الرجوب يوقع كتابه "نفحة يتحدث بعد 33 عاما"

وقع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب، مساء الاثنين، كتابه الجديد "نفحة يتحدث بعد 33 عاما"، في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، بتنظيم من مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة.

 

ويقع الكتاب في 200 صفحة من القطع الصغير، ويتكون من أربعة فصول تروي حكاية الأسر والإضراب الكبير، بأدق تفاصيل المعاناة والانتصار، مرورا بإضراب الشهيدين علي وراسم، والرد على لجنة التحقيق الإسرائيلية، وختاما بتوثيق لبعض الصور وأسماء أبطال إضراب نفحة عام 1980.

 

والكتاب الصادر حديثا عن دار "الشروق" للنشر والتوزيع، وأوقف الرجوب ريعه لمركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، يمثل ذاكرة حية لمرحلة دقيقة وعظيمة من نضال الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، يوم تحدث الدم النازف والأمعاء الخاوية للأسرى كي تصنع الصمود الفلسطيني وانتصاره.

 

ويعود الكتاب بذاكرة الرجوب، إلى اليوم الذي كان فيه أسيرا مضربا عن الطعام في زنازين سجن نفحة الصحراوي، إبان الإضراب الكبير عام 1980، حيث كلف بتوثيق الإضراب (من التخطيط والإعداد للإضراب، فالبدء بالإضراب، وسقوط الشهداء حتى الانتصار الكبير). 

 

ويروي الكتاب في مقدمته حكاية رسالة سرية وصلت من الشهيد ماجد أبو شرار، يطلب فيها توثيق الإضراب الكبير، ما لبث قادة المعتقل بالتفكير بالأمر حتى جاء خبر استشهاد أبو شرار، "فاتخذ القرار سريعا لإنجاز الكراس، وفاء لروح الشهيد أبو شرار".

 

ويستطرد الرجوب في مقدمة كتابه، "شكلت لجنة من خمسة معتقلين هم: جبريل الرجوب، ومحمد حسان، وعمر القاسم، ويعقوب عودة، ويعقوب دواني، وكتب بلغة وحدوية تنأى عن الفصائلية والشخصية الذاتية، توثيقا لكل لحظات الإضراب، وتفكيكا لتقرير لجنة ايتان الإسرائيلية، التي أجحفت بحق الأسرى وحملتهم مسؤولية الإضراب وبرأت ساحة السجان من دماء الشهداء علي الجعفري، وراسم حلاوة، واسحق مراغة الذين سقطوا في الإضراب".

 

وفي مقدمة الكتاب يذكر الرجوب، "أن نسختين من الكراس الذي أنجزه هربتا من السجن عام 1982، مع دفاتر إجابات الثانوية العامة، ووصلت إحداها للشهيد فيصل الحسيني بالقدس، والأخرى للشهيد خليل الوزير في بيروت قبيل الاجتياح الإسرائيلي". 

 

وتحدث عن سجن "نفحة" وما كان يعانيه الأسرى فيه من ممارسات الإسرائيلية، وعن وجود عدد قليل من الأسرى داخل المعتقل، مشيرا إلى أنه ولأول مرة كان هناك حالة من الشمولية للإضراب، حيث شاركت كافة السجون فيه، وكرست منظمة التحرير الفلسطينية كل جهدها ومؤسساتها لصالح هذه الخطوة.

 

وشدد على أن الإضراب كان له صدى كبيرا وصل إلى كافة مؤسسات الرأي العالمي، وكان هناك ردة فعل كبيرة من هذه المؤسسات لما يحدث من إجراءات قمعية وتهميش للأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مبينا أن الكتاب أهم وثيقة خرجت من السجون تتحدث عن حياة ومآسي الأسرى.

 

بدوره، أوضح الكاتب حسن عبد الله أن كتاب الرجوب يأتي في سياق التوثيق لتجربة فلسطينية ملحمية وهو إضراب "نفحة"، الذي ما زالت آثاره وانعكاساته حاضرة بعد 33 عاما في تجربة الحركة الأسيرة، وحاضرة في شهادة الأسرى الذين خاضوا التجربة.

 

 

وأشار إلى أن الكتاب ميزه غياب لغة الأنا وحضور لغة الجماعة على عكس كتب كثيرة تحدثت عن تجربة الإضرابات طغى عليها صوت الفرد على الجماعة، كما أنصف الكاتب كل من شارك في الأفكار، مبينا أن الكتاب يمثل رواية كاملة لإضراب "نفحة" والظروف المعيشية التي مهدت لخوض الاضراب.

 

وشدد على أن الكتاب تميز بغياب تام للفئوية، وكان بمثابة رد فعل غير مباشر على شهادة فردية قدمت حول الإضراب من الطرف الآخر، داعيا إلى أن يذهب ريع الكتاب لمركز أبو جهاد للحركة الأسيرة لدعم المركز وتعميم الرواية الفلسطينية.

 

من جانبه، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن الكتاب وثيقة هامة وتاريخية، خاصة أنه تحدث عن مجزرة وقعت قبل 33 عاما، وحاولت إسرائيل أن تزور الحقائق، وأن تضلل العالم حول ما جرى.

 

ودعا إلى ترجمة هذا الكتاب إلى كل لغات العالم، خاصة اللغة العبرية ليتعرف المجتمع الإسرائيلي على ما ارتكبته حكومته آنذاك بحق الأسرى داخل سجن "نفحة".

 

 

من ناحيته، قال مستشار الرئيس لشؤون منظمة التحرير أحمد عبد الرحمن، إن الكتاب هو إحياء لظاهرة صنعت تاريخا وطنيا عن دور الأسرى وما قدموه للقضية الفلسطينية، ودورهم في ذلك الوقت بتوحيد شعبنا في الداخل والخارج، مؤكدا أن ما طرحه الرجوب مساهمة في مكانها وتوثيقها ويجب أن يتكرر.

 

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -