كان جانج تشانج يون ثملا حزينا في احدى الليالي المطيرة بعد ان أرهقته الديون عقب طلاقه...وفي لحظة ضعف اشترى المواطن الكوري الجنوبي الذي يعمل نادلا مبيدا ليضع نهاية لكل متاعبه بعد ان يتحمل بعض التشنجات التي ستحدثها المادة السامة في امعائه.
وفي اللحظة الأخيرة غير الرجل رأيه حين أمسكت ابنته الصغيرة ذراعه وترجته ألا يموت.
لكن على عكس جانج لا يتراجع كثيرون في كوريا الجنوبية عن شفا هذه الهاوية حيث شهدت البلاد أعلى معدل للانتحار في العالم النامي طوال تسع سنوات متعاقبة وكانت الطريقة الاكثر شيوعا هي الانتحار بالمبيدات.
وبعد مرور عشر سنوات على اقتراب جانج من شفا الموت نسب الى قرار السلطات حظر المبيدات القاتلة الفضل في خفض عدد حالات الانتحار بنسبة 11 في المئة العام الماضي وهو اول انخفاض في ستة اعوام. فقد قيدت حكومة سول انتاج الجراموكسون -وهي مادة مبيدة للاعشاب- عام 2011 وحظرت بيعها وتخزينها العام الماضي.
وجاء في تقرير قدمته حكومة سول للبرلمان ان المبيدات هي الوسيلة التي استخدمها نحو ربع الكوريين الجنوبيين الذين اقدموا على الانتحار بين عامي 2006 و2010.
وفي مجتمع يشهد مستوى عاليا من المنافسة في رابع أكبر اقتصاد في اسيا يقول خبراء ان الاشخاص الذين يعانون من الوحدة ويتعرضون للضغوط لتحقيق علامات جيدة في المدارس او يتعرضون لضغوط مالية لا يقوون عادة على الصمود.
ورغم تراجع معدلات الانتحار في كوريا الجنوبية أقدم أكثر من 14 ألفا على انهاء حياتهم العام الماضي. والشريحة الاكثر عرضة للانتحار من المسنين الذين يعيشون في الريف