من هو كاره العرب الحاخام عوفاديا يوسف

بقلم: رأفت حمدونة

 

نشأته :

ولد " الحاخام يوسف" فى البصرة " العراق " فى العام 1920 وهاجر إلى القدس في العام 1924، وتلقّى تعليمه الديني على يد الحاخام اليهودى عزرا عطية .

وهناك قصة مشهورة تروى عن كيفية استطاعة الحاخام عطية جعل عوفاديا يستكمل تعليمه الديني بعدما انقطع عن الدروس نظراً لفقر أبيه وحاجته لابنه كي يساعده في العمل. تبدأ القصة بعد انقطاع الشاب عن الدرس حيث قرر الحاخام عطية زيارة منزل والد عوفاديا، ولكنه شعر بالصدمة من الفقر الذي شاهده هناك. وأوضح له والد عوفاديا أنه يدير محل بقالة صغيرا ويحتاج لولده للعمل لديه.حاول الحاخام عطية إقناع الوالد بأهمية تعلم التوراة، ولكن دون جدوى.

في صباح اليوم التالي ، عندما دخل الأب متجره، وجد الحاخام عطية يقف هناك وهو يرتدي مئزر العمل، قائلا له"لقد قلت أنك بحاجة لشخص لمساعدة ولا أنت لا تقدر على الدفع ، أنا هذا الشخص الذي سيعمل دون مقابل ، فتعليم ابنك أكثر أهمية من وقتي!". وهنا سمح الأب أخيرا لابنه بمواصلة التعليم في المدارس الدينية اليهودية.

محطات مركزية فى حياته:

الحاخام عوفاديا يوسف هو الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في إسرائيل، وهو حاخام مزراحي حريدي " أى شرقى متدين وباحث في التلمود ، و الزعيم الروحي لحزب شاس السياسي الممثل في الكنيست الإسرائيلي

" الحاخام يوسف" له 11 ابن وبنت ويحظي بالتبجيل، وخاصة في مجتمعات السفارديم والمزراحيين ويعتبره الكثيرون أهم شخصية دينية في الجيل الحالي، وهو مصدر الفُتيا الدينية .

سعى عوفاديا يوسف لتحسين أوضاع اليهود السفارديم والمزراحيين في دولة إسرائيل. وهو يؤمن بأن التصويت في الانتخابات البرلمانية، والمشاركة في الحياة السياسية هو المفتاح لتحسين تلك الأوضاع. من خلال زعامته الدينية لحزب شاس، كانت له العديد من المواقف المثيرة للجدل في السياسة الإسرائيلية.

في عام 1947، دعي" الحاخام عوفاديا يوسف " إلى القاهرة من قبل الحاخام اهارون شويخا، للتدريس في المدرسة الدينية اليهودية ، ثم تولّى رئاسة (محكمة الحاخامية) في القاهرة ، وجد يوسف أن الالتزام الديني بين المجتمع اليهودي بأسره وقيادته، بما في ذلك الحاخامات المحليين، ضعيفاً ، ومن أكثر الأمثلة علي ذلك عدم وجود أي نظام للكشروت " الطعام الحلال لدى اليهود " ، الأمر الذي أدى به إلى الصراع بينه وبين أعضاء آخرين في المجتمع ، في أعقاب هذه الأحداث استقال يوسف من منصبه، بعد عامين من وصوله في القاهرة ، وبعد ذلك بسنة واحدة تقريبا هاجر إلى فلسطين .

بعد هجرته لفلسطين خدم في المحكمة الحاخامية في بتاح تكفا ، وفي 1951-1952، نشر كتابه عن قوانين عيد الفصح اليهودي ، لاقى الكتاب ثناءاً كبيراً وحصل على موافقة من كبار الحاخامات في تلك الفترة ، في عام 1970، حصل عوفاديا يوسف على جائزة إسرائيل لأدب التوراة .

عين عوفاديا في محكمة الاستئناف اليهودية العليا في القدس، ثم أصبح كبير حاخامات السفارديم في تل أبيب في عام 1968، ثم تم انتخابه كبيراً لحاخامات السفارديم " الشرقيين " في إسرائيل في عام1973.

دوره السياسى :

أبدأ بمقال لصحيفة معاريف عام 2004، التى صُنّف الحاخام يوسف كواحد من أكثر الحاخامات تأثيرا في الرأي العام في إسرائيل ، ففى منتصف الثمانينات أسس حركة شاس السياسية لليهود الشرقيين لشعورهم بالظلم من اليهود الغربيين ولتحسين شروط حياتهم فى اسرائيل ، ولقد شاركت شاس منذ ذلك الحين في معظم الائتلافات الحكومية ، كما أن الحاخام عوفاديا يوسف، أثار عدة مرات، سخطاً شديداً لدى الأوساط العلمانية في إسرائيل، بسبب فتاوى مشددة أصدرها، دون أن توضح هذه الفتاوى ، وفي نطاق ذلك، وجه انتقادات شديدة إلى عدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين، بينهم، الأسبق، أرييل شارون وبنيامين نتنياهو وقضاة المحكمة العليا، وبعض زعماء الأحزاب اليسارية.

جدير بالذكر أن غالبية القادة الإسرائيليون يحاولوا كسب وده للفوز بنواب حزبه الذي يمثل "بيضة القبان"في الائتلافات الحكومية ،وبقي يوسف على الرغم من تدهور صحته في السنوات الأخيرة يتلقى زيارات من مسؤولين إسرائيليين من مختلف الاتجاهات، خصوصا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس شمعون بيرس .

في أغسطس 2012 أرسل نتانياهو أحد أقرب مساعديه إلى الحاخام للحصول على دعمه لضربة إسرائيلية محتملة للمنشآت النووية الإيرانية، التي تشتبه الدولة العبرية في أنها تستخدم لغايات عسكرية خلافا لما تعلنه طهران.

وكان يوسف في الثمانينات يدعم التنازل عن أراض للفلسطينيين بهدف التوصل إلى السلام، ولكنه اتخذ مواقفا أكثر تشددا وتطرفا في السنوات الأخيرة، ومنها تصريح أثار غضبا واستهجانا في الأراضي الفلسطينية.

وفي عام 2010، قال يوسف في تصريحات بثتها إذاعة الجيش الإسرائيلي "ليختف كل هؤلاء الأشرار الذين يكرهون إسرائيل وليضربهم الطاعون".

ومع التوقيع على معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية، 1979، أصدر الحاخام عوفاديا يوسف حكماً يجيز القيام بتنازلات إقليمية من أجل إحلال السلام الدائم.

وقال في عام 2005 إن الكارثة التي سببها إعصار "كاترينا" في الولايات المتحدة هي "عقاب للرئيس الأميركي(آنذاك) جورج بوش بسبب دعمه لخطة الانسحاب الإسرائيلي من غزة"، كما اعتبر حجم الدمار الذي خلفه الإعصار في مدينة "نيو أورليانز" سببه أن "أغلب سكانها سود لا يتلون التوراة".

وفي أحدى الدورات الانتخابية للبرلمان الإسرائيلي، وعد " الحاخام عوفاديا يوسف " الناخبين الإسرائيليين بدخول الجنة بمجرد تصويتهم لصالح حركته.

مواقف متطرفة من العرب:

وعرف عوفاديا أيضاً، بمواقفه المتطرفة تجاه القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، وتشجيعه للمستوطنين واليهود باقتحامه، وعرف " الحاخام عوفاديا يوسف " بتصريحاته العنصرية ضد العرب والمسلمين، حيث وصفهم في أكثر من مرة بـ "الملعونين" ودعا لإبادتهم بالصواريخ وعدم الشفقة عليهم ، وقال في إحدى تصريحاته "العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل وعليهم أن يذهبوا إلى الجحيم"، ونقل عنه في تصريح منفصل قوله "صب غضبك على الأغيار(غير اليهود) فهذه مناسبة جدا لأوضاعنا، لأن أعداءنا يحاولون القضاء علينا منذ خروجنا من مصر وحتى اليوم، من دون توقف".

كما دعا الله أن"ينتقم من العرب ويبيد ذرّيتهم ويسحقهم ويخضعهم ويمحوهم عن وجه البسيطة".

كما وصف العرب خلال إحدى مواعظه التوراتية بأنهم "صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا .

وقال ذات مرة إنهم أسوأ من الأفاعي السامة"، وقال أيضا إن "اليهودي عندما يقتل مسلما فكأنما قتل ثعبانا أو دودة ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاّ من الثعبان أو الدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان أمر طبيعي أن يحدث".

نوادر :

ويعرف عن الحاخام عوفاديا يوسف عدائه الشديد للهواتف الذكية وأشهرها "ايفون" وذلك فى ظل اشتداد وعكته الصحية في مستشفى هداسا عين كارم، دعت منظمة "عتيدينو" أو بالعبري"مستقبلنا" المؤمنين اليهود إلى تحطيم ألاف من أجهزة "ايفون" بكل أنواعه ودرجاته؛ وذلك لأن تحطيم هذه الأجهزة سيمنح الحاخام الدم والهواء ليتنفسه والحياة، وفق اعتقادها.

ونشرت المنظمة ملصقات وإعلانات طارئة ومستعجلة دعت فيه المؤمنين "الحريديم" الى تحطيم أجهزة "ايفون"والانفصال على شبكة الانترنت وجميع أجهزة الهاتف الذكية "سمارتفون".

وتحوي الملصقات"نرى كيف حطمت الانترنت كل من اتصل بها أو لمسها لقد رأينا عائلات تتحطم بسبب الانترنت لقد شاهدنا حتى استخدام البريد الالكتروني "الايميل" بين غير اليهود يؤدي إلى الإدمان ورأينا كيف تحطم أحد الشباب الحريديم بسبب الرسائل القصيرة".

وريث عوفاديا يوسف :

أما الوريث الحاخام يوسف كان الزعيم والمؤسس لحزب شاس اليهودي وفي مرضه بقي الجدل حول وريثه وسط مخاوف من نهاية المطاف إلى تهديد وحدة الحركة السياسية الهامة.

وقال في وقت سابق قريب من الحاخام عمار قولهم إنّ الحاخام عوفاديا يوسف عيّن الحاخام عمار وريثًا له، قرب سريره في المستشفى .

وفاته:

وتوفي عوفاديا يوسف ، الزعيم بعد ظهر يوم الإثنين 7/10/2013 ، في الطابق الثامن بمستشفى هداسا بمدينة القدس، عن عمر يناهز 93 عاما.