اكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، أن مفاوضات السلام مع اسرائيل لم تصل الى طريق مسدود، و"إنما تواجه صعاب هنا وهناك".
وعقب حماد على خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة قائلا "المفاوضات لا تواجه طريق مسدود، وإنما تواجه صعاب هنا وهناك، وخطاب نتنياهو بعيد كل البعد عن الصواب والصدق والرغبة الجادة في قول الحقيقة".
وقال حماد في تصريح خاص لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،" نتنياهو يريد التهرب من القضايا الأساسية، من خلال التراجع إلى الأمام وإلقاء اللوم على الطرف الفلسطيني وتحمليه المسؤولية".
وكان نتنياهو قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان" التزامات اسرائيل بمحاولة التوصل لاتفاق شامل مع الفلسطينيين، لا تتوقف ولكن هناك جانب يقع على الطرف الاخر".
وشدد نتنياهو على أن الامر للأسف ان الطرف الاخر أي( السلطة الفلسطينية) "لا يريد تقديم تنازلات في طريق انجاح المفاوضات".
وأضاف "رغم تضاعف السلبيات ومع هذا الالتزام من طرفنا ، وجب ان لا ننخدع ونضلل انفسنا عن وجود صعاب ومشكلات في طريق المفاوضات".
وعن قضية استكمال إطلاق سراح الأسرى القدامى من السجون الاسرائيلية قال المستشار السياسي حماد "نتنياهو يريد ان يتجمل علينا بها وهي حق يجب ان يطبق منذ زمن بعيد".
وشدد على "ان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي يقودها نتنياهو، توغل في زيادة الاستيطان، وتريد كسر الوقت حتى تؤكد ما هو أمر واقع ومطبق على الأرض".
وقال حماد " لكن إرادة الشعب الفلسطيني متمسكة بالثوابت الوطنية، وإن أصر نتنياهو على رفض حل الدولتين وفشل المفاوضات فان النتيجة هي الدولة الواحدة كما حدث في جنوب إفريقيا"، مؤكدا بان "الفلسطيني يجب ان يخوض النضال العقلي ضد اسرائيل وإذا لم يستطيع فعليه بالأمور المادية الأخرى ".
وعن الموقف الدولي قال حماد " ما يهمنا هو الرد الدولي على عدم اكتراث الحكومة الإسرائيلية للمفاوضات لذلك عندما نرى الاتحاد الأوروبي يقرر عدم التعاون مع المناطق الفلسطينية التي تحتلها اسرائيل بالمستوطنات فهذا قرار ايجابي كبير وننتظر المزيد منه من باقي دول العالم الحر".
وشهدت المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية منذ استئنافها في التاسع والعشرين والثلاثين من تموز/يوليو في واشنطن سبعة اجتماعات رغم ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يجتمعا منذ ذلك الحين.
وتسير المفاوضات حسب ما اكده وزير الخارجية الامريكي جون كيري مؤخرا بمسارين: مسار يضم المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني واسحق مولخو والمفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ومحمد شتية.. ومسار اخر بين عباس ونتنياهو وكيري والرئيس الامريكي باراك اوباما.
وكانت صحيفة "الحياة" اللندنية ذكرت بان المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الجارية وصلت إلى طريق مسدود بعد رفض الجانب الإسرائيلي الدخول في مفاوضات جدية على الحدود، وتركيزه على الأمن.
ونقلت عن مصادر ديبلوماسية غربية ، أن الجانب الإسرائيلي خصص معظم جلسات التفاوض التي عقدت خلال الشهرين الماضيين في مدينتي القدس الغربية وأريحا لملف الأمن، لكن أمام إصرار الجانب الفلسطيني، جرى عقد بعض اللقاءات التي تناولت الحدود.
وأوضحت المصادر أن الجانب الفلسطيني طالب في لقاءات الحدود ببحث نسب تبادل الأراضي، مقترحا ألا تتعدى هذه النسبة 2 في المئة من مساحة الضفة لتمكين إسرائيل من تجميع المستوطنين في كتل استيطانية حدودية، على أن تكون خطوط عام 1967 هي الحدود بين الدولتين. وأضافت أن الجانب الإسرائيلي رفض حتى مناقشة الأمر، وحاول المراوغة وتجنب البحث في الحدود، وجعل الأمن محوراً لرسم الحدود.
وقالت المصادر إن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى تحويل المفاوضات إلى سلسلة لقاءات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس محمود عباس، بينما يسعى الجانب الفلسطيني إلى توفير ضغط أميركي على الجانب الإسرائيلي لتحقيق تقدم يسمح بلقاء الزعيمين.
وطالب الوفد الإسرائيلي في هذه المفاوضات بالتوصل إلى اتفاق انتقالي جديد تبقي بموجبه إسرائيل سيطرتها على الحدود الفلسطينية مع الأردن، وعلى المعابر بين الأردن وفلسطين، وعلى الأغوار التي تشكل 28 في المئة من مساحة الضفة الغربية. كما طالب ببقاء محطات الإنذار المبكر الإسرائيلية المقامة على سلسلة السفوح الشرقية للضفة. وعرض إبقاء السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة والمرافق الخاصة بها من مناطق زراعية وصناعية وطرق وحواشي طرق وغيرها.
ويقول الجانب الفلسطيني إن إسرائيل تستخدم الأمن لرسم الحدود. ويؤكد مسؤولون أن فرص التقدم في المفاوضات الجارية قريبة من الصفر، وأن التقدم مرهون بمتغير واحد، وهو حدوث ضغط أميركي على إسرائيل.
ويخشى الجانب الفلسطيني أن يستخدم الجانب الإسرائيلي لقاءات دورية بين عباس ونتنياهو بهدف الترويج لعملية سياسية وهمية وتجنب أي ضغط دولي. وقالت المصادر إن الرأي العام الفلسطيني لن يقبل بلقاءات مفتوحة بين عباس ونتنياهو في ظل استمرار الاستيطان بصورة منفلتة، علماً أن المفاوضات تجري بين الجانبين بصورة سرية في هذه المرحلة.