردية.
بقيت غزة وحماس وهزم باراك وبن أليعازر؛ وبقيت غزة وحماس وهزم إيهود أولمرت وستبقى غزة وحماس وفلسطين ويندحر الاحتلال ومن يسهل له قتل الشعوب العربية من أمثالك وأمثال الجزار بشار والسيسي ممن ستكون الأيام القادمة شاهدة على خلعهم من شعوبهم في دول المؤامرة سواء الخليج أو الأردن أو غيرها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت