بعد محاولات حثيثة من الرصد والمتابعة وجدت تلك الوحوش فريستها الضالة التي ستنعش أفئدتها المتحجرة كالصخور البركانية ونفوسها التي تبرأت من معاني الإنسانية وعقولها المعبئة بسمومِ وأفكارٍ شيطانية ولكن...!! من هي تلك الضحية؟!.

 

بدأت فصول تلك الجريمة عندما وجدت تلك الوحوش فريستها المرتقبة وهو "أ,م" صراف يبلغ من العمر 29عاماً لديه محل للصرافة في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة ، وفقا لما نشره موقع وزارة الداخلية بحكومة غزة .

 

انطلقت عيونها بمراقبته من بعيد لتدرس حركاته وسكناته وأوقات ذهابه وإيابه لتتمكن من وضع خطتها الإجرامية بكل دهاء ومكر وبعيداً عن الإنسانية.

 

أغلق الصراف محل الصرافة العائد له في الساعة التاسعة مساءً كما هو معتاد ليتجه بعدها إلى منزله الكائن في تل الهوا غرب مدينة غزة.

 

استوقف سيارة أجرة لتنقله إلى وجهته والعيون الماكرة ترصده من بعيد وبدأت تلاحقه بسيارة أخرى من نوع كايا سوداء اللون ذات الشبابيك العاكسة التي تحجب الرؤية عن من بداخلها.

 

وقفت سيارة الأجرة ليترجل بعدها الصراف وبصحبته حقيبته السوداء الخاصة التي يضع فيها أمواله وهو عائد من عمله ويتجه إلى منزله الكائن في أحد الشوارع الرملية الفرعية.

 

لم يدر في خلده أن ظلمة الليل تخفي خلفها أفاعي قاتله تلاحقه وتسعى خلفه بهدوء وحذر متخفية داخل تلك السيارة السوداء.

 

عند نقطة متفق عليها أسرعة السيارة باتجاه الصراف تاركةً خلفها غبار الرمال المتطاير إثر سرعتها ليخرج أحدهم لينتشل الحقيبة السوداء من يد الصراف.

 

انتشل السارق الحقيبة بعد أن اقتربت السيارة من الصراف لكن الصراف بقي متمسكاً بحقيبته ومحتضناً لها كأنها أحد أطفاله فهي تحتوي على رزقه ورزق أطفاله وأسرته .

 

لم يرتجف قلب ذلك الوحش على منظر الصراف وهو يتلاطم مع أتربة وحجارة الشارع فجشعه وطمعه أعميا بصيرته وأذابا إنسانيته ليحكم بيديه على الحقيبة إلى أن تركها صاحبها الذي استيقن أنه سيصبح تحت إطارات السيارة إن بقي مستمسكا بها.

 

هرب الجناة ومعهم ملاذهم الذي خططوا ونفذوا من أجل الوصول إليه دون أن يدركوا بأن الحق لا بد أن يعود إلى أهله شاؤوا أم أبوا.

 

يقول ضابط تحقيق ـ مباحث الرمال ـ "دخل عليا ذلك الصراف إلى مكتب التحقيق ليتقدم بشكواه ففاجئني بمنظره الذي يوحي بأنه قد خرج من تحت أنقاد إحدى المباني فقد كان وجهه مغبراً ويداه وجسمه مليئان بتجلطات والكدمات الغير طبيعية".

 

بعد أن أٌخذت إفادة الصراف الذي أكد أن حقيبته التي سرقت كانت تحتوي على ما يقارب 35 ألف دولار بدأت المباحث بدراسة حيثيات هذه الجريمة وحصرها للوصول إلى الجناة وتم التوجه الفوري إلى المكان والاستدلال من عدة أطراف عرف نوع السيارة التي لم تترك أي أثر لها ولم تكن تحمل لوحة أرقام.

 

بموالاة البحث والتحري والاستدلال من أطراف مختلفة من قبل رجال المباحث وحصر جميع السيارات المشابه للسيارة التي استخدمت في الجريمة تم الاشتباه بالمدعو "و,ع" الذي كشف أوراق اللعبة بعد ما اختلف مع الجناة في نصيبه.

 

اقر "و,ع" بالتهمة التي وجهة إليه واعترف على شركائه في هذه الجريمة وهم"ا,ك" 29 عاما و"ع,س" 27 عاماً فتم تحريك دورية سريعة من قبل المباحث فتم اعتقال المذكورين ومن خلال التحقيق معهم اعترفوا بقيامهم بالواقعة .

 

وذكرت المباحث انه وبعد التحقيق معهم حول المبلغ المسروق أفادوا أنهم قاموا بصرف جزء كبير منه ويقدر بحوالي 14000 دولار .