قبل أن ينفجر الاحتقان الشعبي في غزة

بقلم: وليد العوض

تجتهد في الآوانة الاخيرة قوى وشخصيات وطنية فلسطينية مخلصة في البحث عن مخرج لحالة الاحتقان الناجمة عن استمرار الازمة التي تعصف بالساحة الفلسطينية منذ فترة طويلة ويحمل العديد من هؤلاء بين الفينة والأخرى مقترحات علها تسهم في الوصول لقواسم مشتركة تمكننا من تجاوز المرحلة الصعبة بأقل قدر ممكن من الخسائر ، ولا يخفى على احد القول مرة اخرى ان أحد اهم عوامل المأزق الراهن الذي يواجهه شعبنا طبعا بعد الاحتلال وعدوانه على شعبنا وحقوقه الوطنية يتمثل في استمرار حالة الانقسام المتواصل منذ ما يزيد عن سبع سنوات ويوما بعد اخر تتضح الاثار الضارة التي يخلفها الانقسام على مجمل الحالة الفلسطينية بل يتضح كم تستفيد دولة الاحتلال من بقاء هذا الحالة الانقسامية ناهيك عن ما تلحقه هذه الحالة من خلل في معالجة وتصويب الموقف السياسي الراهن خاصة تجاه عملية المفاوضات وفي ظله يبدو أن الكل يعزف على ليلاه دون اي ضابط لإيقاع حركته ، ويزداد هذا المأزق عمقا في ظل التطورات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة وأخرها تلك التي حدثت في مصر وسقوط تجربة الاخوان المسلمين  في الحكم ومعها سقوط اي رهان على أي إمكانية في أن يكون حل موضوع قطاع غزة عبر ربطه بمصر بأي شكل من الاشكال ، ومع سقوط الوهم هذا لا بد و ان يكون قد سقط ايضا اي وهم على قدرة قطاع غزة في البقاء معزولا عن الدولة الفلسطينية العتيدة ، تماما كما تبين تجربة المفاوضات العسيرة أن لا مستقبل للضفة الغربية بل وليس بمقدورها أن تكون هي الدولة الفلسطينية التي نريد، فلا دولة فلسطينية دون غزة وغزة ليست هي الدولة الفلسطينية قطعا .

 

إن هذا الواقع بات يفرض على اصحاب الراهنات  أي كانوا بضرورة  مغادرة كل رهان من هذا القبيل  والبحث بشكل جدي مع  المخلصين عن سبل معالجة الموقف وهنا أود الاشارة الى أن المساعي الحميدة التي يبذلها  العديد من المخلصين في سعيهم لإيجاد حلول للقضايا الانسانية الملحة سواء في العمل مع الاشقاء في مصر لضمان انتظام عمل معبر رفح و تشغيله لفترات اكبر وهو ما يحدث ، او في البحث عن طرق لتأمين المواد الغذائية التي ارتفعت اسعارها بجنون غير مسبوق ، والبحث عن وسيلة لحل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عبر توريد وقود دون ضريبة عبر سلطة الطاقة في رام الله بالإضافة للعديد من القضايا  الضرورية  التي نؤكد على ضرورة الاسراع بإيجاد حلول لها خاصة وان استمرارها دون حل سيزيد من حالة الاحتقان التي نعيشها، هذه الحالة التي لا يمكن لأحد تقدير اي مدى يمكن احتمالها كما لا يمكن لأحد التنبوء بمديات انفجارها لو حدث وفي هذا السياق نقول لن تجدي نفعا كل اشكال وأساليب المعالجات الامنية من استدعاء واعتقال واعتداء على الحريات بل على العكس من ذلك كل ذلك يمكن في تأجيج الموقف والتسريع في انفجاره.

 

ونحن نؤكد على أهمية حل هذه القضايا العالقة والكثير غيرها نقول ان هذه المعالجات لا تعالج الازمة بل يمكن أن تؤجل انفجارها  لذلك لابد من أن يضع كل المخلصين  نصب عيونهم بالضرورة التوجه مباشرة لمعالجة القضية الاساس التي نجمت عنها كل هذه المعضلات وتتمثل بضرورة انهاء الانقسام وهذا يتطلب من الاخوة في حركة حماس حسم أمر ترددها في القبول بتنفيذ اتفاق المصالحة عبر خارطة الطريق المحددة وتتمثل في تشكيل حكومة الوفاق الوطني والقبول بتحديد موعد واضح لإجراء الانتخابات،  إن قبول حركة حماس بذلك وقبول الرئيس ابو مازن أيضا، يفتح الباب فعليا لبدء مرحلة انتقالية  تسمح بمعالجة اشمل للموضوع الفلسطيني وتمكنه بدون شك من مواجهة التحديات الراهنة التي تعصف بالمنطقة كما تمكننا دون شك من كبح أي نتائج ضارة يمكن أن تنتج عن المفاوضات التي رفضنا الذهاب لها  لكننا نرى كم يتزايد الضغط على الجانب الفلسطيني  للقبول بنتائج لا تلبي الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني.

*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

8-10-  2013

[email protected]