قصة قصيرة : لِما إنطفا النور ؟!!

بقلم: حامد أبوعمرة


نظر في المرآه ،وأخذ يتفحص ملامح وجهه بدقة ،لكنه هذه المرة قد افتقد شيئا عزيزا غاب عن وجهه الملائكي ،لم يستطيع أن يحدده هل هو نورٌ كان يملأه ثم انطفأ ،أم هل هو بريقٌ ..كان يلمع ،فاجتاحته ظلمة شديدة وسواد كالح فخفت كبقايا رماد النار الموقدة !!.. ،هكذا وسوست إليه نفسه بكسر الواو لا فتحها ..المهم أنه فكر في قرارة نفسه قائلا : ما الذي جرى ،وما الذي تغير هل في أسبوع ..أسبوع واحد يمكن أن يتغير فيه كل شيء بسرعة؟!  ،حقيقة أصابه الذهول ، والريبة ،حاول أن يفتش عن طريقة تخفف له تلك الحالة العبوسية ،والاكتئاب الذي كاد أن يطيح به أرضا ،قام على عجالة وشغل جهاز الحاسوب ،وأخذ يتصفح الانترنت عسى أن ترتاح نفسيته لخبر ٍ هنا أو فكاهة هناك لكن ..بلا جدوى حيث وقع بصره على عنوان جانبي على صفحة الجوجل والعنوان عن فضل قراءة سوره الكهف يوم الجمعه..وما أن قرأ ما ورد في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أو ليلتها أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها : :
أ. عن أبي سعيد الخدري قال : " من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق " . رواه الدرامي ( 3407 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 6471 ) .
ب. " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين " .
رواه الحاكم ( 2 / 399 ) والبيهقي ( 3 / 249 ) . والحديث : قال ابن حجر في " تخريج الأذكار " : حديث حسن ، وقال : وهو أقوى ما ورد في قراءة سورة الكهف .
وفجأة صرخ  ،وكأنه قد اكتشف قانونا جديدا لحل أزمة نقصان الطاقة ،أو اقتراحات وتوصيات جديرة بإنهاء ملف الانقسام الفلسطيني ، الذي باتت ملفاته تعج  برموز ، وألغاز ،وتغيبات  يصعب على أينشتاين حل طلاسمها !! حيث قال الآن عرفت لما إنطفا النور ..!!  صدقت يا حبيبي يا رسول الله !! فأمسك بأصابعه بسرعة فائقة، وأخذ يعضها بقوة ..بعدما  اكتشف سر ما كان يؤرقه ..فقال مخاطبا لنفسه : ياربي اليوم من الأيام ..الأحد ،وأسفا .. لقد نسيت أن أقرأ سورة الكهف في يوم الجمعة الماضية ..!!