أبو مرزوق: لا ضغوط على إقامة مشعل في قطر والمصالحة قدرنا وليست مجرد خيار

 نفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الدكتور موسى ابو مرزوق صحة الأنباء التي تحدثت عن ضغوط يواجهها في محل إقامته الحالية في الدوحة رئيس المكتب السياسي للحركة السيد خالد مشعل وكوادر وقيادات "حماس" الموجودون هناك. وقال ابو مرزوق: "هذا كلام عارٍ عن الصحة وهو إختلاقات وأكاذيب والسيد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لم يتعرض لأي ضغوط، وكذلك جميع كوادر الحركة في قطر".
 
وفي موضوع معبر رفح ومعاناة المسافرين الفلسطينيين، التي ما زالت مستمرة، وحول تصريحاته السابقة التى طالب فيها بعودة حرس الرئاسة الفلسطينية للعمل في المعبر، ورفض "فتح" لهذا الطلب على لسان عضو لجنتها المركزية جبريل الرجوب إلا بعد توقيع المصالحة الشاملة، اجاب أبو مرزوق: "والله حيرونا؛ نحن لم نطلب أو نطرح عودة حرس الرئاسة للعمل في معبر رفح، و فتح هي من طرحت إدارة المعبر بصورة مشتركة، وذلك بالاتفاق مع الجانب المصري، والسفير الفلسطيني المحترم في القاهرة هو الذي أراد أن يبرر إغلاق المعبر بأنه لن يفتح إلاّ إذا وافقت حماس على عودة حرس الرئاسة إلى المعبر، فقلنا لا مانع فليعد الحرس الرئاسي، وهم اصلاً من تركوا أعمالهم السابقة وجلسوا في منازلهم بناءً على توجيهات من رام الله وهدد من يذهب منهم لعمله بقطع راتبه، ومن هنا قلنا فليعودوا؛ المهم أن لا يخنق الناس في قطاع غزة عبر المنفذ الوحيد لهم إلى العالم، المهم عندنا مصالح الناس، وأن لا يعاقبوا بسبب خلافات سياسية أو غيرها، أما عن المصالحة الكاملة أو الشاملة، فنحن نعلم بأن المعبر وغيره تفاصيل، ويجب علينا أن نذهب للمصالحة لننهى كل هذه الإشكالات.
 
وحول ما تواجهه القدس من مخاطر عدة، ومنها الان ما يطرح وبات يعرف بالتقسيم الزماني للقدس تحدث أبو مرزوق وقال: "القدس منذ الاحتلال الصهيوني لها والمخطط جاري لتهجير أهلها واستيطان أحيائها وعودة هيكلهم المزعوم. وفي الفترة الأخيرة كان هناك عدة قرارات خطيرة للكنيست منها اعتبار الأقصى مكاناً سياحياً وحق اليهود بالصلاة فيه وإلزام الشرطة بحمايتهم وبتخصيص باب المغاربة لهم وتحديد الفئات العمرية للصلاة في المسجد وبعد ذلك التقسيم الزماني للمسجد تمهيداً للتقسيم المكاني ثم التوسع في المكان والتمديد في الزمان وهذا الأمر يُروض المسلمون على تقبله. وأضرب لك مثالاً بتشجيع اليهود لمن يريد أن يأتي من كل العالم لزيارة المسجد الأقصى، في حين أن الفلسطينيين ممنوعون من الصلاة في المسجد الأقصى ويتم حرمان أبناء الضفة وغزة من هذا الحق بل وأبناء القدس إذا كانوا من عمر 18 حتى 45 سنة من الرجال وللأسف تشجيع السلطة لهذه الزيارات رغم خطورتها على مستقبل الأقصى الذي ينادي المسلمون بفك أسره لا التصوير في رحابه، ويريد الصهاينة من هذه الزيارات إعطاء انطباع بحرية الصلاة وسماحة إجراءاتهم وتكريس أن هذا المكان لا يخص المسلمين فقط وهو لكل طارق وبالتأكيد التساوق مع هذا المنطلق خطير للغاية والمسجد الإبراهيمي خير دليل.
 
وحول رؤيته لما يجري من تصعيد ومظاهرات في الأيام القليلة الماضية بين جموع من الشعب الفلسطيني وبين جنود الإحتلال في القدس وفي الضفة الغربية، قال ابو مرزوق: "القدس تحتاج الكثير من الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ويجب أن لا يكون وضع القدس بأي حال من الأحوال تحت مقصلة الصهاينة حتى نصحوا يوماً فلا نجدها، ومن هنا احتجاجات الناس والمواجهات جهد مشكور ولكن لا يساوي المطلوب ولا يكافيء المخطط المرسوم ولذلك لا بد من وحدة الصف وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة هذه المخططات ولا بد من هبة جماهيرية في كل أرجاء فلسطين للحفاظ على القدس وهويتها، لا بد للأمة من مد يد العون للأهل في القدس تعزيزاً لصمودهم ومقاومة لمخططات إقتلاعهم.
 
وحول نظرة وتشكيك البعض في الدعوات التى تتم الان من قبل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وفصائل أخرى لإنتفاضة ثالثة في الضفة الغربية والقدس، وتصريحات اوساط في السلطة الفلسطينية بانها لن تسمح للفوضى من جديد أن تعود إلى الضفة الغربية تحت لافتة المظاهرات الداعمة للقدس، قال ابو مرزوق: "الانتفاضة الأولى والثانية لم تخرجا بناءً على استدعاء من أحد، ولكن الشعب الفلسطيني الذي هو أكبر من كل فصائله حينما رأى انسداداً سياسياً وغياباً كاملاً لبرامج الفصائل في الشارع، تحمل هو المسؤولية واستنهض الهمم، ونحن الآن نمر بمرحلة متشابهة مع الإنتفاضة الأولى وإنتفاضة الأقصى، فالإنقسام والاحتلال والحصار والاستيطان والتهويد والقدس من أجل كل ذلك سينهض شعبنا وبدون استدعاء من أحد نحو انتفاضة ثالثة أراها قادمة.
 
وحول نظرة "حماس" على صعيدي المصالحة والمفاوضات بعد ما قالته السلطة الفلسطينية اخيراً من أن خياراتها الآن منصبة على تحقيق المصالحة، والوصول إلى سلام عبر المفاوضات وهو ما أكده الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته قبل بضعة ايام في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أجاب نائب رئيس المكتب السياسي: "المصالحة قدرنا وليست مجرد خيار؛ ولا يمكن تقسيم الشعب الفلسطيني أكثر مما هو مقسم الآن، كما لا يمكن عزل الضفة عن غزة حالياً فذلك انتحار ونحن طالبنا بإنهاء الانقسام منذ اليوم الأول لحدوثه ورفض إخواننا في فتح حتى جاءت حرب 2008/2009 وقبلوا الجلوس للحديث عن المصالحة ولكن أولويات تحركهم هو التفاوض مع الاحتلال وهذا من أكبر الأسباب التي أعاقت الوحدة وبالإضافة إلى الضغوط الأميركية والمواقف الإسرائيلية في هذا الصدد. انا آمل أن تنتهي الاتهامات المتبادلة ونتحمل مسؤولياتنا جميعاً بإنهاء هذا الملف.
 
وحول ما إذا كانت جلسات الأمم المتحدة قد أضافت هذه المرة أي جديد للقضية الفلسطينية خصوصاً بعد إستقبال عباس كرئيس لدولة فلسطين لأول مرة، قال أبو مرزوق: "على الصعيد المعنوي نعم، ولكن المهم هو ما يجري على الأرض، نحن نريد أن يكون عباس يتصرف كصاحب سيادة على أرضه وبين شعبه وأن لا توقفه مجندة لتنادي على اسمه للتأكد من شخصيته.

 

عن صحيفة: القدس المحلية..

المصدر: الدوحة- وكالة قدس نت للأنباء -