كشف السياسي الفلسطيني د.رشيد الخالدي في كتابه وسيط الخداع – كيف تعاملت السياسة الأمريكية مع ملف الصراع في الشرق الأوسط .. حيث يرصد ويوثق بالدليل والبرهان الانحياز الأمريكي إلى الجانب الإسرائيلي بشكل سافر وأن السياسة الأمريكية تجاه الأزمة هي صهيونية أكثر من الصهيونية.
واوضح خلال لقاء نظمه الصالون الثقافي- المكتبة العلمية ان هذا الاستنتاج ليس جديدا وانما طريقة اثباته والقبض عليه متلبسا ومتحيزا بالجرم المشهود رغم كل أحابيله وأضاليله في زعمه انه وسيط نزيه ومحايد وعادل الى اخر هذه الديباجة والاسطوانة المشروخة التي مللنا سماعها .. وقال كان الامريكيون يرفضون حتى ما يوافق عليه الاسرائيليون ..؟؟!!!
واضاف الخالدي انه خلال مسيرته الطويلة كمستشار للمفاوض الفلسطيني ومنذ ايام الراحل فيصل الحسيني.. اي ايام ما قبل مدريد وهو يعكف على جمع ما استطاع من وثائق مهمة من جميع الاطراف ومن الارشيف الامريكي والاسرائيلي في غضون ال 35 عاما الاخيرة تؤشر بما لا يدع مجالا للشك الى طبيعة السياسة الامريكية الممالئة بل والداعمة والمسّيرة للتوجهات الاسرائيلية في المنطقة وخصوصا ازاء القضية الفلسطينية لب الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.
وقال إن المتتبع لخيوط هذه السياسة يلحظها بشكل واضح وجلي في مفاهيم ورؤية زعماء اسرائيل على سبيل المثال مشروع الحكم الذاتي الهزيل الذي طرحه مناحيم بيغن رئيس وزراء اسرائيل الاسبق ثم من لحقه من سياسيين اسرائيليين مثل شامير ورابين الذين كانوا يصبون في نفس الطاحونة الامريكية التي تقول بالفم الملآن .. لا لدولة فلسطينية غربي النهر ونعم للمستوطنات والتوسع الاسرائيلي على حسال الارض العربية .
واشار الى ان اميركا كانت خادمة مطيعة للسياسة الاسرائيلية ولعبت دورا محامي الشيطان كما ظهر في اتفاقيات اوسلو على سبيل المثال. واكد ان من الغرابة ان الادارة الامريكية لم تضع مشروعا خاصا متكاملا حتى اليوم لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في مؤشر واضح على تبنيها للمشروع الاسرائيلي الاحتلالي .. والغريب ان هذا التوجه الامريكي لم يتغير حتى الان ..!
واوضح انه منذ رئاسة جيمي كارتر مرورا بخمسة رؤساء أمريكيين جاؤوا بعده.. كنا نحن الفلسطينيين من عانى من هذه السياسة الامريكية في حين ان هذه السياسة كانت تتغير نحو الايجاب نوعا ما في العديد من الملفات الاقليمية ما عدا عندما تصل الامور الى القضية الفلسطينية فان السياسة الامريكية تغدو متصلبة ورافضة للحل العادل والشامل ..؟؟؟
وكان ممدوح العكر عضو الوفد الفلسطيني المفاوض السابق قد قدم المحاور الخالدي في اللقاء الثقافي الذي حضره اكثر من مئتي شخص وعقد في بستان المركز الثقافي الفرنسي وبحضور فلسطيني واجنبي لافت ومن ضمنهم القنصل الفرنسي العام ..
حيث اكد على ان الضغوط الامريكية كانت تنصب فقط على الطرف الفلسطيني فيما لم يتعرض الجانب الاسرائيلي الى اية ضغوط تذكر خلال المفاوضات التي كان العكر احد المشاركين فيها.
وكان المثقف محمود منى مسؤول الملف الثقافي في المقهى والصالون الثقافي – المكتبة العلمية قد رحب بالمشاركين والحضور مطالبا بأهمية التواصل في عقد مثل هذه اللقاءات الثقافية لكبار مفكرينا السياسيين وغيرهم وذلك لخلق رؤية فكرية مغايره وأسلوب سياسي مناسب يعكس طموح واراء الشعب الفلسطيني.
وفي نهاية اللقاء، قام الخالدي بتوقيع العديد من النسخ لكتبة الخمس المتوفرة من خلال المكتبة العلمية في القدس ولا سيما أخرها "وسيط الخداع" والذي نشر من قبل دار بيكون للنشر في الولايات المتحدة الامريكية.
والجدير ذكره ان الخالدي يعتبر اليوم من ابرز الكتاب والمؤرخين السياسيين الفلسطينيين، وهي يشغل الان كرسي ادوارد سعيد للدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا، ويشغل منصب مدير معهد الشرق الاوسط في المعهد الدولي والشؤون العامة في كولومبيا أيضا. ورشيد الخالدي ولد عام 1950 في مدينة نيويورك لإسماعيل راغب الخالدي الذي شغل منصب سكرتير مجلس الامن الدولي في الخمسينات والستينات. وحصل على شهادته الجامعية الأولى من جامعة ييل الأميركية الشهيرة عام 1970 وحاز شهادة الدكتوراه من جامعة اكسفورد البريطانية عام 1974. وهو متزوج من منى تدرس سيدة فلسطينية مسيحية من مدينة يافا.