توافق اليوم الثامن عشر من شهر أكتوبر/تشرين أول 2013 الذكرى السنوية الثانية لصفقة وفاء الأحرار التي تم بموجبها الإفراج عن نحو 1050 أسيرًا فلسطينيًا، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية "جلعاد شاليط"، بعد الاحتفاظ به لنحو خمس سنوات.
وأسرت المقاومة الفلسطينية "كتائب القسام، جيش الإسلام، ألوية الناصر صلاح الدين" جندي المدفعية الإسرائيلية جلعاد شاليط، خلال عمليةٍ نوعية لموقع كرم أبو سالم العسكري ومحيطه شرق محافظة رفح جنوب قطاع غزة، صباح الخامس والعشرين يونيو 2006، أطلق عليها "الوهم المتبدد".
وعلى إثر العملية النوعية للمقاومة، شن جيش الاحتلال سلسلة عمليات عدوانية ضد قطاع غزة، من قصفٍ بري وجوي وبحري، خاصة للمناطق الحدودية الشرقية لخان يونس ورفح، أدت لاستشهاد وإصابة المئات، بالتزامن مع عملية مفاوضات شاقة استمرت حتى تنفيذ الصفقة بوساطة مصرية عام 2011.
وخلال المفاوضات عقدت صفقات جزئية مثل الإفراج عن 20 أسيرة مقابل بث دقيقتي فيديو لشاليط تثبت أنه على قيد الحياة، والإفراج عن 3 أسرى سوريين أيضًا، لتحصل محصلة الأسرى المحررين مقابل شاليط إلى 1050 أسيرًا بينهم المئات من أصحاب المؤبدات، وقادة الفصائل والعمل المقاومة.
بنود ومجريات الصفقة
وتقضي الصفقة التي وقعت برعايةٍ مصرية أن تقوم المقاومة الفلسطينية بتسليم شاليط على أن تطلق إسرائيل "1027 أسيرًا فلسطينيًا" من سجونها، وتشمل كذلك الصفقة كل الأسيرات الفلسطينيات وعلى رأسهن أحلام التميمي.
وشملت الصفقة قيادات فلسطينية يخضعون لمحكوميات عالية في السجون الإسرائيلية تصل إلى" 745 عامًا"، وتتضمن أيضًا الإفراج عن أقدم سجين فلسطيني محمد أبو خوصة، وأسرى من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة وأسرى من فتح وحماس وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وأسرى من الجولان ومسيحيين.
وعلى الرغم من تلك الشروط لم تشمل الصفقة القيادات البارزة ك "مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعبد الله البرغوثي وحسن سلامة" الذين كان من المتوقع أن تشملهم الصفقة.
وتعتبر الصفقة أضخم ثمن دفعته إسرائيل في مقابل جندي واحد، كما أنها باهظة جدًا من الناحية الأمنية والعسكرية لأنها تشمل إطلاق أسرى قتلوا" 570 إسرائيليًا" ما حدا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقول بآن الموافقة على الصفقة هو أصعب قرار اتخذه في حياته.
مجريات التبادل
وبدأت عملية تبادل الأسرى صبيحة يوم الثلاثاء الثامن عشر أكتوبر/ تشرين ثان، حين قامت إسرائيل بالإفراج عن "477 أسيرًا فلسطينيًا" وتسليمهم إلى الصليب الأحمر الدولي، فيما قامت حماس بتسليم جلعاد شاليط - الذي أصيب بصدمة تحرمه من خوض أي قتال مستقبلي إلى مصر عبر معبر رفح- إيذانًا ببدء عملية التبادل.
وأفرجت إسرائيل عن "550 أسيراً فلسطينياً" في 18 ديسمبر/كانون أول 2011 استكمالاً للصفقة، وتوجه "505 أسيرًا" منهم إلي الضفة الغربية فيما توجه 41 إلي قطاع غزة .
ووفقا لأخر الاحصائيات، فما زال يقبع فى سجون الاحتلال "5200 أسيرً فلسطينيًا" موزعين على "17 سجنًا ومعسكرًا ومركز توقيف"، ويعيشون ظروفًا لاإنسانية ومخالفة للقانون الدولي الإنساني والاتفاقات الدولية فى هذا الشأن.
ومازالت المقاومة تسعى بطرقٍ مُختلفة لتحرير ما تبقى من أسرى داخل السجون الإسرائيلية، ومن بين تلك الوسائل حفر الأنفاق لأسر جنود إسرائيليين عبرها، وهي السياسية والأسلوب الخفي الذي تعمل به المقاومة، فيما أعلنت قوات الاحتلال ضبطها لنفقٍ متطور وصفته بالأخطر مؤخرًا شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، ليصبح النفق الثالث الذي يتم ضبطه على حدود القطاع خلال عام 2013.
تجسيد لإرادة المقاومة
واعتبر موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن صفقة وفاء الاحرار" مع "إسرائيل" جسدت إرادة المقاومة فى تحرير الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وقال أبو مرزوق فى كلمة له نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": إنّ" اليوم ذكرى صفقة وفاء الأحرار التى جسدت إرادة المقاومة فى تحرير أسراها، خمس سنوات من التفاوض لتحرير الأسرى وإطلاق الجندى الإسرائيلي جلعاد شاليط بعد أن حطم أسره صورة جيش بأكمله".
وأضاف" لمن يسأل عن الربح والخسارة فى صفقة وفاء الأحرار أقول لقد شاهدت فى هذا اليوم ١٨-١٠ وجوه مستبشرة لرجال القسام، وهم يسلمون شاليط لرجال المخابرات المصرية، بعدما بذلوا جهدًا استثنائيًا لإنجاح الصفقة".
وتابع أبو مرزوق "ووجوم على وجه شاليط ومن كان في استقباله على الجانب الآخر وفرحة بنصر الله وفتح قريب على وجوه أبطالنا الأحرار، وهذه اللحظات كان جل فكرى فى بقية الأسرى الذين دفعوا حريتهم من أجل حرية الوطن والوعد بكسر القيد عنهم والعهد بتحرير فلسطين معهم".
خطاب لهنية
بدوره، قال المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة في غزة طاهر النونو إن رئيس الوزراء إسماعيل هنية سيلقي خطاباً هاماً في ذكرى صفقة "وفاء الأحرار".
وأوضح النونو في تصريح لوكالة "الرأي" الحكومية، أن خطاب رئيس الوزراء سيتناول قضايا تتعلق بالمتغيرات الداخلية والخارجية على الساحة الفلسطينية.