الديمقراطية والإرهاب بقلم الكاتب

بقلم: هاني زهير مصبح

في زمننا هذا كل شيء تغير ،فقد أصبحت المفاهيم تترجم علي أهواء صانعيها في غابة هذا الكون
فقديما ارتكبت بحق العرب العديد من الجرائم بقيادة من يسمون أنفسهم اليوم بدول سلام وأصحاب مبادئ وقيم وديمقراطية تلك الدول كانت تسيير الحملات تلو الأخرى من الجيوش لتحتل الأقطار العربية، فقد استعمر بلادنا العربية الفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين ولم يكن لدينا سلاح نووي أو جرثومي أو حتى سلاح طيران في ذلك الوقت ولم يكن هناك شيئا يسمي بالإرهاب كما يزعمون اليوم في عصرنا هذا، وفعلوا ما فعلوه في بلادنا وخصوصا الفرنسيين وحملاتهم الشهيرة بقيادة نابليون بونابرت وبقيادة كليبر وفريزر وكم فعل هؤلاء من جرائم القتل والتدمير والسلب لخيرات بلادنا وبدون وجه حق كل ذلك يحدث من أجل إنشاء مستعمرات لهم ولجيوشهم والاستيلاء علي خيرات بلادنا
تلك الجرائم مازالت محفورة في كتب التاريخ ،فهل خرج أحد قيادات تلك الدول وقدم الاعتذار للشعوب العربية ودفع فاتورة ما قام به أسلافه المجرمون؟


أنتم أيها الفرنسيون لماذا كنتم تأتون إلي بلادنا بجيوشكم ومدافعكم وبنادقك، وأنتم أيها البريطانيون أنظروا ماذا فعلتم بفلسطين بوعدكم المشئوم وعد بلفور ،يا من لا تملكون أعطيتم وطننا فلسطين لمن لا يستحق، فلسطين للعرب والفلسطينيين وليست للإسرائيليين المحتلين
من الأجدر بك يا "قلوي" أيها البريطاني بدلا من أن تحضر لنا الدواء لنلملم به جراحاتنا ونعالج به مرضانا اللذين أصابتهم طائرات ودبابات ومدفعيات الاحتلال التي ترسلها لهم حكومتكم وحكومة الدول التي تسمي نفسها راعية للسلام، سلاح لإسرائيل وعلاج للفلسطينيين يا للعجب ،فبذل من أن تلقي باللوم علي المصريين وغيرهم من العرب فمن الأجدر بك أن تقف في البرلمان البريطاني وتقول لكافة البريطانيين أنكم أخطأتم أنتم وأسلافكم في وعد بلفور المشئوم ومعاهدة سايكس بيكو وأن تطالب المجتمع الأوربي والمجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بالانسحاب من فلسطين بدلا من أن تقولوا عنا إرهابيين ،الإرهابي هو من يدخل بلادي بلباس عسكري وحاملا السلاح ويدخل بيتي بغير إرادتي هو من يحتل أرضي الإرهاب هو من يسجن ويقتل ويهجر شعب بأكمله ،اليوم أصبحت جرائم الاحتلال مشروعة تحت مسمي محاربة الإرهاب
والقضاء علية، تحت مسمي الدفاع عن النفس وحماية شعوبكم فهذا في موازينكم يسمح لكم بقتل الأطفال والنساء وتهجير الشعوب في العراق وأفغانستان


روجتم أكذوبة صدقها العالم بأن بالعراق أسلحة دمار شامل وفعلتم ما فعلتم من جرائمكم البشعة أيها البريطانيين وبرفقتكم الأمريكان وتبين لاحقا أن لا شيء بالعراق وحولتم قضية العراق إلي قضية الدجيل يا لمسرحياتكم العجيبة الهزلية تدخلون العراق ومن الصباح حتى أطراف الليل تنزلون بتمثال صدام وسط بغداد الذي أعدمتموه وضحيتم به بعيد أضحي المسلمين كرسالة لحكام آخرين وصرخات من صمت لدعاة سلام كاذبون، كل شيء تفعلوه تحت مسمي القضاء علي الإرهاب
بعد تدمير برجي التجارة العالمية وقتل أفراد من شعوبكم


أما نحن الفلسطينيين فليس من حقنا شيئا هكذا هي موازين العدل والديمقراطية لديكم
لا سلام مادام هناك محتل لأرض فلسطين ولا سلام مع من يساند المحتلين ،إذا علمنا أن أحدا دخل بلادي فلسطين وعلقت بقدمه ذرة تراب من تراب فلسطين وإن كانت في آخر بقاع الأرض فسوف نسير نحوها لنقطع تلك القدم ونعيد تلك ذرة التراب إلي أحضان أمها فلسطين
فمفهومنا للديمقراطية والسلام هو أن لكل شعب وطن ونحن وطننا فلسطين

كاتب المقال/هاني زهير يوسف مصبح
[email protected]