"عـيدٌ بِـأَيَّةِ حـالٍ عُـدتَ ياعيدُ... بِـما مَـضى أَم بِـأَمرٍ فيكَ تَجديدُ.." هذا هول الحال في مدينة القدس المحتلة حيث المسجد الاقصى المبارك (القبلة الأولى) مع انهماك المسلمين في مختلف انحاء العالم في التحضيرات والتجهيزات لاستقبال اول ايام عيد الاضحى المبارك.
الاحتلال الاسرائيلي يسعى دائما لتحويل الفرحة في قلوب المقدسيين الى حزن، بهدم ومداهمة البيوت واعتقال الأبناء.. ناهيك عن الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى المبارك وتدنيسه من قبل المجموعات الاستيطانية المتطرفة لتصل الى حد رفع العلم الاسرائيلي في باحاته وتأدية الطقوس التلمودية على ارضه الطاهرة...
طقوس دينية..!
بالتزامن مع وقوف أكثر من مليون ونصف المليون حاج بالمشعر الحرام بعرفة، أكبر يوم من أيام الحج حيث قبلة المسلمين والركن المقدس بالفريضة عشية عيد الأضحى المبارك، اقدمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين، على رفع العلم الاسرائيلي في ساحات المسجد الاقصى المبارك، وتأدية الطقوس الدينية الخاصة بهم بداخله... بحماية من شرطة الاحتلال.
حراس وسدنة المسجد الاقصى المبارك وصفوا هذا الاجراء بالاستفزازي والذي يمس مشاعر المسلمين، فما قاموا (المستوطنين) به اليوم وإختيار هذا اليوم بالذات مع تأدية مليون ونصف مليون مسلم لفريضة الحاج لهذا العام هو رسالة "بأنهم قادرون على فعل اي شيء في رحاب المسجد الاقصى".
ويؤكد الحراس لمراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" بان"المستوطنين لا يحترمون الديانة الاسلامية ولا يحترمون المناسبات الدينية الهامة على قلوب المسلمين كافة، ولم تتجرأ قوات الاحتلال عندما رفع العلم الاسرائيلي في رحاب المسجد بان تقوم بأخذه"، موضحين بانه لو كان مقدسي قام برفع العلم الفلسطيني على اسوار المسجد الاقصى او خارجه لـ"قامت الدنيا ولم تقعد" ويتم اعتقال الشاب والاعتداء عليه بالضرب وتوجه التهم بحقه..
ويشدد الحراس على ان قوات الاحتلال تقوم في اعيادهم (اليهودية) بحماية المستوطنين المتدينين بتوفير كافة كل سبل الراحة لهم، "الا اننا كمسلمين يتعمدون قلب حياتنا كمقدسيين لجحيم".
بيوت هدمت...
فبكل مناسبة دينية او وطنية يعيشها سكان القدس تتعتمد بلدية الاحتلال بأن تقدم لهم "هدية" كما يقول الأهالي، وهي قرارات الهدم الذاتي، فقبل يومين أجبرت محكمة اسرائيلية، المواطن المقدسي أسامة الرجبي، على هدم منزله الكائن في بلدة بيت حنينا شمالي القدس، بذريعة عدم الترخيص.
ويقول الرجبي لمراسلتنا إن "محكمة الاحتلال أصدرت أمرها بهدم المنزل (75) متر مربع ، بذريعة أنه غير مرخص وأمهلت العائلة شهرا لهدمه، ورفضت أي استئناف أو تأجيل"، مشيرا إلى أنه حاول استئناف قرار المحكمة والتواصل مع محامين ومؤسسات إلا أن محاولته باءت بالفشل.
وكانت قوات الاحتلال داهمت المنزل عدة مرات خلال أيلول الماضي ودعت العائلة المكونة من خمسة أفراد للإسراع بهدمه، رغم انه "لا بديل آخر يأوي العائلة"، في حين تسلمت عائلة اخرى من بلدة سلوان اليوم الاثنين قرار بهدم منزلها ومساحته 70 متر مربع بمهلة اقل من 30 يوما لتنفيذ القرار.
ويشدد الرجبي، بان عائلته تعيش بظروف نفسية صعبة بسبب فقدان منزلها وان عيدهم مليء بالحزن والاسى على فقدان منزلهم، بسبب اصرار المحكمة الاسرائيلية على الإسراع بهدم المنزل وتحويل حياتهم لجحيم وقتل الفرح بقدوم العيد واستقبال المهنئين بالمنزل، مما اضطر العائلة للإقامة مؤقتا في منزل احد الاقارب .
أهالي الاسرى..
واما اهالي الاسرى المقدسيين فبعد زيارة ابنائهم في سجون الاحتلال، لا يرون فرحة بهذا العيد او اي اعياد اخرى لفراق الاحبة..
ونقلت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" عن الاهالي خلال زيارة ابنائهم في سجن "جلبوع" قولهم..." اليوم هو عيدنا عندما نرى ابنائنا من خلف الزجاج العازل.. وتتغنى اسماعنا بأصوات أبنائنا وازواجنا عبر الهاتف اللاسيلكى، ولكن فرحتنا منقوصة لأنهم ليسوا بيننا نبتعد عنهم بعد 45 دقيقة لننتظر بعد اسبوعين يتجدد اللقاء المنقوص للاطمئنان عن اوضاعهم الصحية."
اطفال أهالي الاسرى المقدسيين فضلوا ارتداء زي العيد في هذا اليوم ليشعروا بوجودهم بين آبائهم واشقائهم وبان اغلى الناس قد شاهدهم في هذه المناسبة قبل الجميع.. فيما تقدم الاسرى المقدسيين في "جلبوع" ببرقيات التهنئة لعائلاتهم بحلول عيد الأضحى، مؤكدين بان فرحتهم لا تكتمل الا بتحريرهم والعودة الى احضان عائلتهم..
الاسواق والاسعار..
وعن الحالة الاقتصادية، فشهدت اسواق القدس إرتفاع غير مسبوق في اسعار البضائع والسلع باضعاف عن الايام العادية، الا ان المواطنين مقبلين على الشراء لما تيسر من احتياجات لرسم السعادة على وجوه أطفالهم...
وتقول السيدة خديجة لمراسلتنا:" بان لديها 4 ابناء والوضع الاقتصادي متوسط، ولكنها خلال تجولها في اليومين الماضيين بالاسواق لشراء ملابس واحذية العيد لابنائها تفاجئت بارتفاع الاسعار بشكل جنوني"، موضحة بان هذا لا يتناسب مع وضعها الاقتصادي المتوسط الا انها حاولت ان تقوم بشراء ملابس باسعار مقبولة عن "البسطات".
ويقول الشاب محمد :" بأن اسعار القدس بإرتفاع غير طبيعي، ان كان في محلات اللحوم أوالفواكه أوالخضروات، فاصحاب تلك المحلات لا يراعون الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المدينة".
وبين " بان الكثير من الأسر المقدسية خرجت من تحضيرات العديد من المناسبات منها السنة الدراسية، وقبلها عيد الفطر"، مؤكدا بان" اصحاب المحلات يستغلون المواطن في تلك المناسبات برفع الاسعار ولكن هذا العام ارتفاع الاسعار يختلف اختلاف كلي عن باقي الاعوام السابقة".
هذا الحال في مدينة القدس رصدته عدسة "وكالة قدس نت للأنباء" واعدت هذا التقرير..
تصوير: ديالا جويحان