الأسبوع الدموي القادم في مصر

 
 
تعتبر الأيام الثمانية القادمة هي الأخطر في الثورة المصرية ضد الانقلاب العسكري الذي سيجعل من تلك الأيام دموية بامتياز من حيث إطلاق الرصاص والمركبات المفخخة وغيرها، حيث أن الانقلابي السيسي لديه الفرصة الأخيرة قبل أن يأخذ قادة في الجيش مكانه ليقودوا الانقلاب على طريقتهم؛ ولذلك فإن معادلة الدم هي التي ستكون حاضرة بحق أنصار الشرعية والشعب المصري بشكل عام.
وليس غريبا أن يقزم الانقلاب الاحتفال بنصر 6 أكتوبر فقط في قاعات مع الفاسدين والفاسدات والمغنيات مهمشا الشهداء وأبطال العبور الحقيقيين لأنه يدرك جيدا بأن جنرالات لم تخض المعارك ليس بإمكانها أن تبرز الأبطال في تلك المواقف، بالإضافة إلى أن وظيفة تلك الجنرالات اقتصرت على حرب انتصروا فيها على الحرية والكرامة والديمقراطية حينما انقلبوا على الرئيس المنتخب محمد مرسي؛ فشتان بين الشاذلي وبين المتراقصين على جثث أهالي مصر الشرفاء.
من جديد يعيد السيسي لغة الدم للواجهة ليحقق أكثر من إنجاز في محاولة فاشلة، ولعل أبرز ما يريده هو إعادة الهيبة لسيادة الانقلاب المترهلة كما أنه يغطي على العجز والانهيار الاقتصادي بالإضافة إلى ترهيبه أقطابا في الجيش من خلال إسالة دماء المواطنين، ورغم ذلك كله فإن ثمانية أيام حاسمة تفصل بين بقاء السيسي في مشهد بات لا يطاق في الساحة المصرية أو إعادة الرئيس المنتخب إلى قصر الرئاسة، وفي تلك السيناريوهات فإن الهبة الجماهيرية والاحتشاد والسلمية هي سلاح المواطنين الذي يجب أن يستمر إلى أن يلفظ الانقلاب أنفاسه ويجب التحذير هنا من أن المسيرات ليست لإنهاء حكم السيسي بل إنهاء الانقلاب لأن هناك من يحاول أن يأخذ مكان السيسي فكلهم أصحاب نفوس مريضة ولغة الغاب سيدة الموقف بينهم.
في نهاية الأمر يبدو أننا أمام تحول خطير في المشهد المصري لعل الأوضح فيه هو نهاية قريبة للسيسي بينما يقف الشعب أمام حقيقة يجب أن تتحقق وهي إنهاء الاتقلاب وعدم الرجوع للمنازل بعد انتهاء السيسي لأن غيره يحاول أن يستمر مكانه فلا مجال للتراجع حتى يعود رئيس البلاد المنتخب وبذلك يفرح المؤمنون بنصر الله.
 

من الأمور التي ستكون بارزة في الأيام القادمة إقدام مخابرات السيسي الحربية على تفجيرات وإطلاق رصاص وترهيب المواطنين واغتيالات وزيادة القبضة الأمنية لأنها فرصة أخيرة له كي يستمر قائدا للانقلاب الفاشل أصلا، ورغم ذلك فيجب على الشعب أن يستمر لأنه الأقوى في هذه المعادلة، وإن التراجع يعني أن رابعة والنهضة ستبقى لعنة تطارد من تراجع قبل من فعل تلك الجريمة بحق الساجدين والصائمين في شوال.