غيّب الموت، مساء الجمعة، القيادي البارز في حركة الجهاد الاسلامي، الشيخ يوسف العارف (ابو مالك) 67 عاما من مدينة نابلس.
واكدت عائلة العارف وفاته بسبب نوبة قلبية حادة ألمت به خلال حضوره حفل زفاف في مسقط رأسه، قرية جالود، جنوب شرقي مدينة نابلس.
واشارت العائلة الى ان (ابو مالك) كان يعاني من مشاكل صحية في القلب، وسبق ان اجريت له قبل 3 سنوات عملية قلب مفتوح.
ويعتبر العارف من القادة البارزين لحركة الجهاد الاسلامي، وهو اسير محرر قضى نحو 8 سنوات متفرقة من عمره في سجون الاحتلال الاسرائيلي، غالبيتها في الاعتقال الاداري، وقد افرج عنه اخر مرة قبل نحو سنتين.
كما توفي نجله عاصم حين كان يقبع في عزل الرملة إثر صراع مع المرض عام 2006، بعد منع الاحتلال له من العلاج خارج الأراضي الفلسطينية.
ويعد العارف من أبرز الكتاب الذين تناولوا عدة مجالات في السياسة ومن أبرزها كتاب "الميزان" بين السنة والشيعة، وكتاب "التاريخ الجهادي لحركة الجهاد الإسلامي"، كما أن له عدة مذكرات غير مطبوعة بالإضافة لأبحاث في اللغة العربية والتاريخ ونواح عدة.
وفي الآونة الأخيرة كان يعمل على إصدار كتاب "تيسير العسير في النحو والصرف"، بالإضافة لكتابته عشرات المقالات في جريدة الاستقلال التي تصدر من غزة.
والعارف من مواليد قرية جالود عام 1946، وعمل الى جانب نشاطه السياسي في سلك التعليم، اذ انه يحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
ومن المقرر تشييع جثمان العارف يوم السبت، حيث سيوارى الثرى في مقبرة قرية جالود.
ونعت حركة الجهاد الإسلامي القيادي يوسف العارف مؤكدة بأنه أحد رموزها وقادتها التاريخيين، مشيرة إلى أنه توفي بعد حياة حافلة بالتضحية والعطاء إثر جلطةٍ قلبية، بعد حياةٍ حافلة بالتضحية والعطاء.
وقالت الجهاد في بيان لها:" لقد حمل فقيدنا العزيز همَّ الجهاد والمقاومة، فكان مثالًا للمثابرة وتحشيد الجماهير حول هذا النهج، ليودع ابنه عاصم شهيدًا على هذا الطريق.
واكدت الجهاد :"إن شيخنا الجليل دفع سني حياته خلف قضبان القهر والإذلال، كي يرسخ هذا الدرب القويم على خطى الشهيد المعلم فتحي الشقاقي، ويقضي في سجون العدو سنوات عديدة صابرًا محتسبًا، ويواصل ابنه حمزة المسيرة، فهو أسير محكوم بالسجن 33 عامًا بتهمة تنفيذ عمليات جهادية ضمن صفوف سرايا القدس.
وقالت الحركة إن الشيخ يوسف له بصمةٌ دامغة في تربية الأجيال، وتشريبها الفكر الجهادي الأصيل، من خلال عمله كمدرس على مدار 30 عامًا، فضلًا عن تأليفه كتبًا عدة، وكتابته مئات المقالات التي تؤصل لنهج وثقافة المقاومة.
وبينت الحركة ان الفقيد كان رمزًا توحيديًا، ويشهد أهالي الضفة وأبناء محافظة نابلس على دوره البارز في تحفيز الجماهير على رص الصفوف، ونبذ حالة الفرقة والانقسام، ناهيك عن جهده الدؤوب في التعبئة والوعظ الديني، والإصلاح الاجتماعي لإيمانه بعِظَم المسؤولية التي ألقيت على كاهله.
وقالت الحركة :" إن عزيمة هذا الرجل ومثابرته وهمته العالية في مسيرة الجهاد رغم تقدمه في السن، تشكل دافعًا كبيرًا للشباب الفلسطيني، ولأبناء الحركة على المضي قدمًا في طريق ذات الشوكة حتى دحر الاحتلال.
ودعت الجهاد الجماهير الفلسطينية للمشاركة في وداع الشيخ العارف ظهر السبت انطلاقًا من مستشفى رفيديا بنابلس نحو قريته جالود، داعية لتحويل وداعه إلى مناسبة وطنية تجدد من خلالها الجماهير "العهد والوفاء لنهج فقيدنا وقيادات شعبنا وأبنائه الذين ساروا في ركب المقاومة وارتقوا شهداء."