"القدامى" في اول عيد خارج السجن..(كنا وراء الشمس وانتقلنا الى الحياة الحقيقية)

يعد عيد الأضحى المبارك هذا العام ، هو العيد الأول الذي يمر على العديد من الاسرى الفلسطينيين المحررين الذين تم الأفراج عنهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي ، في الدفعة الأولى من الأسرى (القدامى) في شهر اغسطس الماضي من العام الجاري ، بعد ان امضوا زهرات عمرهم خلف القضبان ، فيما ينتظر الاف الاسرى داخل السجون لحظة الحرية بفارغ الصبر .


الاسير المحرر نهاد جندية40) عاما) ، يعبر عن سعادته الكبيرة كونه يعيش اجواء اول عيد عليه بعد خروجه من السجن ، ويقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" رغم المآسي التي عشناها كأسرى والظروف الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة ، نجد شعبنا يحول الاحزان الى افراح ".

ويضيف جندية الذى كان برفقة خطيبته داخل احد اسواق غزة لشراء احتياجات العيد " انا انظر الى الاجواء والضجة عشية العيد ، واعود بذاكرتي الى المقارنة مع الايام التي عشتها داخل السجن ، وارى الان نفسي حرا طليقا ، فارق واسع ، انا اشارك ابناء شعبي فرحتهم بالعيد ولمى بشوف الفرح بنسى سنوات السجن وكونه اول عيد بعد الخروج من السجن له طعم خاص ".

ويتابع جندية " الاسير داخل السجن يشارك اهله فرحة العيد بالسرحان والفكر او من خلال الرسائل ، وتقتصر اجواء العيد داخل السجن بصلاة العيد والخطبة وتناول الحلوى مع الاسرى ، وتبادل الزيارات والتهاني بين الاسرى ".

ويوكد جندية انه اندمج بالحياة سريعا بعد خروجه من السجن، ولم يجد صعوبة بهذا الامر ، فهو منذ اليوم الثاني من الافراج عنه خرج للبحر قائلا " انا يمكن اول اسير من دفعتي اندمج بالحياة بسرعة بشهادة اصدقائي الاسرى المحررين الاخرين ، ثاني يوم رحت على البحر ، وشاركت بعد بيومين من لحظة الافراج بفرح لاحد اقربائنا ، وكنت انام خارج البيت عند الاقرباء ، لم اشعر بعقدات في الحياة جراء السجن ".

اما رسالة جندية للأسرى داخل السجون ، فقد دعاهم الى التعالي على الجراح والخلافات التي تحصل بين حركتي فتح وحماس ، والتوحد والصبر والثبات حتى يأتي موعد حريتهم " .

ويكمل " انا متفائل الرئيس الفلسطيني ابو مازن دائما يوكد على ضرورة الافراج عن الاسرى ، ويوجد حديث للأفراج عن دفعة ثانية من الاسرى ما قبل اسلوا ، وهذا يبعث بالأمل بخروج الاسرى من داخل السجن ، ويرسم الامل على وجوه ابنائهم وذويهم ، ان شاء الله الفرج قريب لكل الاسرى ".

ويقول جندية " ان واقع القضية الفلسطينية صعب ، ظننت ان بعد الربيع العربي سوف تكون الظروف افضل ، لكن الربيع طلع مش ربيع ، واثر بالسلب على القضية الفلسطينية ، بالإضافة للانقسام ، ان شاء الله بتوحد الشعب ويستقل القرار الفلسطيني بعيدا عن كل اجندات خارجية ".


بدوره يقول الاسير المحرر محمد حمدية (41 عاما).. " يوجد فارق كبير بين اجواء العيد داخل السجن و خارجه ، انت تنتقل من عالم صغير الى العالم الحقيقي الكبير ، الاسرى داخل السجون يكونوا وراء الشمس حياتهم صعبة للغاية ، ومعزولين تماما عن الحياة".

ويوضح " لا يوجد فرحة بالمعني الحقيقي داخل السجن ، الأسير يكون بعيد عن اهله واحبته ، ولكن يمكن ان نقول يوجد طقوس للأسرى بالأعياد ، وتقتصر على خطبة وصلاة العيد تحت بصر حراس السجن ، ولمدة ربع ساعة فقط ثم يعيد الاسرى على بعضهم البعض ، ويعود كل اسير الى غرفة سجنه ".

ويوجه حمدية رسالته الى الاسرى بعدم اليأس واليقين بموعد الحرية القريب ، مهنأهم بعيد الأضحى المبارك ، قائلا " ان الفرج موعدكم وان السجن والسجان الى زوال مهما طالت السنوات ، اتمنى ان تصلهم رسالتنا وان يسمعوا صوتنا فنحن نقول لهم انتم بالقلب منا ".

ويوضح حمدية في حديثه مع مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بانه رغم الفارق الكبير بين حياة السجن والحياة الحقيقية الا انه لم يجد صعوبة بالاندماج بالحياة ، لان الاسير عندما يخرج يكون بين اهله وشعبه ، "رغم وجود صعوبات بيروقراطية لكن يتم التغلب عليها ، وكل ذلك توفيق من الله "، موكدا انه يمارس حياته بشكل طبيعي وهو مستمر في عملية الاندماج بالمجتمع .

ويرى الاسير المحرر ان الواقع الفلسطيني صعب جدا مضيفا " ان الوضع الحالي لا يسر صديق ويشمت الاعداء ، يجب انهاء الانقسام الذي بات يتغلغل داخل طبقات المجتمع ولم يعد يقتصر على الاحزاب ، الوضع الحالي خطيرة جدا ، ويجب على كل شريف ووطني ان يعمل على انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ".

ويوضح " رغم الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني جراء حالة الانقسام ، الا انني لم اتفاجأ بالواقع بعد خروجي من السجن ،كنت متابع للأحداث ، لكن الوضع مؤسف جدا ولا يرتقي الى تضحيات الاسرى ولابد من تحقيق الوحدة الوطنية ".


ودعا حمدية حركتي فتح وحماس الى التوحد ونبذ الخلافات ، والالتفات لمعاناة الاسرى والقدس والقضية الفلسطينية والى معركة تحرير الوطن .


و الاسيران حمدية وجندية ، من سكان حي الشجاعية شرق غزة ينتميان إلى حركة فتح اعتقالا بتاريخ 4/7/1989م، بعد ان نفذا عملية قتل جندي داخل اسرائيل وامضيا (23) عاما داخل السجن .

وافرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عنهما في الدفعة الأولى من الأسرى القدامى في شهر اغسطس الماضي من العام الجاري ، والتي ضمت (11) أسيرا من الضفة الغربية و(15) أسيرا من قطاع غزة، وشملت هذه الدفعة أسرى معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو التي وقعت بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام 1993، باستثناء (أسير واحد) أعتقل أوائل انتفاضة الأقصى عام 2001، وينتمون لفصائل وطنية وإسلامية مختلفة.
 

هذا ويصادف يوم الجمعة القادم رابع أيام عيد الأضحى المبارك، الذكرى السنوية الثالثة لصفقة "وفاء الأحرار" التي ابرمت بين حماس واسرائيل برعاية مصرية والتي حرر بموجبها 1027أسيرا وأسيرة مقابل اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -