محمود ياسين: أعمالنا عن حرب "أكتوبر" شهدت إشرافا عسكريا

يعد الفنان المصري محمود ياسين، من أكثر من شاركوا في تقديم أعمال تجسد حرب أكتوبر عام 1973، حيث ظهر في دور المجند تارة، والضابط تارة أخرى، فكان أحد أيقونات حرب أكتوبر على شاشة السينما المصرية على مدار أربعين عاما.

 

وتحدث ياسين "للعربية.نت" عن أعماله التي قدمها وذكرياته معها، وبالتحديد فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" لإحسان عبدالقدوس، مشيرا إلى أنه كان مثل أي مواطن مصري عانى لفترة طويلة من حالة الانكسار، وأن مصر في هذه الفترة كانت تغلي من مرارة الظروف السابقة على حرب أكتوبر، ولكن هذه المرارة لم تمنع أبناء القوات المسلحة من مواصلة التدريب وتحقيق النصر، بعدما دخلوا إلى المعركة بكل الأسى والشجن والحزن، وكانت إرادة الله هي نصرهم.

تراثنا السينمائي يخلو من أفلام الحروب

 

وقال ياسين إننا لا نستطيع أن ندعي أن لدينا رصيدا في أفلام الحروب، وأغلب ما كان متواجدا هو الأفلام الأميركية الخاصة بالاستعمار، ولم تزد عن كونها أفلاما مساعدة، لا ينظر إليها العالم بالاحترام الكافي.

 

وأوضح أن مصر لم تكن تمتلك في تراثها السينمائي أي شيء متعلق بالمعارك والحروب، سوى مشاهد قليلة في بعض الأعمال كي يقال إن هذا الفيلم يحتوي على معارك.

 

وشدد على أن رأيه لا يعني أنهم قدموا في أفلام أكتوبر سينما ذات مستوى متميز، قائلا "من قال إن السينما ادعت أنها عبرت عن حرب أكتوبر؟"، مؤكدا أن كل ما نقلوه هو الروح الصادقة.

 

وأشار ياسين إلى أنهم قاموا بالتصوير في كافة المناطق التي شهدت الحرب في مدن القناة الثلاث "السويس، والإسماعيلية، وبورسعيد"، وكان ذلك تحت إشراف قيادات الجيش، الذين كانوا يوجهون كافة عمليات التصوير.

 

وكشف محمود ياسين عن لقاء جمعه أثناء التصوير بوزير الدفاع المصري الأسبق المشير أبو غزالة، وذلك على الجبهة، بعدما كان متوجها للتصوير، غير أن المنتج رمسيس نجيب أخبره بأن لقاء هاما ينتظرهما، وحينما تساءل عن الشخصية التي سيلتقون بها، أخبره نجيب بأنه المشير أبو غزالة.

 

ووصف ياسين مكان اللقاء قائلاً إنه كان مكتبا صغيرا يتواجد تحت الأرض، مشيرا إلى أنه لم يكن يصدق أنه سيقابله، خاصة أن الأحداث كانت من الممكن أن تشتعل في أي لحظة، لأن الفترة التي كانوا فيها هي فترة وقف القتال بأمر الأمم المتحدة.

 

ووصف ما دار بالجلسة بأنهم حكوا له عما قاموا بتصويره، وأنها كانت جلسة ممتلئة بزخم من المشاعر النبيلة، وأن القوات المسلحة سمحت لهم بالتصوير بكافة إمكانيات الحرب، تحت إشراف تحسين شنن أحد القادة العسكريين.

 

وعقب مرور أربعين عاما على الحرب، اعتبر بطل فيلم "الوفاء العظيم" أن روح الانتصار لا يمكن أن تفارق صميم الإنسان المصري، وهي تيمة أساسية على مر العصور، يمكن أن تنفجر بداخل الإنسان في أي لحظة، وتستجيب لأي شيء وهذه هي طبيعة المصري.

 

أما عن تعليقات البعض على كون ياسين هو "أشيك" من شارك في حرب أكتوبر عبر أفلامه بملابسه المنسقة ومظهره الجذاب، فقد أوضح أنه درس في كلية الحقوق، ويعرف معنى العسكرية، والمصداقية في التعامل، إضافة إلى وجود إشراف عسكري على التصوير، وهو ما لا يسمح لأحد بأن يرتدي زيا أو يظهر بمظهر غير مناسب، مشدداً على اهتمامه بكافة التفاصيل الخاصة بالأعمال التي قدمها.

المصدر: وكالات - وكالة قدس نت للأنباء -