قال الدكتور محمود الشربينى أستاذ العناية المركزة وعضو الجمعية الطبية الأمريكية لمراحل الطب الحرجة، إن الأبحاث العلمية الحديثة أكدت أن الكبد هو الجهاز الوحيد فى جسم الإنسان الذى يبدو أنه قادر على تحدى عملية الشيخوخة والانتصار فى معركة الإنسان ضد الزمن.
وأوضح الشربينى ـ فى حديث لوكالة "أنباء الشرق الأوسط" المصرية أن الإنسان يبدأ فى الشيخوخة ومعركته مع الزمن فى العشرين من العمر.. مشيرا إلى أن المثانة وصوت الإنسان يقاومان التقدم فى السن إلى مراحل متأخرة من العمر فيما يبدأ المخ فى الشيخوخة فى عمر العشرين.
وأكد أن الإبحاث الطبية الحديثة أكدت أن جسم الإنسان يدخل فى معركة مع الزمن مع بدء أعضائه فى إعطاء الإنذارات التى تنذر ببدء مرحلة الشيخوخة.. مشيرا إلى أن أولى هذه الإنذارات تكون من المخ والرئتين.
وأوضح أن أعضاء الجسم المختلفة تبدأ معركتها مع الزمن ضد الشيخوخة فى فترات حددتها الأبحاث العلمية.. مشيرا إلى أن بعض المعلومات عن نتائج البحوث التى قام بها الأطباء المختصون، والتى تبين متى تبدأ أعضاء الجسم فى خسارة المعركة مع الزمن وتقدم العمر تشير إلى أن هناك اختلافات من شخص لآخر ومن جنس لآخر متأثرة بظروف البيئة المحيطة.
وقال إن المخ يبدأ فى الشيخوخة فى عمر العشرين عاما وكلما تقدم العمر يبدأ عدد الخلايا العصبية فى الانخفاض من 100 مليار خلية فى عمر العشرين إلى 40 مليار خلية بمعدل فقد 10 آلاف خلية فى اليوم، ما يؤثر على الذاكرة والتركيز ووظائف المخ المتعددة وهذه هى المراحل الأولى من معركة الجسم مع الزمن.
وأشار إلى أن الأمعاء تبدأ بالشيخوخة فى عمر 55 عاما، حيث يبدأ معدل انخفاض مستويات البكتريا المفيدة بشكل ملحوظ داخلها وخاصة فى الأمعاء الغليظة وهنا تبدأ المعاناة المنسوبة إلى الهضم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الأمعاء واحتمالات المعاناة بالإمساك الأمر الذى يعززه بطء تدفق العصرات الهضمية من المعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة مع تقدم العمر.
وذكر أن الرئتين تكون أقل صلابة فى المعركة مع الشيخوخة إذ تبدأ الخسائر مبكرا فى عمر العشرين، حيث تبدأ سعة الرئتين فى الانخفاض منذ هذا العمر وحتى الأربعين ويعانى البعض من ضيق النفس نتيجة ضعف عضلات التنفس، أما عظام الإنسان فتبدأ فى الشيخوخة فى عمر 35، حيث تستمر كثافة العظام فى الازدياد منذ الولادة وحتى العشرين من العمر وفى عمر الـ 35 يبدأ التناقص فى نمو العظام ومع تقدم العمر تتفوق الخلايا الآكلة للعظام على الخلايا المكونة لها، فتقل كثافتها مع تقدم الزمن وخاصة بعد سن اليأس فى السيدات وبهذا تكون عظامهن أكثر عرضة للكسور.
وبالنسبة للأسنان قال إنها تبدأ كذلك فى الأربعين من العمر فى التعرض للتسوس والتهاب اللثة، حيث يقل إفراز اللعاب الذى يزيل البكتريا الضارة من الفم.. موضحا أن عين الإنسان تبدأ فى الشيخوخة فى الأربعين من العمر وتبدأ مظاهرها بالإصابة ببعد النظر.
وأوضح أن القلب يبدأ أولى مراحل شيخوخته فى ذات العمر، حيث تقل كفاءة القلب فى ضخ الدم وتكون الأوعية الدموية أقل مرونة ويبدأ التصلب فى الشرايين مبكرا بسبب تراكم الترسيبات الدهنية المشبعة ويكون الرجال فوق الـ 45 عاما أكثر عرضة للإصابة بالذبحة الصدرية فيما تواجه النساء هذا الخطر وهن فوق الـ 55 عاما.
وأكد أن هناك بعض أعضاء الجسم تقاوم عمليات الشيخوخة والتقدم فى العمر ومنها المثانة التى تبدأ بفقد التحكم فى التبول فى سن 65 عاما وتكون النساء أكثر عرضة لهذا المظهر من مظاهر الشيخوخة، لانخفاض الهرمون الأنثوى "الأستروجين".
وأوضح أن صوت الإنسان يقاوم أيضا التقدم فى العمر إلى مرحلة متأخرة، حيث يبدأ فى التغيير فى عمر 65 عاما ويصبح أجش وأكثر هدوءا مع تقدم العمر، كما تبدأ الكليتان فى مراحل الشيخوخة فى عمر 45 عاما، حيث تقل قدرتمها على إزالة النفايات من الدم وكذلك البروستاتا التى تبدأ فى الشيخوخة فى الخمسين من العمر فيما تبدأ العضلات معركتها مع الزمن فى الثلاثين، حيث ينتصر معدل هدم خلايا العضلات على معدلات البناء ويمكن تجنب ذلك بالرياضة والمشى.
وأشار إلى أن انخفاض القدرة على السمع يبدأ من الخمسين فى العمر، حيث تتأثر بالعوامل البيئية.. مؤكدا أن نصف الأشخاص الذين يضعف لديهم السمع يفقدونه بعد الستين من العمر.. لافتا إلى أن البشرة تكون أقل صلابة فى معركة الحياة إذ يبدأ الجلد فى الشيخوخة فى منتصف العشرينات من العمر أما حاستا التذوق والشم فيبدآن التغيير فى عمر الستين عاما.
وقال إن التقدم فى السن أو الشيخوخة هو فى مجمله عملية معقدة تختلف من شخص لآخر ولا توجد جينات وراثية محددة مسئولة عن الشيخوخة أو هرمون بعينه يمكن تعطيله لضمان الشباب الدائم، ويعتمد العلماء فى مجال أبحاث الشيخوخة على أساليب مختلفة تتطلب تعاون الباحثين فى كافة التخصصات لرسم ملامح معركة جسم الإنسان مع التقدم فى العمر، وما يصحبها من آثار جانبية غير مريحة.
وأوضح أن الشيخوخة "التعمر" هى عملية الهرم والتقدم فى العمر التى تصيب الكائنات الحية نتيجة تناميها والتعريفات الحديثة لعملية الشيخوخة تعتبرها خللا وتلفا فى العمليات النظامية التى تعمل بها أجهزة الجسم بفعل مرور الوقت والزمن ولهذا أصبحت الشيخوخة علما تتم دراسته ويتناول النواحى الثقافية والاقتصادية ودراسات الوعى والتغيرات الاجتماعية والديموغرافية إلى جانب النواحى الفيزيقية.
وقال إنه منذ نزول القرآن الكريم فى القرن السابع الميلادى وحتى عقود قليلة ماضية لم يكن معروفا من أعراض الشيخوخة سوى التغيرات الظاهرية فى الهيئة ومع توفر التقنيات وتقدم الدراسات لم تخرج هذه التغيرات الخفية المكتشفة حديثا فى جسم الإنسان فى إطار معركته ضد الشخوخة عن الوصف الذى ذكر فى آيات القرآن والذى يتعلق بوصف مراحل العمر عامة والشيخوخة خاصة.