يخرج كعادته بوجه الأجرد وشعرات لحيته المبعثرة ، وسحنته الخالية من أي مسحة إيمانية ، وضحكته الصفراء ، ويوزع ابتسامه تشابه نفث الحية الرقطاء ، طبعا ولا ينسى أن يحمل معه بضع حبات من الحلو رديئا لنع منتهية الصلاحية ، وزجاجة صغيرة من عطر مشابه برائحته لمبيد الصراصير ، تتناسب مع بخله الداخلي المخفي ..
الخسيس بن أشعب البخلاوي ، قاطع لرحمه من الدرجة الأولى يكره كل من حوله، ولكنه وللحق عنده ذكاء اجتماعي يجيد فن التسلق والوصول وركوب موجه الوصول ، ويتسلق لمسئولي الشركات السياسية الاستثمارية المتاجرة بكل شيء ،وبسهولة
بين عشية وضحاها ، تفاجئ أهل المخيم أن بن الأشعب ، والذي كان مشهورا انه ممن لا يلبسون إلا ذات الجلابية والبنطال والسترة ذات اللون الكالح ، ويتظاهر انه يشكر نعمة ربه ، لان الله لا يحب المسرفين – طبعا ولا البخلاء
تفاجئ الجميع انه يمتلك أسطول من السيارات ، وقطع لا باس فيها من الأراضي
وأصبح الناس يحجون إلى بيته ، ومن يريد أن ينال الرضي لابد له أن يطوف ويسعى حول بيته 7 أشواط،
ومن المحزن حقا نلاحظ في الطرف الثاني من المخيم ، أن أرحام وأقارب بن الاشعب ، ينتظرون مساعدات من الشئون الاجتماعية ، أو من لجان الزكاة ، وجمعيات خيرية هنا وهناك
جاء عيد الأضحى هذا العام على أهالي المخيم جريح ، غير مبتسما كعادته ، والحزن يبدو على جبينه وعيناه تقطر دما ودمعا ، على حال شعبنا الفلسطيني المذبوح والمهجر من جديد في اليرموك منتظرا خالد بن الوليد لينهض ، رغم أن رفاته الطاهر ليس بعيد عنهم
وعلى شعب يأن تحت وطأه انقسام على بضعة أمتار مبعثرة في الضفة وغزة ، وكل شيء انقسم على اثنين ، والاثنين فرخوا آحادا وعشرات ، وأحزابا وكل حزب خاصا بما لديه فرحون
وبرجوعنا إلى بن الاشعب ، قاطع رحمه الموحد بدرهمه ، نراه اشتري عجل حنيد فاقع لونه يسر الناظرين وربطه في حوش أرضه الجديدة ليسمع خواره لجيرانه ، والمحتاجين ، ليتلذذ برؤية السائلين ، ويطعم هذا ويحرم ذاك، كل حسب رضي ابن الاشعب ،
ونراه يمسك ورقة ويسجل أسماء من سيناله من نصيب هذا العجل الحنيد ، والورقة تخلو من كل رحم أو قريب ، بل ومحتاج
ووقعت الواقعة وجاء صباح العيد ، وإذ بن الاشعب بالطبع لم يصلى لربه ولم ينحر ، أولا لأنه عزف عن صلاه الفجر والعيد في المسجد لأنه نال ما ناله من نصيبه من الدنيا ، وثانيا لأنه وجد العجل قد التف علي رقبته الحبل ومات ، فوجده متدلي اللسان بوجه بن الاشعب
وشاع الخبر لأرحامه ، وجيرانه ، فقالت عجوز ليس من الأغبرين ولا الشامتين صدق من قال ( مال الخسيس لابليس)