اعتبر وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد أنه "لمن الخطأ النظر إلى الصراع الفلسطيني ضد إسرائيل على أنه من صراع من أجل حقوق الإنسان وتحقيق العدالة والاستقلال للفلسطينيين".
وقال لبيد الذي يرأس حزب "يش عتيد" الإسرائيلي الذي كان يتحدث في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، ويزور واشنطن لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي، "سأحاول في محاضرتي هذه تبديد الأوهام القائمة في أوروبا وفي الولايات المتحدة التي تتعامل مع صراع الفلسطينيين مع إسرائيل و:انه صراع من أجل حقوق الإنسان، أو العدالة؛ وكأننا جوليات (الجبار) وهم ديفيد وإثبات ذلك على أنه كذبة".
وأضاف لبيد أن "التشبيه الأقرب يكمن حقيقة في أن الفلسطينيين (تحت الاحتلال) أشبه بالقاعدة ونحن أشبه بالولايات المتحدة، فكون أن الولايات المتحدة هي الأقوى بكثير من القاعدة، لا يجعل القاعدة على صواب وأميركا على خطأ، ولذلك نعم نحن الأقوى، ولكننا نحن على حق، وهم (الفلسطينيون) على خطأ"، حسب وصفه.
واتهم لبيد الفلسطينيين بمعاداة السامية وأن شعورهم هذا يصعب الخلاص منه، وأن "الذين يدعمون الفلسطينيين حقيقة يؤيدون الإرهاب واللاسامية، حيث أن هذا الدعم الموجه للفلسطينيين لا يذهب إلى الفقراء والمحتاجين بل يذهب إلى الذين يرسلون وفوداً تشمل الذين ينكرون المحرقة ويحرضون على الإرهاب وضد إسرائيل".
وانتقل لبيد، الذي يرى نفسه وكأنه نجم سينمائي، غير ملزم بطرح الحقائق، واتسم حديثه بالانتقال غير المنطقي والمتشعب والمتنقل من موضوع لآخر إلى القول، إن "إن قضية العدالة الفلسطينية ليست قضية بل هي قصة أسطورة بدأها اليسار الأوروبي الفوضوي وتوجت في مؤتمر ديربان في جنوب أفريقيا (مؤتمر مناهضة العنصرية أيلول 2001) عندما تكالب العالم على إسرائيل وحظي الفلسطينيون بتأييد واضح لادعائهم بأن صراعهم هو صراع من أجل العدالة وحقوق الإنسان، ولكن العالم سرعان ما اكتشف خديعة ذلك بعد هجمات 11 أيلول 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة الإرهابي"، دون أن يشرح طبيعة العلاقة بين إدانة إسرائيل كدولة عنصرية ونضال الفلسطينيين من أجل العدالة وحقوق الإنسان، وهجمات القاعدة.
يشار إلى مؤتمر ديربان الذي أشار إليه لبيد بشكل غامض "كبداية الحديث عن الصراع الفلسطيني ضد إسرائيل كقضية حقوق إنسان" أنعقد في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا بين 31 آب – 8 أيلول 2001، تحت عنوان "مناهضة العنصرية"، وربط الصهيونية بالعنصرية من قبل مؤتمر مواز في الوقت نفسه والفترة والمكان ذاته من قبل منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية، وقاطعته إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش آنذاك على اعتبار أنه "معاد لإسرائيل".
وشدد لبيد أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس صراع على الحدود والمستوطنات والدولة، بل هو صراع أخلاقي يفترض أن يتخلى فيه الفلسطينيون عن كراهيتهم لإسرائيل، ووقف التحريض ضدها والبدء بحوار- ربما بإشراف أطباء نفسيين- لتجاوز هذه الكراهية، وأن ذلك يحتاج لوقت طويل جداً، يرفع الإلحاح الذي نراه الآن لحل الصراع وإنهاء الاحتلال وتحقيق الدولتين بسرعة زمنية محددة".
وقال لبيد في معرض رده على سؤال وجهته القدس يخص تحديد أين ستكون الدولة الفلسطينية جغرافياً وما إذا كان يعتبر قبول الفلسطينيين بقيام دولتهم على 22% من فلسطين التاريخية كاف، "لقد قلت دائماً إن الحل يتطلب إخلاء عشرات الآلاف من المستوطنين ولكن يجب أن أقول لك أن هذا حوار عاطفي بيننا، يصعب التخلي عن أراضي آبائنا ولكن التفاوض القائم بيننا الآن تحت رعاية الولايات المتحدة، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري هو الوحيد المخول بالحديث عن تطورات ما يجري".
وقال لبيد "إنني لا أؤيد مطالبة رئيس الوزراء نتنياهو بشرط اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة لإسرائيل، أنا لا أحتاج اعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل".