قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها "تتابع متابعة الحثيثة الحادث المأساوي لغرق وفقدان العديد من اللاجئين الفلسطينيين، جراء غرق مركب في عرض البحر قبالة السواحل المالطية الليبية، حيث لقي العديد من المهاجرين اللاجئين الفلسطينيين والسورين حتفهم، فيما تتضارب المعلومات حول عدد المفقودين."
وجاء في بيان صادر الوزارة الليلة، أنه وبتوجيهات من الرئيس أبو مازن بمتابعة الحادث المأساوي، شكل وزير الخارجية رياض المالكي خلية عمل لمتابعة الموضوع من سفارات دولة فلسطين في مالطا – ليبيا – إيطاليا – مصر، للعمل على مدار الساعة للتأكد من المعلومات عن أعداد المفقودين من اللاجئين الفلسطينيين، وتقديم كافة التسهيلات والمساعدة للناجين، والتواصل مع الجهات المعنية الرسمية في كل من مالطا وإيطاليا وليبيا.
وحسب المعلومات الواردة من سفارة دولة فلسطين لدى مالطا، ومتابعتها مع السلطات الرسمية المالطية، أكد السفير قبريل الطويل، أنة تم إنقاذ 147 شخصاً، من بينهم ما يقارب 40 فلسطينياً من اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من سوريا، كما أن هناك 57 مهاجراً تم إنقاذهم من قبل السلطات البحرية الإيطالية، حيث توجه الطويل بعد ساعة من الحادث إلى المستشفى ومركز إيواء المهاجرين، للإطلاع على صحتهم وتقديم المساعدة لهم، ومتابعة أخر التطورات والمعلومات بشأن البحث عن المفقودين الآخرين مع الجهات المختصة المالطية.
وأكدت وزارة الخارجية في بيانها على أنها" سوف تتواصل عبر سفرائها مع الجهات المختصة في تلك الدول، من أجل التأكد من المعلومات المستجدة بشأن الحادث المأساوي، والعمل على تقديم كافة التسهيلات والمساعدات للاجئين الفلسطينيين."
وكانت "وكالة قدس نت للأنباء" علمت من مصادرها الخاصة الليلة الماضية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس( أبو مازن) عقد اجتماع طارئ مع وزير خارجيته رياض المالكي في مقر المقاطعة في رام الله للتباحث حول فاجعة غرق قارب هجرة يقل مئات اللاجئين الفلسطينيين قبالة السواحل الليبية.
وأكدت المصادر المقربة من وزير الخارجية لمراسلها "ان اللقاء مغلق ويتم التواصل خلاله مع معظم سفراء دولة فلسطين حول العالم."
ولفتت المصادر التي فضلت الاحتفاظ باسمها " ان الرئيس عباس من المرجح ان يؤخر جولته الاوروبية بضع ساعات بسبب المأساة التي حصلت للاجئين الفلسطينيين والتي اودت بحياة العشرات وفقدان آخرين في عرض البحر الابيض المتوسط قبالة السواحل الليبية."
يذكر ان قارب هجرة غير شرعية يضم مئات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين غرق في عرض البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا بعد ان تعرض لإطلاق نار، فيما تحدثت مصادر اعلامية عن ان محركات المركب توقفت بمنطقة ما بين مالطا ولمبيدوزا، قبل ان يغرق، وأنه تم إنقاذ حوالي 70 فلسطينيا موجودين الآن بمالطا، ويوجد عدد من المفقودين، فيما كان القارب يقل 375 مهاجرا.
وقال سفير فلسطين لدى ليبيا المتوكل طه إن القارب المنكوب كان انطلق من سواحل الاسكندرية وهو يقل عددا كبيرا من اللاجئين السوريين، اضافة الى عدد من اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا الى ان هذا القارب تعرض عند اقترابه من السواحل الليبية على ما يبدو الى عطب فني فيما واصل رحلته متجها الى شواطىء اوروبا.
واوضح طه ان قبطان القارب اطلق نداء استغاثة لدى اقترابه من الشاطىء بعد ان بدأ القارب بالغرق، مؤكدا بانه حتى اللحظة هناك عددا قليلا فقط من اللاجئين الفلسطينيين غرقوا في هذه الحادثة.
من جانبها طالبت حكومة غزة التي تديرها حركة حماس بتشكيل لجنة تحقيق دولية فى غرق ووفاة مئات اللاجئين الفلسطينيين فى سفينتين إحداها غرقت بين السواحل الليبية وسواحل مالطا، والثانية غرق خلالها قرابة 15 لاجئاً فلسطينياً قبالة سواحل الإسكندرية وغيرها من الحوادث التى وقعت وراح ضحيتها العشرات من أبناء الشعب الفلسطينى.
وقالت فى بيان عقب اجتماعها الأسبوعى يوم الاحد ، إن ما يتعرض له اللاجئون يرسخ سياسة "العار" للعالم الظالم، الذى يتفرج على مأساة الشعب الفلسطينى سواء المحاصرين فى الوطن أو المشردين فى الشتات.
وأكدت استعدادها التام لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، مرحبة بهم فى وطنهم وبين أهلهم فى قطاع غزة ومشددة على كامل الاستعداد لتحمل نفقات حياتهم وتوفير لهم الحياة الكريمة.
وأبدت حكومة غزة استغرابها من الدور الباهت للسلطة الفلسطينية وتحديدا سفاراتها التى من المفترض عليها أن تتابع شئون اللاجئين الفلسطينيين فى كل بلاد العالم، معتبرة أن موقفها - السلطة- غير جاد فى مطالبة المجتمع الدولى وإقراره بحماية اللاجئ الفلسطينى أينما كان والوقوف إلى جانبه وعدم التنصل من المسئولية تجاه ذلك، لأن ذلك واجب وليس منة من أحد.