ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين التى بدأت قبل أربعة أشهر توشك على الانفجار عقب مطلب إسرائيلى بنشر جيش الاحتلال فى غور الأردن، فيما يرفض الفلسطينيون ذلك بشدة.
وأفادت الصحيفة، فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن الأزمة تتمحور حول مطالبة إسرائيل أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ومرابطة القوات الإسرائيلية بشكل دائم على الحدود مع الأردن، فيما يعتبر الفلسطينيون ذلك مساسا بسيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية لا يمكنهم التسليم به.
وبحسب الصحيفة، طالب الفلسطينيون إسرائيل برسم خريطة الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن إسرائيل رفضت هذا الطلب قبل أن يتم حل المسألة الأمنية، وكيف ستتمكن من حماية حدودها.
ونشرت "معاريف" بعضا من تفاصيل جلسة المفاوضات الأخيرة، لافتة إلى مطالبة السلطة الفلسطينية بتواجد قوات لها فقط فى غور الأردن وعلى طول الحدود بين الضفة الغربية والأردن كباقى الدول، فيما رفضت إسرائيل هذا الطلب بشدة وأبلغت الفلسطينيين بأنه "نحن مستعدون لمنحكم دولة منزوعة السلاح".
ورد الوفد الفلسطينى، بحسب الصحيفة، بعبارة "ما هو معنى الدولة منزوعة السلاح؟!" فرد الإسرائيليون أن الدولة منزوعة السلاح تعنى بأننا سنسيطر على مجالها الجوى وحركة الملاحة البحرية، ونسيطر كذلك على المعابر الحدودية، وبرروا ذلك بأنهم يرون ما يحدث من حولهم، ولا يودون الانتحار ولا يريدون أن ينشأ وضع تكون فيه تحالفات بين دول وحدود مخترقة.
وأضافت الصحيفة أن الفلسطينيين أجابوا أن دولة مع حدود كهذه ليست دولة ولا حتى سلطة حكم ذاتى، وهددوا بترك قاعة الجلسات، وقالوا "نريد سيطرة على حدودنا وعلى مطارنا وميناء بحرى خاص بدون إشراف من جانب إسرائيل".
وأشارت، نقلا عن المفاوضين الفلسطينيين، أن عرض رئيس الوزراء الإسرائيلى الراحل "مناحم بيجن" كان أسخى من هذا العرض، مشيرين إلى أنهم يفضلون الوضع القائم على دولة منزوعة السلاح تعيش داخل قفص مغلق وهى بذلك تكون أسوأ من الحكم الذاتى.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين سياسيين إسرائيليين القول إن نتنياهو أدخل نفسه فى طريق مسدود من خلال طلبه لدولة منزوعة السلاح وهذا فشل منطقى وعملى وبمثابة ذر للرماد فى العيون، إذ من يضع شرطا كهذا فلن يتوصل إلى شىء".
وأضاف هؤلاء المسئولون "إنه عندما تمنح الفلسطينيين دولة منزوعة السلاح فإنك تتخلى عن حدودك، وإذا كنت لا تريد التخلى عن الأمن والحدود فإنك لا تستطيع منحهم دولة، ونتانياهو بدأ يدرك أن المفاوضات انكسرت قبل أن تبدأ".
وكان نتنياهو قد تطرق إلى الموضوع خلال خطاب ألقاه فى الكنيست أمس قال فيه "إن الاعتراف بإسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودى يعنى الانصراف المطلق عن ما يسمى بحق العودة ونهاية المطالب القومية الأخرى للفلسطينيين على أراضٍ وسيادة دولة إسرائيل، وهذا عنصر مهام من أجل المصالحة الحقيقية والسلام الثابت والدائم".