تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

من المعلوم جدا أن التحول إلى مجتمع المعرفة، وكذلك نجاح تطبيق مفهوم المعلوماتية على مختلف القطاعات يعتمد اليوم بشكل أساسي على وجود شبكة إنترنت آمنة وذات تدفق عالٍ تساعد على تلبية جميع الاحتياجات بأقل كلفة ممكنة. من أجل ذلك عمدت الدول المتقدمة إلى بناء شبكات ألياف بصرية سريعة لاستيعاب كافة التطبيقات العلمية والعملية، مؤكدة على حقيقة أن خدمات النطاق العريض بشكل العام تؤدي بالضرورة إلى تطور خدمات الصحة والتعليم والأنشطة الاقتصادية المختلفة. في الوقت ذاته تحاول الدول النامية اللحاق بالركب من خلال تبنيها لبرامج وطنية يتم دعمها خارجياً من أجل المساعدة على تطوير خدمات الإنترنت في تلك الدول.

من هذا الأساس ومن منطلق أن الاستثمار في زيادة سعة وكفاءة الشبكات أصبح من الضروريات في دول العالم بدون استثناء لأنه ينعكس إيجاباً على كافة القطاعات والمجالات، فإن لجنة النطاق العريض للأمم المتحدة المعنية بالتنمية الرقمية (The Broadband Commission for Digital Development) -بالتعاون مع منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي للإتصالات وهيئات حكومية ومستقلة أخرى ناشطة في القطاع- قد أصدرت تقريرها السنوي الذي يعرض حالة النطاق العريض على المستوى العالمي للعام الحالي، والذي كان بعنوان (The State of Broadband 2013). كما يبرز التقرير بشكل عام مستويات النطاق العريض لأكثر من 160 من اقتصادات العالم، والذي يمكن إختصار أهم النقاط التي تناولها كالتالي:

النطاق العريض يشكل أسرع تكنولوجيا متنامية

مع التقدم التقني وتوجه العالم نحو تبني التقنيات الحديثة، فإن مؤشرات الوصول إلى البيانات تبدو مطمئنة، وهذا في الوقت الذي يكشف فيه التقرير على أن اشتراكات النطاق العريض المتنقل (Mobile Broadband)، التي تسمح للمستخدمين بإمكانية الدخول لشبكة الويب عبر الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية تزداد بنسبة 30 بالمئة في العام. وبحلول نهاية العام 2013، ستزداد الاتصالات بالنطاق العريض المتنقل بأكثر من ثلاثة أضعاف طالما توافرت الاشتراكات في النطاق العريض الثابت التقليدي (Fixed Broadband). كما يتوقع أيضاً أن تبلغ إشتراكات النطاق العريض المتنقل 7 مليار مشترك بحلول العام 2018، بحيث تكون فيها خدمة النطاق العريض من تقنية LTE مساهمة لوحدها بحوالي أكثر من 500 مليون مشترك، في حين يتوقع أن تنمو شبكة الجيل الرابع (4G) على المستوى العالمي بعشرة أضعاف، أي من 88 مليون مشترك إلى 864 مليون مشرك بحلول العام 2018.

Untitled تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

الزيادة في عدد الأجهزة المتصلة

إن الزيادة والنمو المسجل على مستوى الشحنات سواء للحواسيب أو الهواتف والأجهزة اللوحية، إضافة إلى انتشار الإنترنت بصورة أكبر من السابق، كلها عوامل ساهمة في زيادة الأجهزة المتصلة التي تعتمد بالدرجة الأولى في حصولها واستقبالها للبيانات على الشبكة الخلوية أو اللاسلكية (واي-فاي) على الصعيد العالمي. ويتوقع أن تتضاعف أعداد تلك الأجهزة المتصلة بالمجموع لتصل إلى 50 مليار مع حلول العام 2020، وهذا طبعاً بسب تنوع الذي ستشهده تلك الأجهزة، إذ ستشمل مستقبلا الساعات الذكية والسيارات وغيرها من الأشياء الأخرى.

 Untitled1 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

من الجانب المقابل، فإن أكبر تلك الأجهزة المتصلة من حيث الفئة هي الهواتف المحمولة، والتي تشير الأرقام الحالية إلى وجود أكثر من 10 مليار هاتف متصل

Untitled2 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

زيادة في إجمالي البيانات المتنقلة

إن التوجه الكبير اليوم لإعتماد أجهزة الموبايل ساهم بشكل أو بآخر في نمو إجمالي البيانات المتنقلة، والتي رصدت شبكة سيسكو (Cisco) نسبة الزيادة فيها خلال العام 2012 بحدود 70 بالمئة، أي ما يقارب 885 بيتابايت شهرياً. كما يتوقع أن تنمو البيانات المتنقلة بأكثر من 13 ضعفاً عن حجمها الحالي، لتصل إلى 11.2 إكسابايت بحلول العام 2017، وهذا نتيجة توقعات زيادة الطلب على الخدمات المتقدمة في مجال الإتصالات وخدمات النطاق العريض المتنقل.

النطاق العريض على مستوى المنازل

يعتبر النفاذ إلى النطاق العريض أو الإنترنت من المنزل أحد أهم العناصر التي يركز عليها التقرير، ويتوقع أن تصل نسبة المنازل المتصلة بشبكة الإنترنت إلى 41 بالمئة مع نهاية العام الحالي، منها 28 بالمئة في الدول المتقدمة. كما أن 1.1 مليار من المنازل حالياً لا تمتلك أي إتصال بالإنترنت، وأن 90 بالمئة من تلك المنازل  هي في الدول النامية.

Untitled3 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

أما بخصوص المناطق الجغرافية، فإن المنطقة العربية لا تزال نسب تزود المنازل بشبكة الإنترنت فيها منخفضة نوعا ما، حيث يتوقع التقرير أن تصل إلى  33 بالمئة فقط.

 Untitled4 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

زيادة مستخدمي الإنترنت

مع نهاية العام 2013، سيكون هناك حوالي 2.7 مليار مستخدم للإنترنت على مستوى العالم، أي ما يعني نسبة انتشار بـ39 بالمئة. هذا وستكون نسبة إنتشار الإنترنت في البلدان النامية بنسبة 31 بالمئة، و10 بالمئة بالنسبة للبلدان الأقل نمواً.

كما تتوقع لجنة النطاق العريض أن تصل نسبة إنتشار الإنترنت على الصعيد العالمي إلى 60 بالمئة بحلول العام 2015.

Untitled5 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

كوريا في صدارة القائمة، وقطر نموذج عربي ناجح

بخصوص ترتيب الدول، فإن جمهورية كوريا لا تزال تحتل صدارة الدول الأعلى لمستويات انتشار النطاق العريض في المنازل بما يزيد على 97 بالمئة. أما دولة سويسرا فإنها تتصدر العالم في ما يخص اشتراكات النطاق العريض الثابت لكل فرد، حيث بلغت نسبتها 40 بالمئة. بينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة الرابعة والعشرين من حيث انتشار النطاق العريض في المنازل، كما أنها تحتل المرتبة العشرين في العالم في ما يخص اشتراكات النطاق العريض الثابت لكل فرد. وفي ما يتعلق باستخدام الإنترنت، فهناك الآن أكثر من 70 بلداً يستخدم نصف سكانها الإنترنت أي ما يعني نسبة 50 بالمئة.

هذا وتأتي دولة قطر في المرتبة الثانية بخصوص انتشار النطاق العريض في المنازل، والعاشرة عالمياً،والأولى عربياً بخصوص إستخدام الأفراد للإنترنت وذلك بنسبة 88.1. بنما تأتي كل من الإمارات العربية، والمملكة العربية السعودية في المركز التاسع والعاشر في ما يتعلق بإنتشار النطاق العريض في المنازل بنسبة 72 و66.6 بالمئة على التوالي.

Untitled8 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

Untitled7 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

Untitled9 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

المساواة بين الجنسين كهدف منشود

لأول مرة يسلط تقرير لجنة النطاق العريض الضوء على مسألة الفوارق الجنسية في ما يتعلق بالإستخدام والإنتفاع بالنطاق العريض. وتكشف الأرقام إلى أن 1.3 مليار مستخدم انترنت هم نساء، أي بنسبة 37 بالمئة، في حين يبلغ مستخدمي الإنترنت من فئة الذكور حوالي 1.5 مليار مستخدم، أي ما يعادل 41 بالمئة. وعلى هذا الأساس فإن لجنة النطاق العريض تضع هدفا محددا بحلول العام 2020، والمتمثل في إزالة الفارق بين الذكور والإناث والبالغ حالياً 200 مليون.

Untitled6 تقرير: حالة النطاق العريض للعام 2013

خاتمة

يهدف التقرير بالدرجة الأولى إلى ضرورة تبني الدول لتقنيات الحديثة وضرورة تحسين وتطوير البنية التحية لقطاع الإتصالات بشكل عام والنطاق العريض بشكل خاص، وهذا نتيجة لأن الإنترنت أصبحت من الضروريات القصوى التي تعتمد عليها اليوم باقي القطاعات على غرار القطاع الصحي، والقطاع المالي، والتعليم، والتجارة الإلكترونية، وغيرها من القطاعات كعامل إضافي لتحسين الكفاءة والمردودية، وكذلك زيادة الإنتاجية، وبالتالي المساعد في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.

المصدر: وكالات - وكالة قدس نت للأنباء -