نشرت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر اليوم الأحد مقالاً تحليلياً للكاتب الإسرائيلي المعروف " عمير ربابورت" يتحدث فيه عن العلاقات الأمريكية الإيرانية التي تتخذ منحى جديداً في عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني خاصة بعد المكالمة الهاتفية الذي أجراها الأخير مع نظيره الأمريكي باراك أوباما.
ويرى الكاتب بأن تلك المكالمة الهاتفية ستزيد من احتمالية تنامي فرص الهجوم الإسرائيلي على المواقع النووية الإيرانية في المدى الزمني المتوسط، لافتاً إلى أن الأحداث الأخيرة ما هي إلا جزءاً من سيناريو تم إعداده مسبقاً تحت مسمى "الغش الإيراني".
ويشير الكاتب الإسرائيلي في مقاله إلى أن الرأي السائد في الجيش الإسرائيلي بداية من الضباط ومسئولي المناطق مروراً برئيس هيئة الأركان "بني غانتس" وانتهاءً بوزير الجيش "موشيه يعالون" هو أن النظام الإيراني أظهر روحاني كشخصية معتدلة من أجل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، مشيراً إلى أن المنظومة الأمنية وحتى القيادة السياسية في إسرائيل لا تؤمن بنتائج الانتخابات الرئاسية الإيراني الأخيرة، أو أن إيران قد تخلت عن برنامجها النووي.
وأوضح الكاتب أن "إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم كانت ولا زالت تحذر من أن إيران تتطلع لأن تتحول إلى دولة نووية، وتابع الكاتب "إنه يمكن القول أن إيران يمكن أن توقف برنامجها النووي دون التنازل عنه، وتعود بالعمل فيه في التوقيت الذي تجده مناسباً لها، أو تستمر به في الخفاء دون توقف وبعيداً عن أعين مراقبي الأمم المتحدة".
ويواصل الكاتب قوله "لا يمكن الاستخفاف بالتطورات الأخيرة، فإن الولايات المتحدة قد أخبرت إسرائيل بالمكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيسين الأمريكي والإيراني، محذراً من أن الشعور العام هو أن أمريكا قد تعتب إزاء البرنامج النووي الإيراني، وهي ترى أن المناسب الآن التعامل الدبلوماسي بما يخص الملف النووي الإيراني الذي سيوصل الأخيرة في نهاية المطاف إلى قنبلة نووية، بالضبط كما حدث مع كوريا الشمالية، عندما أعربت عن عزمها الشديد للوصول إلى قنبلة نووية.
ويتحدث الكاتب هنا عن أن عناصر ومسئولين أمنيين كبار في إسرائيل قد نقلوا في الآونة الأخيرة لنظرائهم في الولايات المتحدة أن مغامرة روحاني تلك هزيلة، مشيرين إلى أن الخطر الحقيقي هي مغامرة الإخوان المسلمين في مصر.
وفي الملف السوري قال الكاتب أن "هناك ثمة شكوك في وسط القيادة السياسية الإسرائيلية بشأن تنفيذ قرار الأمم المتحدة حول تفكيك الرئيس السوري بشار الأسد من السلاح الكيميائي الذي بحوزته، في حين يعتقد الإسرائيليون من أن النظام السوري قد وافق على تفكيك السلاح الكيميائي بعد أن تيقن من ان الولايات المتحدة ستهاجم المواقع الخاصة بتلك الأسلحة".
ويشير الكاتب إلى أن الشعور السائد في جميع دول الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل هو أن رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما لن يجرؤ على الخروج بعمل عسكري ضد إيران أو بمجرد التهديد كما فعل في سوريا.
وفي نهاية مقاله تطرق الكاتب إلى الهجوم المحتمل الإسرائيلي على إيران بالقول "إن الولايات المتحدة بالتأكيد لن تعارض قيام إسرائيل شن هجوم على إيران، إلا أن العالم بما فيه الدول الغربية سيصعب عليها قبول الهجوم الإسرائيلي قبل الانتهاء من العمل الدبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني والتي يمكن أن يؤدي إلى اتفاق ناجح.
ويرى الكاتب أن إسرائيل ستتعامل مضطرة مع الملف النووي الإيراني في منحيين مختلفين إما أن تهاجم إيران عسكرياً بدعم أمريكي، أو أنها ستستسلم أمام الخيار الأصعب وهو أن تتحول إيران إلى قوة نووية.