هنية: من حق مصر إتخاذ إجراءاتها الأمنية ولكن ليس على حساب غزة

أكد رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، أن ملف الأسرى سيبقى مفتوحاً ولن يغلق إلا بتحريرهم جميعاً من السجون الإسرائيلية.

 

وناقش رئيس الوزراء هنية خلال كلمة له بالذكرى الثانية لصفقة وفاء الأحرار، بحضور قيادات وكوادر حركة حماس وحكومة غزة، وكذلك قيادات الفصائل والقوى الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني، وشخصيات فلسطينية وطنية وشعبية، عدد من القضايا وهي:

 

قضية القدس والأقصى..

حيث أكد هنية على مراقبته باهتمام بالغ وبمشاعر القلق ما يجرى في القدس والاقصى وما يدور حولهما من كيد وتهويد ومؤامرات ومهادنة ومساومة وتنازلات، فالأقصى يتعرض لخطة ممنهجة تهدف الى السيطرة عليه وتغيير معالمه، والقدس اليوم تعاني من التهويد والتهجير والطرد.

 

ودعا الشعب الفلسطيني الى شد الرحال الى المسجد الاقصى والرباط فيه عبادة وحماية وتصدياً لجرائم الاحتلال، وكذلك إلى تجديد الانتفاضة الجماهيرية في الضفة وانطلاق المقاومة الفاعلة فيها.

وطالب هنية شعوب الأمة بالبدء بالاستعداد لانتفاضة الاقصى الكبرى من طنجا الى جاكرتا، وتحديد فعاليات مشتركة على مستوى الأمة كلها نصرة للقدس وفلسطين، وكذلك الاحتلال بالكف عن المساس بالقدس والأقصى لأن النيران التي ستندلع وغضب الشعب والقيادة اكبر من قدرته على الاحتمال.

 

المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية..

أكد هنية أن الاحتلال هو الذي يستثمر هذه المفاوضات ويستغلها لتعزيز علاقاته العامة مع المجتمع الدولي لتحسين صورته، واستنزاف مواقف المفاوض الفلسطيني وسقوفه السياسية، وكغطاء لممارساته وإجراءاته العدوانية خاصة التهويد والاستيطان وتدنيس الأقصى والسعي لتقسيمه.

 

ودعا إلى الحفاظ على القدس وعدم التفريط بالحقوق وعلى رأسها حق العودة وهذا يتطلب وقف المفاوضات وتجاوز نهج أوسلو، والبحث مع القوى السياسية في ايجاد استراتيجية وطنية جديدة تقوم على تكامل الرؤى والوسائل وتكون أنجع في مواجهة الاحتلال وفي تحقيق الطموحات الوطنية.

 

وطالب هنية القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية إلى الاحتشاد الوطني في مواجهة مخاطر المفاوضات مع الاحتلال وأي تسويات محتملة معه، وإلى بناء استراتيجية وطنية فلسطينية، وبحيث تشمل هذه الاستراتيجية كافة الخيارات المتاحة وكل الوسائل الممكنة، داعياً الدول العربية رغم انشغالها بملفاتها الداخلية الى حماية مواقف الأمة الثابتة في القدس وفلسطين وتكثيف العمل في التصدي للسياسات الإسرائيلية.

 

وشدد هنية على عدم القبول بأقل من القدس كاملة وقيام الدولة الفلسطينية على أساس دولة كاملة السيادة مع عودة اللاجئين وحقهم في العيش داخل وطنهم ورفض كل مشاريع التوطين والوطن البديل، وسوف يتصدى شعبنا بقوة لأية مشاريع سياسية يمكنها ان تحل ولو جزءً من مشكلات الشعب الفلسطيني على حساب الاردن او سوريا او لبنان او على حساب سيناء كما يروج البعض زوراً وبهتاناً، وليشهد العالم أجمع أن فلسطين كانت وستبقي هي فلسطين، وليست هناك من ارض يمكن ان تكون بديلاً عنها.

 

المصالحة الوطنية..

جدد هنية التأكيد على موقف الحركة من المصالحة وانهاء الانقسام على أساس كل ما تم الاتفاق عليه وبما لا يدع مجالاً للتأويل والتشكيك، مؤكداً بأن المصالحة هي الخيار والقرار من اللحظة الاولى ولا تغيير في مواقفنا، ونحن مع انجازها بأسرع وقت ممكن، ومع أي خطوات ومبادرات عملية تقود إلى مصالحة حقيقية

 

أكد هنية ضرورة البحث العملي في آليات تطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام مع التركيز على الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية وتوفير الأجواء الداخلية والحريات العامة اللازمة لإجرائها، داعياً الرئيس عباس الى سرعة تشكيل الحكومة بناءً على ذلك.

 

ودعا الى تفعيل لقاءات الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية الى حين انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة التنفيذية للمنظمة، مؤكداً ضرورة التفاهم والتوافق على البرنامج الوطني وادارة القرار السياسي الفلسطيني والبرنامج النضالي لمواجهة الاحتلال ومقاومته والتصدي لممارساته العدوانية ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا بكل الوسائل والاشكال المتاحة.

 

حماس وما يجري حولنا في المنطقة العربية والإسلامية من أحداث وتطورات..

قال هنية "نحن في الحكومة كما في حماس أقمنا منذ البداية علاقات سياسية مع كل الدول العربية والإسلامية، باعتبارها العمق الاستراتيجي للقضية والشعب الفلسطيني، وحرصنا على التوازن في هذه العلاقات والانفتاح والتواصل مع الجميع، ولم نصطف مع دولة ضد دولة أو محور ضد آخر، وذلك انطلاقاً من حرصنا على وحدة الموقف العربي والإسلامي".

 

وأضاف "نلتزم من حيث المبدأ والتزاماً بموقفنا الأخلاقي مع الشعوب وحقها في الحرية والكرامة، وضد ما يؤدي إلى سفك دمائها من أي طرف كان ودعونا وما زلنا – من باب النصح والحرص-  إلى اعتماد الحلول السياسية والتفاهمات الوطنية الداخلية التي تحقق تطلعات الشعوب ومصالح الجميع في الدولة الواحدة وتعزز الصف الوطني وتجنبه ويلات الخلافات والصراعات".

 

وشدد هنية على الموقف الثابت برفض أية تدخلات خارجية في شؤون الدول العربية والإسلامية، ورفض أي عدوان على أي دولة منها، وعلى ضرورة الابتعاد عن الاستقطاب أو الصراع الطائفي والمذهبي لتظل الامة موحدة في أقطارها الوطنية وشؤونها الداخلية وموحدة كذلك خلف فلسطين في معركة الجلاء والتحرير.

 

ودعا الرئيس عباس وحركة فتح والسلطة إلى التعاون المشترك والعمل معاً من أجل تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في تلك الساحات وما يعانونه جراء الأزمات في تلك الدول، لأنها مسؤولية وطنية مشتركة.

 

وحول تغيير علاقة حماس مع بعض الدول وعدم إيجاد مأوى لكوادرها، أوضح أن كل ذلك هو محض افتراء وأكاذيب ، وتعبر عن أمنيات أصحابها تجاه الحركة، فالحركة موحدة في مواقفها وقراراتها القيادية، والحركة فخورة بما أخذته من مواقف وسياسات بما فيها موقفها من شعوب الأمة في ربيعها، وهي تعتز بهذا الموقف المبدئي والأخلاقي.

 

العلاقة مع مصر..

قال رئيس وزراء حكومة غزة هنية، "لسنا طرفاً في أية حوادث جرت أو تجري في سيناء ولا في غيرها، فنحن لا نعمل إلا في ساحتنا الفلسطينية ولا نوجه بنادقنا الا ضد العدو الصهيوني فقط"، داعياً الاجهزة القضائية في مصر الى تزويدنا بأية معلومات لمتابعتها ولإزالة أية هواجس مع التأكيد بأن ما يجرى محض اتهام يفتقد الى الدليل.

 

وأضاف هنية "سنظل حريصين على تجنب أي شيء يؤدي إلى توتير الأجواء مع أشقائنا في مصر ومع أية دولة عربية أو إسلامية"، داعياً المسؤولين في مصر والمؤسسات السياسية والإعلامية إلى وقف حملة التحريض والاتهام والتهديد الموجهة ضد غزة وحماس ووقف الاجراءات التقييدية.

 

الوضع الاقتصادي والانساني في القطاع..

حمل هنية الاحتلال الاسرائيلي المسئولية الكاملة عن هذا الحصار وتداعياته ونسجل خرقه للقوانين الدولية، مما يشكل معه جريمة ضد الانسانية، داعياً لإعادة فتح المعابر كافة وادخال جميع احتياجات القطاع وخاصة مواد البناء والمواد الخام وفق ما تكفله القوانين الدولية.

 

دعا الشعب الفلسطيني وأبناء أمتنا والمتعاطفين من أحرار العالم في أوروبا وغيرها الى الاستمرار في فعاليات كسر الحصار وتطويرها، والأشقاء في مصر لإعادة فتح معبر رفح بصورة كاملة للحركة التجارية والأفراد كإجراء سيادي مصري لنستغني عند ذلك عن الأنفاق، فالهدف هو ضمان الحياة الكريمة لأهلنا في غزة بعيداً عن الحصار.

 

وشدد هنية على أنه من حق مصر اتخاذ الاجراءات التي تراها مناسبة لحماية امنها على الاَّ ان تكون هذه الاجراءات على حساب غزة ومقاومتها الباسلة ولا بد من انهاء الحالة الراهنة ووضع الترتيبات السريعة لمرور الافراد والبضائع بين مصر وغزة بما يحقق مصالحنا المشتركة.

 

وطالب الجامعة العربية ومنظمة الامم المتحدة الراعية للسلم الدولي ومنظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني واحرار العالم الى ادانة الحصار الإسرائيلي على غزة، داعياً كل من يستطيع الى رفع الدعاوى القانونية أمام المحاكم الجنائية الدولية ضد الاحتلال الاسرائيلي لما يقوم به من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني الاعزل.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -