نسألكم الرحيلا

اي جريمة هذه التي ترتكب بحق ابناء شعبنا الفلسطيني قي سوريا والتي نتشارك فيها مع ابناء شعبنا العربي السوري الأبي، فوجعنا واحد وألمنا واحد،كارثتنا مشتركة،عشنا معا في السراء والضراء،لكني اردت التوقف مليا امام الجريمة الماثلة امام اعيننا الآن بحق مخيماتنا،وبحق اهلنا وابناءنا الذين شردوا وهجروا من مخيماتهم الآمنة،من مخيم اليرموك عاصمة شتاتنا،من مخيم الشهداء الذي قدم الآلاف من شبابه قرابين بنفس رضية من اجل تحرير فلسطين،من المخيم الجميل الذي كان وجهة للأشقاء وملاذا للأصدقاء،من مخيم الصمود الذي لفظ كل الاغراءات التي حاولت اجتذاب شبابه الى الخارج البعيد والحياة الهادئة،وافراغه من طاقاته المذهلة وطنيا وعلميا واقتصاديا وفنيا،للقضاء على حلمنا بعودتنا الى حيفا ويافا وصفد والناصرة وباقي مدننا الجميلة،ما الذي يدفع بتلك الأسر الكريمة الى المغامرة بأرواحها وأرواح أطفالها الى الهلاك؟؟في مقامرة مميتة؟؟ممتطين امواج البحر العالية في سفن بالية....احتمال الغرق فيها والخطر المحدق اكبر بكثير من أمل الوصول الى بر الأمان....وأي أمان؟؟؟

هل هناك عاقل يظن بأن أيا كان أبا أم أما يغامر بحياته وحياة فلذات أكباده ويفعل المستحيل لجمع تكاليف كفنه وخوض غمار مقامرة شديدة الخطورة من هذا القبيل لو لم ير بأم عينه ماهو اكثر هولا و ايلاما وهلعا ورعبا،محاولا بكل ما استطاع من قوة انقاذ اطفاله واسرته من هول الكارثة التي حلت به وبأبناء شعبه وليس خوفا على ذاته؟نعم يا من تسببتم في تشريد اهلكم واهلنا،نعم يا من اقحمتم مخيم اليرموك في متاهة لانهاية لها الا بتدميره عن بكرة ابيه،نعم يا من كنتم سببا في تجويع اهلكم واهلي،اقول لكل من كان سببا في زج مخيم اليرموك في هذا الصراع الدموي والذي غدا صراعا بين الامم اكبر بكثير مما تفكرون،من سوريا الآن ترتسم خارطة جديدة لهذا العالم وعلى الارض صراع بقاء بين سوريا قوية موحدة وسوريا تابعة مفتتة وبكلمة ادق صراع بين ان تكون سوريا اولا تكون،اقول لمن اعتقدوا او جعلوهم يعتقدوا بأن الطريق الى دمشق يمر من اليرموك،ها انتم قاربتم العام على عملية(تحريركم لليرموك) ولم تتمكنوا من(تحرير)شبر واحد من دمشق،من المؤكد انكم قد حررتم مخيم اليرموك،نعم حررتموه من اهله وابناءه،جعلتوهم فرائس للجوع والعوز بعد ان كانوا اعزاءا كراما في مخيمهم فقراء واغنياء ،تائهون هائمون على وجوههم ينتظرون الفتات من عطايا لا تغني ولا تسمن من جوع نعم هناك حصارلم ولن نرض به لكنه فرض بجريرتكم...............لن نرض به لاهلنا المتبقين في المخيم لكنكم لم تساعدونا لحل هذه الازمة،نعم هناك قصف واشتباك متواصل معظم ضحاياها من اهلنا العزل والذين تنتشرون بين حواريهم وازقتهم،الم تدركوا بعد ماذا فعلتم بنا؟

هل ما تنشدون من حرية وديمقراطية وعدالة ينسجم مع ما فعلتم بمخيم اليرموك؟البقعة الأكثر أمنا وامانا وحيوية ونشاطا في ذروة هول الكارثة التي حلت بالحبيبة سوريا؟؟؟؟الى ان قررتم تحرير المخيم...............هل كان هناك من يفكر بالهجرة الى بلاد الصقيع الا ما ندر من ابناء اليرموك؟؟؟؟ بل من كان يبتعد عن المخيم كيلومترات عدة تتعثر خطاه لأنه لا يعرف العيش الا في عالمه الصغير الكبير(مخيم اليرموك) تراهم الآن بماذا يحلمون؟ يغامرون بكل شيء بأرواحهم بأموالهم في حال تبقى شيئ منها بأطفالهم من اجل تحقيق حلم طالما رفضوه في العيش في بلاد لاتقترب من فلسطين كما الشام،أليس غريبا انه من كان يشجعكم ويستجدي افسادكم لحياديتنا وسكينتنا وأمننا في مخيم اليرموك أن يكونوا(لانهم كثر)من اوائل الهاربين الى بلاد النعيم وهنا لا أقصد ابناء شعبي الذين يغامرون بأرواحهم هذه الايام واضطرتهم الظروف الى التضحية بكل شيئ من أجل انقاذ اطفالهم من هول هذه الجريمة،ألم يصلكم بعد نبأ موت وفقدان المئات من ابناء شعبنا غرقى في اعماق البحر هروبا من الجحيم الذي تسببتم به؟

الم يبلغكم نبأ ورداتنا الثلاث جوليا وسارة واليسار على متن سفينة الموت ماذا فعلت بهن امواج البحر العاتية والغاضبة على فعلتكم؟لقد سمت ارواح جوليا واليسار الى السماء بينما شاءت ارادة الخالق ان تنجي سارة لتبقى شاهدة حية على جريمة غرق اختاها،لتبقى شاهدة على جريمة استباحة مخيمها الآمن،عادت من اعماق البحر لتقول لكم اخرجوا من مخيمي ،يكفي ماجرى لي وخسارتي لأختاي،اريد العودة الى المخيم ولا عودة آمنة اليه بوجود سلاح ومسلحين،لقد جاءتكم سارة لتدق ناقوس الخطر وتبلغكم بأنها تريد العودة الى اليرموك بدون سلاحكم تريدكم معها والى جانبها بدون سلاحكم،أيا كنتم ومن أين جئتم بدون سلاحكم تصدح بصوتها(سوريا يا حبيبتي)لكنها تقول اني بانتظار العودة الى بلدي فلسطين،ولا عودة الى فلسطين دون بقاء مخيم اليرموك رمزا شامخا لهذه العودة،التاريخ لن يرحم كل من ساهم في توريط مخيم اليرموك،التاريخ لن يرحمكم،سارة تريد العودة لليرموك لتستذكر اختاها اللتان لن تغيبا عن عيناها طوال عمرها،لكنها تريد الهدوء والسكينة،تريد ان تتألم بهدوء وتبكي بهدوء وتستذكر شقاءها بهدوء بعيدا عن أزيز الرصاص وهول القذائف بعيدا عن قرقعة السلاح، ان كنتم فلسطينيين ام سوريين لابد لمصيبة سارة ان توقظ فيكم ضميرا نام عند الكثيرين في هذه المحنة،مخيم اليرموك يرحب بكم تلك العبارة يراها الزائر عند مدخل المخيم الذي اصبح ساحة حربية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى،مخيم اليرموك يرحب بكم وبكل زائريه ومحبيه لكن دون سلاحكم ان شئتم وان لم تشؤوا فمن اجل اهلناواهلكم المشردين من أجل اطفالنا واطفالكم الهائمين من أجل المحاصرين من اجل فلسطين ومن اجل انقاذ ما يمكن انقاذه من المخيم مارسوا قناعاتكم بعيدا عنا واحلموا ماشئتم وحلقوا كيفما تريدون في(سماءحريتكم) التي تنشدون لكننا........نسألكم الرحيلا

بقلم / تيسير ابوبكر

عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية