"القرية السويدية".. منطقة مهمشة ومعاناة لا تنتهي..

"رفح المنسية" .. او هذا ما اطلقه اهل تلك المنطقة عليها .. بعيدا هناك ، عند آخر نقطة مراقبة حدودية بحرية تفصل قطاع غزة عن جمهورية مصر العربية .. وعلى مساحة ما يقرب الاربعين دونوما استقر اهل تلك المنطقة منذ تهجيرهم من بلداتهم الاصلية في فلسطين التاريخية عام 1948 . منطقة مهمشة تفتقر لأبسط الخدمات ، اهلها أناس منسيون يعيشون حياة بدائية ، فيها الشوارع والمنازل متهالكة ومنها بيوت من صفيح ، حتى المياه والكهرباء يكثر انقطاعها وأكوام القمامة أصبحت منتشرة في كل مكان حول المنازل ، وحديثا وصلهم اختراع التيلفون .

حينما دخلنا إلى المنطقة ، نهض أبناؤها لينظروا بتعجب لما دخل عليهم ، ونظراتهم ما هي الا سؤال استغرابي ، من نحن ؟ وماذا نريد منهم ؟ والعديد من التساؤلات التي تمر في أذهانهم .. فقد مر على وجودهم في تلك المنطقة عدة عقود ، واصبح عددهم مايقرب 1200 نسمة لكن لم يشعر بوجودهم احد .

مختار المنطقة التسعيني ابو كمال ابو عودة يروي لنا حكاية تلك المنطقة منذ بدايتها فيقول : " اجتمعنا في هذه البورة بعد هجرتنا من بلادنا عام 1948 ، كان عددنا حوالي 700 نسمة بنينا كل بيوتها من احجار الطين والاحجار البحرية ولكن بفعل الامطار هدمت اجزاء كبيرة من القرية وانتقلنا للعيش في مدارس وكالة الغوث التي كانت تبعد عن المنطقة حوالي ثلاث كيلومترات ، احصت وكالة الغوث عددنا وحاولت نقلنا الى اماكن اخرى في المخيمات لكننا رفضنا لان عملنا هو الصيد ولا نستطيع الابتعاد عن البحر فبقينا هنا " .

 ويتابع " وبوجود وكالة الغوث ، ومع تواجد قوات الطوارئ الدولية في غزة أعيد ترميمها القرية عام 1965 برعاية سويدية كاملة بعد ان شاهدوا مدى المعاناة التي كنا نعيشها تلك الفترة " ..

ويعلل المختار تسمية القرية السويدية ب (برفح المنسية) فيقول " سميت هذه القرية بالقرية المنسية لان المسؤليين في الحكومة ووكالة الغوث والؤسسات غير معنيين بها " .

اما عن المعاناة اليومية وسوء الخدمات التي يعانيها سكان المنطقة فيحدثنا " ان المنطقة تعاني من نقص في ابسط مقومات الحياة البشرية ، فالكهرباء والماء في المنطقة ضعيفة في اغلب ساعات النهار و مقطوعة في احيان اخرى " .

يقاطع الشاب يوسف الحديث ليقول " اشتركنا منذ فترة بسيطة وحاولنا حل مشكلة الصرف الصحي ومددنا بعض الشبكات البدائية لابعاد مياه الصرف عن المنازل قدر الامكان ولكن بلا جدوى ، فمياه الصرف مكشوفة على مساحة الارض المحيطة بالمنازل ، والحشرات مازالت منتشرة ولا دواء لها ".

وعن مشكلات المنطقة يتابع المختار حديثه بحرقة " لا كهربا ولا مجاري ولا مواصلات ولا مرافق .. وما حدا بيدور علينا ، منازلنا قديمة بدون اساسات في أي وقت يمكن ان تهدم ، والمواصلات صعبة اذا مرض احد السكان فيحتاج الى وقت طويل ليصل الى اقرب مستشفى ولو وضعه صعب يمكن يموت " .

احلام ومتطلبات بسيطة يحتاجونها لكي يعيشوا حياة انسان طبيعي ، مياه ، كهرباء وصرف صحي، ومرافق ، ولا احد يسمع نجواهم وانينهم الا الذي اعلم بالسر وأخفى..

 

تقرير: وسام بعلوشة

المصدر: رفح - وكالة قدس نت للأنباء -