تحل المشاكل والأزمات بين الفصائل والحركات في الدولة عادة بالاتفاق الوطني, ووضع الحلول المناسبة لها بما يخدم المصلحة الوطنية ومصلحة الشعوب, وليس بما يخدم المصلحة الحزبية أو الشخصية 0 لكن مايحدث في فلسطين هو العكس, فان جميع الأحزاب والحركات تبحث عن مصالحها الخاصة ومصالح أفرادها متناسية وتاركة القضية الوطنية ومصلحة شعبها, وغير مكترثة بها مما أدى إلى أن يعيش الشعب الفلسطيني مشاكل كثيرة على كافة الصعد سواء كانت اقتصادية, أو سياسية, أو اجتماعية, وحتى على سبيل الخدمات اليومية للمواطن كالتعليم, والبطالة,وارتفاع الاسعار, ونقص الوقود ,والغاز, والكهرباء, والصحة وغيرها 0
ففي فلسطين فبدلا من انهاء الخلافات بين الفصائل, نجد أن بعض الفصائل اعتمدت إستراتجية الكذب والتضليل والتخوين وعدم مصارحة الشعب بالحقيقة, وكل هذا بسبب إصرار بقاء رؤوس الفتنة والمشاكل على غرورهم وعبثهم وكذبهم وإخفاء الحقيقة للحفاظ على الكراسى ومكتسباتهم, وأصبح تعاملهم يعتمد على الكذب والنفاق والاعتقال والبطش لمن يذكر الحقيقة أو يعترض على مايبدر منهم من كذب وخداع وتخوين وتضليل واستخفاف بعقول أبناء شعبهم0 واستمر رؤوس الفتنة فى الكذب والتضليل بشكل غريب وخطير, حتى اصبح الكذب عندهم موقف مصيري واستراتيجي ,وأصبح ضرورة من ضروريات حياتهم وعملهم, ولو تمعنا في كذبهم منذ بداية الأزمة وحتى الآن فلن نحصيه لكثرة أنواعه وإشكاله ,واهم أنواع كذبهم يتركز على التخوين والعمالة لإسرائيل والتفريط والتنازل عن الثوابت الوطنية 0
لقد تناسى رؤوس الفتنة ورموزها القضية الوطنية ومشاكل شعبهم المتزايدة يوميا, وأطلقوا العنان للكذب والتضليل والردح اليومي عبر الفضائيات من اجل تحقيق أهدافهم الضيقة التي تخدم مصالحهم فقط,, وهذا فتح شهيتهم الواسعة لزيادة جرعة الكذب والتضليل ليحدثوا الشعب بما يريدوا, فكيف سيكون لنا مخرجا من هذا النفق المظلم مادام الكذب والتضليل هما سيد الموقف ؟؟؟؟ورغم ذلك مازال طغاة فلسطين ورموز الفتنة والمفسدين مستمرين بترديد الشعارات الوطنية, والديمقراطية والتغنى بالقضية الوطنية, ومصلحة شعبهم متنكرين خلف هذا القناع معتقدين بان هذا سيحفظ لهم مكانتهم وكراسيهم ,ومتناسيين إن الشعب الفلسطيني لم تعد تمر عليه هذه الحيل والأكاذيب التي شبع منها وهو يشاهد بنفسه مايمارس بحقه من ظلم وتجويع, وعدم احترام لآدميته وحقوقه, وعدم معاملته كشعب مناضل يعطى لقضيته أكثر مما يعطى هؤلاء الكذابين0ولكن مايثير العجب والاستغراب هي تلك الفئة التي التفت حول رموز الفتنة والكذب والطغاة ممن يسمون أنفسهم اكاديميين ومثقفين ومازالت تجرى وراء ادعاءاتهم الكاذبة والمضللة, وتنحرف بعقولهم وفكرهم إلى دهاليزهم المظلمة دون أن تدرك هذه الفئة إن الانتماء للوطن هو أفضل الطرق وخير وسيلة من اى ظرف مادي ,أو مصلحة شخصية مؤقتة مهما طالت, فبدون الوطن لا حضن يضم ويحمي من غدر الزمن 0لقد تناست هذه الفئة المتعلمة أعمالهم الإجرامية المستمرة بحق شعبهم والتي ترمى إلى تكريس السلطة والحكم لفترة مظلمة أطول معتقدين بان لانهاية لها, مهما رفعوا من شعارات وإغراءات لكسب محبة الشعب, حيث صور لهم كذبهم بأن الشعب ملتف حولهم متناسيين أنه مل من كذبهم اليومي ,ومشاكله الحياتية اليومية, ويعرف أهدافهم جيدا التي لا تتغير, ويعرف أن كل مايريدون تحقيقه بكل الطرق والأساليب هو سحق الشرفاء أينما كانوا ,وتثبيت حكمهم السائر إلى الزوال, وخدمة الأجندات الخارجية التي تتناقض مع مصلحتنا الوطنية0
أن الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم يتطلب من هذه الفئة المتعلمة ,ان تقود الشعب الفلسطيني بما يخدم قضيته ومصلحته لانهم يدركون أن رموز الفتنة والظلم لاتعمل إلا على تدمير البقية الباقية من الشعب والقضية, وعليهم أن يتركوا هذه الفئة الجاهلة بأمور الدولة والمتغاضية عن حقوق الشعب وقضيته الوطنية, وان يعرفوا أنهم ملتفين حول فئة لاتملك ولاتعرف إلا الكذب, والقتل والبطش, وإنهم أصبحوا زعماء بالكذب والتضليل بمساعدة اعلام موجه بناس مدربين من اجل مصالحهم الحزبية والفكرية 0لهذا لاحل لمشاكل فلسطين الاعندما نكون صادقين مع أنفسنا ومع وطننا, وبتنفيذ الاتفاقيات التي لن يكتب لها النجاح إلا إذا اختفت رؤوس الفتنة الحقيقيين الذين نراهم اليوم يديرون العملية السياسية, والمقتنعين أنهم انتصروا ويمارسوا الكذب والتضليل علنا’ ويمارسون كل ما يتناقض مع الأخلاق والقيم الإنسانية ,والدين والقانون, رغم رؤيتهم لفلسطين وهى تتمزق وتلتهب بفتنهم, ورغم ذلك لازالت الفئة المتعلمة تصفق لهم وتؤيد الاعتقال السياسي ,واعتقال االشرفاء من هذا الوطن, ولا تتحدث عن البطالة والجوع والمشاكل اليومية التي يعانى منها الشعب الفلسطيني ,وتدمير البلاد وإذلاله وتجويعه0