يعاني آلاف العمال الفلسطينيين الذين يعملون داخل الخط الأخضر من مطاردة يومية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول بشكل مستمر تنفيذ عمليات مطاردة لهم أثناء ذهابهم إلى أماكن عملهم داخل الأراضي المحتلة، في وقت يبحث العمال عن أي سبيل من أجل لقمة العيش لهم ولعائلاتهم.
وكالة "قدس نت للأنباء" ترصد في هذا التقرير المعاناة التي يعيشها العمال أثناء ذهابهم إلى مصير مجهول وفق تعبير العديد منهم، حيث عبر العديد منهم في لقاءات منفصلة بأنهم ذاهبون في طريق مجهول في سبيل البحث عن لقمة العيش والعودة لأبنائهم سالمين.
قصص كثيرة تعرض لها العمال الفلسطينيين وهم في طريقهم إلى أماكن عملهم في الأراضي المحتلة.
يقول العامل يوسف الحوامدة من بلدة السموع قضاء الخليل " إن مئات من العمال الأخرين يذهبون فجراً إلى أماكن عملهم على الرغم من عدم حيازتهم على تصاريح دخول للأراضي المحتلة من أجل العمل، وذلك من أجل العمل لسد إحتياجات عائلاتهم وأطفالهم خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني وسياسة التضييق التي تمارسها حكومة الاحتلال بحقهم."
ويضيف الحوامدة في لقاء مع " وكالة قدس نت للأنباء" بأنهم يذهبون في ساعات الفجر عبر فتحات في الأسلاك الشائكة التي تحيط في البلدة وتفصل بين الأراضي الفلسطينية والأراضي المحتلة عام 1984، حيث يخاطرون بأرواحهم من أجل لقمة العيش.
ويؤكد الحوامدة " أنهم تعرضوا لمئات محاولات المطاردة من قبل قوات الاحتلال المنتشرة بشكل مستمر على طول الخط الفاصل بين الأراضي الفلسطينية وأراضي عام 84، أو ما يطلق عليه أسم " الخط الأخضر"، مشيراً" بأن هناك مطاردة يطلق خلالها جيش الاحتلال الرصاص الحي تجاه العمال ومنهم من أصيب بجراح خطيرة وأخرين تم إعتقالهم.
من جانب آخر يقول العامل محمد الهوارين من الظاهرية جنوب الخليل " بأن جيش الاحتلال يتعمد التمركز والإنتشار في الساعات التي يذهب بها العمال الى أماكن عملهم في المناطق المحتلة، ويعمل على منعهم بالمطاردة تارة وإطلاق النار عليهم، وأخرى بإغلاق كافة المداخل وذلك لمنعهم من الوصول إلى أماكن عملهم.
إلى أين نذهب...
يتسائل العمال الفلسطينيين، بأنه لا سبيل لديهم سوى المجازفة بأرواحهم والمخاطرة من أجل الوصول إلى أماكن عملهم، حيث لا عمل داخل الأراضي الفلسطينية وإذا كان فإن الأجور متدنية للغاية ولا تسد رمق العيش في ظل الإرتفاع الحاد الذي تشهده حركة السوق خاصة على السلع الأساسية بالإضافة الى زيادة نسبة البطالة والفقر لاسيما في صفوف العمال الذين يعانون الأمرين، ويؤكدون" أن لقمة العيش مغموسة بالدم" في إشارة الى أنهم يخاطرون بأرواحهم من أجلها.