اليمين يستبق جولة المفاوضات بتصعيد ضد الفلسطينيين ووصفهم بـ "الذئاب"

استبق نواب اليمين الإسرائيلي المتشدد الجولة الثامنة من المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، والتي أفادت صحيفة "هآرتس" بأنها تمت أمس، بإطلاق تصريحات متشددة ضد الفلسطينيين ووصفهم بأنهم "ذئاب في ثوب ذئاب".

وكانت حركة "نحلاه" اليمينية المتطرفة نظمت مساء أول من أمس اجتماعاً كبيراً في القدس حضره أكثر من ألف من أنصار اليمين والمستوطنين تحت عنوان "دعوة الحكومة إلى وقف المفاوضات ومواصلة البناء في مستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

وكان مفروضاً أن يشارك في الاجتماع ثلاثة من وزراء "ليكود بيتنا" المحسوبين على الجناح المتطرف، إلا أنهم اعتذروا عن المشاركة في اللحظات الأخيرة، ما حدا بمنظمي الاجتماع إلى إجراء اتصال عاجل مع زعيم حزب المستوطنين "البيت اليهودي"، وزير الاقتصاد نفتالي بينيت وأقنعوه بالحضور. كما شارك في الاجتماع نائبا وزيرين وعدد من نواب المعسكر المتشدد في الكنيست وقادة المستوطنين.

واحتج المتحدثون في كلماتهم على استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وعلى "سلوك وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى ضغطه على إسرائيل للإفراج عن ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجونها.

وقالت نائب الوزير تسيبي حوتوبيلي في كلمتها إنه في مقابل وصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إيران بأنها "ذئب في ثوب حمل"، فإن الفلسطينيين هم "ذئاب في ثوب ذئاب".

واعتبر رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست يريف ليفين أن "إجراء مفاوضات على تسليم أراض من أرض إسرائيل هو أمر باطل ولاغٍ من أساسه، وعلينا أن نواصل إقامة المزيد من المستوطنات".

وقال رئيس "المجلس الإقليمي لمستوطنات يهودا" غرشون مسيكا: "علينا التوقف عن الخجل، وعن تسليم رؤوسنا... وعن الاعتذار على وجودنا هنا. يجب العمل على مواصلة بناء وتطوير المشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة".

وتجنب بينيت إلقاء كلمة، ما حدا بعشرات الحاضرين إلى مهاجمته كلامياً مع خروجه من قاعة الاجتماع بداعي أنه "خائن أرض إسرائيل".

ويأتي هذا الاجتماع ضمن نشاطات مكثّفة يقوم بها معسكر اليمين المتشدد منذ استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة قبل شهرين، إذ سبق لسبعة وزراء أن بعثوا برسالة إلى رئيس الحكومة يطالبونه فيها بالتراجع عن تعهده لكيري بالإفراج عن أسرى فلسطينيين. كما وقع على رسالة مماثلة 28 نائباً في الكنيست.

وكان نتنياهو تطرق في خطابه في الأمم المتحدة أول من أمس إلى المفاوضات مع الفلسطينيين بقوله إن إسرائيل تريد السلام و "ملتزمة المصالحة التاريخية لبناء مستقبل أفضل لهذه المنطقة"، لكنها لن تتنازل عن كل ما يخص أمنها وعن المطلب بأنه يجب على الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل دولة يهودية.

إلى ذلك، توقعت "هآرتس" أن يشارك في اجتماع أمس الموفد الأميركي الخاص للمفاوضات مارتن أنديك الذي وصل إلى إسرائيل قبل يومين. وكان أنديك شارك في الاجتماع الذي جمع الرئيس الأميركي بنتنياهو في واشنطن الأسبوع الجاري. ونُقل عن الرئيس الأميركي أنه حض نتنياهو على التقدم بسرعة أكبر في المفاوضات مع الفلسطينيين والبدء بمفاوضات جدية على القضايا الجوهرية للصراع. كما شارك أنديك في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الأسبوع الماضي على هامش انعقاد الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة.

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -