السلطة على صفيح ساخن في جنين

تعيش السلطة الوطنية الفلسطينية واجهزتها الامنية على صفيح ساخن في مدينة جنين ومخيمها للاجئين شمال الضفة الغربية، وذلك جراء اشهار بعض المسلحين السلاح في وجهها، الامر الذي دفعها لارسال المزيد من القوات لتوجه عدة رسائل في آن واحد لاكثر من طرف عامل على الساحة هناك، وفق ما ذكرت صحيفة " القدس العربي" اللندنية.

وجاءت اول رسالة مع وصول 560 ضابطا وجنديا فلسطينيا من وحدة العمليات الخاصة والكتيبة التاسعة يستقلون ما يقارب 70 مركبة عسكرية مدججين بالسلاح والكلاب البوليسية المدربة الاربعاء الى جنين حيث كان مفاد تلك الرسالة بانه لا يمكن السماح لبعض المسلحين بان يعيدوا الفلتان الامني للضفة الغربية ، وان السلطة ذاهبة لاخر الطريق في محاربة كل مظاهر الخروج عن القانون.

وفي حين استلم بعض المسلحين تلك الرسالة المباشرة حيث تواروا عن الانظار بعد ان ادركوا بان اعتقالهم لا مفر منه مع صول تلك التعزيزات العسكرية لمدينة جنين ومخيمها، فضل اخرون ممن ينتمون لفصائل المقاومة، المغادرة، كون صورهم باتت لدى الاجهزة الامنية وهم يطلقون النار من اسلحتهم صوبها في اشتباكات مسلحة وقعت سابقا ما بين مجموعة منهم وقوات الامن.

وجاء ارسال القوات الخاصة الفلسطينية بالمئات لجنين في ظل وجود قرار باعتقال جميع المسلحين الذين شاركوا في الاونة الاخيرة باطلاق النار سواء على المقرات الامنية في المحافظة او على افراد الامن خلال تنفيذها بعض المهمات الاعتقالية في مخيم جنين.

وينتمي المسلحون المطاردون في جنين الى حركة حماس والجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى الجناح المسلح لحركة فتح، حيث باتوا مجتمعين متورطين في قضايا مخالفة للقانون وتهدف لاعادة الفلتان الامني للاراضي الفلسطينية وخاصة شمال الضفة الغربية تحت عنوان مقاومة.

وفيما واصلت الاجهزة الامنية استعراض قوتها امس الخميس في معظم احياء مدينة جنين ومخيمها علمت القدس العربي بان بعض المسلحين واشهرهم محمود السعدى احد نشطاء حركة الجهاد الاسلامي غادر المدينة في حين ما زال بعض المسلحين متحصنين في داخل مخيم اللاجئين ولكن في حالة من الاختفاء عن الانظار.

وشهدت جنين خلال الاسابيع الماضية العديد من حالات اطلاق النار من قبل مسلحين على المقار الامنية الى جانب اعتداء بعض المسلحين برفقة المؤيدين لهم على الممتلكات العامة والخاصة بذريعة ان السلطة لا تقوم بواجبها تجاه حمايتهم من الاحتلال الاسرائيلي في حين تلاحق كل رجال المقاومة لاعتقالهم ومصادرة اسلحتهم، ذلك الاتهام الذي ترفضه الاجهزة الامنية وتعتبر حمل السلاح والتجارة به مخالفا للقانون الفلسطيني وبداية الطريق لاعادة الفوضى الامنية للاراضي الفلسطينية .

وفي حين تعيش مدينة جنين ومخيمها للاجئين على صفيح ساخن تحاول السلطة واجهزتها الامنية عدم الوصول به لحالة من الانفجار قال المحافظ اللواء طلال دويكات، إن العمل الأمني في مدينة جنين ومخيمها مستمر منذ فترة طويلة، للحفاظ على أمن المواطن وتطبيق القانون.

وأضاف دويكات في حديث لإذاعة "موطني" التابعة لحركة فتح صباح الخميس، إن الأمن مطلب ملح لكل مواطن فلسطيني والاغلبية الساحقة من المواطنين هي مع تحقيق الأمن والأمان.

وأوضح دويكات إن قوات الأمن الفلسطينية تمكنت من القاء القبض على عشرات المطلوبين، ممن يحاولون العبث بأمن الوطن، وهم متهمون بأعمال شغب.

وأكد دويكات إن تحقيق الأمن في المحافظة أمر هام لتحقيق التنمية فيها، مضيفاً إن ما يجري في جنين هو ليس حملة أمنية بل هو عمل أمني مستمر، والقوات الأمنية التي جاءت من أجل اسناد الاجهزة الامنية بهدف استكمال الدور وتحقيق النتائج المطلوبة، فالسلطة الوطنية تسعى لبناء مؤسسات الوطن وتحقيق التنمية في كافة محافظات الوطن، مشددا على ان هذا العمل الأمني ليس له وقت زمني محدد، وقد يستمر على مدار العام والأعوام القادمة من أجل الحفاظ على أمن الوطن، مضيفاً إن هنالك بعض الجهات التي تعمل بشكل مباشر مع الاحتلال وأخرى بشكل غير مباشر، وتنفذ سياسة هدفها العبث بأمن وأمان المواطن.

وكان دويكات اكد خلال استقباله قوات الامن الاضافية التي ارسلت لجنين الاربعاء إن الاجهزة الأمنية ألقت القبض على عشرات المطلوبين للعدالة والمتورطين في حالة الفوضى والفلتان والشغب التي حدثت مؤخرا إثر اغتيال الشهيد إسلام الطوباسي، من خلال إطلاق النار وإلقاء العبوات على مقر المقاطعة وأبراجها، وتكسير مركبات مواطنين من داخل أراضي ألـ48، وتخريب الممتلكات العامة والخاصة واقتلاع الأشجار وإثارة الفوضى والخوف في صفوف المواطنين.

واتهم دويكات جهات فلسطينية للسعي لاعادة الفلتان الامني للاراضي الفلسطينية، وقال خلال مؤتمر صحافي عقد عقب وصول قوات الامن الاضافية لجنين: هناك جهات بقصد أو بغير قصد، ومنهم مرتبط بأجندة الاحتلال، تسعى لإثارة الفوضى وعودة شعبنا لمربع الفلتان الأمني.

وفيما تواصل السلطة ضبط الاوضاع الامنية في جنين وملاحقة المتهمين بالخروج على القانون يعيش زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الاقصى السابق في جنين رهن الاقامة شبه الاجبارية لدى الاجهزة الامنية، مفضلا البقاء هناك على امكانية اغتياله اسرائيليا.

وحسب مصادر محلية في جنين فان الزبيدي وضع نفسه رهن الاقامة لدى الاجهزة الامنية الفلسطينية بعد ان اعتقلت سلطات الاحتلال اثنين من رفاق دربه متهمين باطلاق النار على اهداف اسرائيلية، واعترفا بان البندقية التي استخدمت في العملية تم اخفائها عند الزبيدي، الامر الذي ادى لتوجيه تحذير اسرائيلي للاجهزة الامنية الفلسطينية يخيرها ما بين اعتقاله لديها او اغتياله اسرائيليا، فاختار الزبيدي ان يلجأ لمقرات الاجهزة الامنية والعيش فيها خاصة وانه يعتبر احد افراد تلك الاجهزة.

وكان الزبيدي قد اعتقل لدى الاجهزة الامنية الفلسطينية سابقا على خلفية اطلاق النار على منزل محافظ جنين السابق قدورة موسى الذي توفي بنوبة قلبية حادة عقب دقائق من اطلاق النار على منزله.

وفيما يعيش الزبيدي حاليا رهن الاقامة شبه الاجبارية كونه يسمح له بالمغادرة في اوقات محددة وقصيرة بات بعض رفاق دربه رفاق درب جدد لنشطاء من حركتي حماس والجهاد الاسلامي مشهرين السلاح في وجه السلطة ومتورطين في بعض الاحداث المصنفة بانها مساع لاعادة الفلتان الامني للضفة الغربية بحجة المقاومة.

وجاء استعراض القوة الامنية الفلسطينية في جنين الخميس في اطار توجيه رسالة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي مفادها بان السلطة لن تسمح بإعادة الفلتان الامني للضفة الغربية واغراقها بالفوضى من جديد بحجة المقاومة للاحتلال الاسرائيلي في حين تحافظ الحركتان على حالة التهدئة السائدة في قطاع غزة تحت سيطرة حماس.

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -