في ظل التغيرات الاقليمية الحادث في الإقليم العربي يشهد قطاع غزة تغيرات سياسية واقتصادية نظرا لارتباط القطاع بالأحداث السياسية الثورية العربية .
حيث يعاني قطاع غزة منذ توالي الحكومات السابقة من أزمات اقتصادية في شتى الجوانب ولكن ليس بالقدر والحالة الموجودة في الوقت الحالي ، ويرجع ذلك لأسباب كثيرة أبرزها نتيجة الربط الاقتصادي بين الاقتصاد الفلسطيني والاسرائيلي والحصار الاقتصادي الذي فرضته اسرائيل علي القطاع بعد الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الاخيرة .
لعل أبرز ملامح الازمة الاقتصادية التي يعاني منها القطاع تتمثل في افتقار السوق الغزي من أغلب المنتجات والسلع الضرورية واليومية وبالإضافة لممارسة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين سياسية تقليص الخدمات تحت حجج وذرائع واهية مثل ضعف التمويل الخارجي للأونروا بينما أزمة الوقود التي تشكلت بعد اغلاق الانفاق التي كانت تشكل الشريان التاجي لشعب بغزة .
بيمنا الواقع السياسي لا يختلف كثيرا عن الوضع الاقتصادي فالوسط السياسي الفلسطيني يعاني من أمراض جسيمه ومزمنة تتمثل في انشغال كل طرف سياسي فلسطيني في أجندة خاصة والارتهان للموقف السياسي العربي وما تفرزه التغيرات والثورات العربية من مخرجات وانظمة جديدة ، ومن جانب أخر يعتبر الانقسام الفلسطيني السبب الرئيس الذي أدي الي هزة أرضيه في الوسط السياسي الفلسطيني وبالتالي أدي ذلك الزلازل الي بعد وفصل كل بقه جغرافية من شطري الوطن فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة عن الاخرى سياسياً واقتصاديا .
فان الواقع الحقيقي للقضية الفلسطينية بشكل عام و في الوقت الحلي يتسم بالضعف والتشتت والهزل لأسباب داخلية و أخري خارجية .
داخلية متمثلة في عدم المقدرة علي أتمام المصالحة الفلسطينية التي تعتبر بوابة النصر وقبلة الانتصار علي كافة المحاولات الغادرة التي تسهم في أحدث الوقيعة بين الطرف الفلسطيني والاطراف الأخرى في حين التمسك بخير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الخارجة عن الاجماع الوطني وانفراد قطب فلسطيني بإدارة هذا الملف مما أدي بطبيعة الحال الي ضعف القضية الفلسطينية وخنوع الفريق التفاوضي الفلسطيني لمطالب الفريق التفاوضي الإسرائيلي و الي الهث وراء سراب وهمي وحلم مظلم الذي يدعى الدولة الفلسطينية المؤقتة علي حدود عام 1967
أما الاسباب الخارجية التي أدت لضعف القضية الفلسطينية ، اكتفاء الدول العربية بشكل عام بالادانة و بشجب و الاستنكار مما أدي لتزايد الصهاينة من حماقتهم وأفعالهم وتدنيسهم للمسجد الأقصى ومقابلة ذلك بالصمت العربي تجاه تهويد القدس أمام أعين العرب ولا أحد يستجيب في حين قطاع غزة يكاد يغلي علي هذا المشهد البشع الذي لا يتحمله الانسان وهو يرى الجندي الاسرائيلي يقتحم المسجد الاقصى ويطلق النار علي المصلين في المسجد الاقصى و يقوم بالتنكيل بهم .
تجدر الاشارة في ختام المقال الي ان كل المحاولات الفاشلة و الأزمات السابقة سواء كانت اقتصادية أو سياسية التي مورست وما زالت تمارس تهدف لهدف واحد الا وهو تركيع الشعب الفلسطيني والمجتمع الغزي علي وجهة الخصوص لأنه الورقة والحلقة الاصعب ،
فهم يردون قطاع غزة رفع الورقة البيضاء أي ورقة الاستسلام ليقوموا بممارسة الوحشية لفرض الوقاحة عليه ، ولكن بفعل شجاعة وصمود قطاع غزة قابل القطاع هذه السياسية برفع الورقة الأحمر وهي ورقة الايباء والصمود والتحدي والتي تعني ورقة طرد كل المحولات الفاشلة والعبثية التي تنال من استقرار القطاع