دخل الخلاف الشديد بين اللواء جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والنائب البارز عن الحركة جمال أبو الرب من مدينة جنين ، مرحلة "كسر العظم"، بتوعد أنصار الأخير الرجوب بالقتل، لو فكر بدخول مدينتهم، على خلفية اعتداء حراسه بالضرب على أبو الرب، كما ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية.
ورغم تشكيل لجنة بحسب ما ورد من معلومات للتحقيق من قيادات وازنة في حركة فتح، تمثلت في عضوي اللجنة المركزية عثمان أبو غربية، وتوفيق الطيراوي، وأمين سر المجلس الثوري أمين مقبول، إلا أن أنصار أبو الرب والملقب بـ"هتلر" وجهوا تحذيرا شديد اللهجة للرجوب، وهو الذي يشغل منصب نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، توعدوه بالضرب بالنار، بعد أن حرموا عليه دخول جنين.
قرار تشكيل اللجنة تم خلال اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس ليل الخميس برام الله،, رفض الرجلان المتنازعان في فتح الرجوب وأبو الرب، التعقيب على الموضوع، لكن اللجنة بدأت فعليا بأعمالها يوم أمس الجمعة، على أمل أن تصل إلى نتائج سريعة.
لكن هناك معلومات سربت من جنين تفيد بأن الخلاف بين الرجلين والذي انتهى بتعرض أبو الرب للضرب من مرافق الرجوب جاء عقب مناقشة الحملة الأمنية التي تستعد أجهزة أمن السلطة تنفيذها في مدينة جنين.
وفي التفاصيل علمت "القدس العربي" أن اللواء الرجوب دعا قيادات وازنة من حركة فتح وأعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ونوابا آخرين من كتلة فتح لاجتماع يناقش ملف مدينة جنين، في ظل توقعات بشن أجهزة الأمن حملة على المدينة لنزع سلاح النشطاء، حيث حضر أبو الرب للمكان، دون أن يكون من بين المدعوين، ورفض الخروج من قاعة الاجتماعات بناء على طلب الرجوب الذي لم يوجه له دعوة كالآخرين، فحدث تراشق بين الرجلين انتهى بتعرض أبو الرب لاعتداء من مرافقي الرجوب.
ويؤكد مسؤولون كبار في فتح أن ساعات ليل الخميس وحتى فجر الجمعة شهدت مناقشات واتصالات شرعت بإجرائها قيادات فتحاوية وأخرى أمنية لتهدئة الموقف المتوتر، لصد محاولات تطور الخلاف.
وأبو الرب هو من قيادات حركة فتح وسبق وأن اعتقل 10 مرات بمجموع 8 سنوات، وكان مطلوبا للاحتلال في الانتفاضة الأولى، كذلك كان مطلوبا مع بداية عام 2001 لقوات الاحتلال، وتنسب إليه اتهامات بقيادة مجموعات تابعة لحركة فتح في قباطية.
ورغم تشكيل اللجنة إلا أن حركة فتح في بلدة قباطية التابعة لمحافظة جنين أصدرت بيانا شديد اللهجة، حذرت فيه الرجوب من دخول المدينة حتى يقدم اعتذارا للنائب أبو الرب.
البيان جاء فيه "إن ما حصل اليوم على أرض رام الله من جبريل الرجوب من فعل صبياني لن يمر مرور الكرام عليه ونتوجه الى قيادتنا الحكيمة بهذا البيان ونحذرهم من وجود جبريل الرجوب ونبذه من عملية الاستنهاض".
ومضى البيان محذرا الرجوب من الدخول لمدينة جنين "ومن الآن نعلمكم بأن جنين محرمة عليه وهذا بيان تحدي بيننا وبينه وبين من يقف في صفه ونقول له بأن رصاصنا لن يرحمك".
وطالبت فتح في بلدة قباطية القيادة الفلسطينية بـ "محاسبة الرجوب"، وقالت انه أصبح" سيفاً مشرعاً على رقاب المظلومين والمناضلين".
وقالت ان الرجوب تناسى أن ما عليه الآن كان "نتاجا لتضحيات هذا الشعب".
يذكر أن تقارير ذكرت بان أجهزة الأمن الفلسطينية تدفع بمزيد من التعزيزات الى مدينة جنين، في مؤشر يدل عن نيتها تنفيذ حملة أمنية في المدينة.
وتنشط قيادات من المدينة في إجراء اتصالات لاحتواء الأمر، عبر طرح أفكار لتكون على شكل اتفاق مبطن ينهي العمل الأمني، كونه قد يدخل في تطورات غير مرجوة.