" الأسيرات الفلسطينيات " وذكرى وفاء الأحرار

بقلم: آمال أبو خديجة

من ينسى تلك الفرحة العارمة التي عمت قلوب الفلسطينين أينما وجدوا في الداخل والخارج بما حققته صفقة " وفاء الأحرار" من إنجازات عظيمة بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينين أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات حيث كان يعتبر الإحتلال الإسرائيلي من الإستحالة الإفراج عنهم وأنهم تحت الخط الأحمر المحذور لديهم فجاءت تلك الصفقة لتكون عرساً شعبياً وعيداً وطنياً لن ينساه التاريخ .

لقد إستطاع المفاوض المقاوم الفلسطيني أن يكسر إرادة المحتل من خلال إجباره على الإنصياع لمطالبه التي ضمنت الإفراج عن أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية وذلك من أهم الإنجازات للمقاومة الفلطسينية والحركة الأسيرة وأجمل ما شملته الصفقة الإفراج عن عدد كبير من الأسيرات الفلسطينيات أيضاً معظمهن من المحكومات بالمؤبدات والأحكام العالية .
وللأسف سقطت من الصفقة بعض الأسماء للأسيرات الفلسطينيات بتعمد من إدارة السجون الإسرائيلية بعدم الإفراج عنهن وأغلبهن كن من داخل فلسطين المحتلة عام 48 حيث لم تستجب إدارة السجون الإسرائيلية لنداءات الإفراج عنهن وبقين تحت سطوة السجان الإسرائيلي يقبعن في السجون ويذقن مرارة الألم وخاصة بعد أن تلقين الكثير من الأنباء بأن الإفراج خلال صفقة " وفاء الأحرار" ستكون شاملة لجميع الأسيرات الفلسطينيات فكان للقرار المفاجيء والخبيث لإدارة السجون الإسرائيلية بعدم الإفراج عنهن صدمة نفسية كبيرة عليهن سببت لهن الشعور بالإهمال وزيادة في المعاناة .
ومنذ تحقق صفقة " وفاء الأحرار" وبقاء حوالي خمسة أسيرات فلسطينيات داخل السجون الإسرائيلية لم يتناقص عدد الأسيرات الفلسيطينات بل حسب معلومات لمركز دراسات الأسرى هناك إرتفاع متزايد في عدد الأسيرات حيث بلغن حتى 12 أيار 2013 ثلاثة عشرة أسيرة فلسطينية منهن المحكومات والموقوفات يعانين الكثير من الإهمال والرعاية وعدم الحصول على حقوقهن المشروعة من قبل إدراة السجون الإسرائيلية .كما أن الأسيرات الفلسطينيات لا يحظين بالكثير من الإهتمام الإعلامي والتأيد الشعبي والنسوي للحديث عن قضيتهن والدفاع عن حريتهن فهناك إهمال كبير لقضيتهن والوصف لمعانهتن .
فالأسيرات الفلسطينيات يعانين الآن وحدهن في السجون الإسرائيلية بل إن معانهتن صامته لا يسمعها الكثير ولا يشعر بها إلا أهالي الأسيرات والقليل ممن يهتمون بقضيتهن رغم شدة المعاناة والأنين الداخلي لهن و لا صوت يستجيب لهن إلا الصدى والصمت الدولي والإنساني .
لا بد أن أي صفقة لتبادل الأسرى الفلسطينين تعتبر إنجاز كبير بحق الحركة الأسيرة الفلسطينية رغم أنها لا تشمل جميع الأسرى الفلسطينين، فكل أسير فلسطيني يتحرر بالمقاومة وقهر إرادة العدو الصهيوني هو أنجاز كبير بحق الشعب الفلسطيني رغم بقاء السجون الإسرائيلية تُملأ بالكثير من الأسرى الفلسطينين وأصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات و بقاء بعض الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون، فالأهم هو الحفاظ على التفكير الدائم حول كيفية تحرير كل أسير فلسطيني وإعادته إلى أحضان حريته ولأهله ليعيش حياة الحرية والكرامة والإنسانية لا أن تُنسى قضيتهم ويُقصر فيها شعبياً ليبقى الأسير يناضل وحده لنيل حقوقه وحريته بأمعائه الخاوية.
ورغم أن عدد الأسيرات الفلسطينيات في الغالب داخل السجون الإسرائيلية يكون أقل بكثير من عدد الأسرى فمن الواجب أن يتم التأكيد دائما عند تنفيذ صفقات التبادل بالإفراج عن جميع الأسيرات دون السماح لبقاء أي أسيرة واحده داخل السجون الإسرائيلية والإشتراط المسبق أن لا تتم الصفقة إلا بعد التأكد من الموافقة التامة على ذلك من قبل إدارة السجون الصهيونية ، ومراعاة عدم إبلاغ الأسيرات إلا بعد التأكد التام من تحقق ذلك المطلب حتى لا تصاب الأسيرات المتبقيات في الأسر بالصدمة النفسية والشعور بالإهمال أو التلاعب بالأعصاب والمشاعر كما حدث مع صفقة تبادل وفاء الأحرار .

فالأسيرات الفلسطينيات كما الأسرى أيضاً يحتاجون إلى صفقة مماثلة لصفقة وفاء الأحرار بكل ما فيها من تفاصيل التفاوض والمقاومة لأجل أن تستطيع تحرير كل أسير فلسطيني، فلن يتحرر أسرانا الفلسطينين من خلال تنازلات أو إنتظار النوايا الحسنة للكيان الإسرائيلي بل ما يحتاجه أسرانا صفقة وفاء أحرار جديدة تشفي وتنهي جراح أسرانا ومعاناتهم الدائمة .

آمال أبو خديجة