على حركة فتح أن تتحمل مسئوليتها التاريخية، وأن تعلن موقفاً صريحاً مما نسب إلى بعض قيادتها من حديث خبيث انتشر بعد لقاء ضم وفداً من تيار الاستقلال، وكل من المستشار الإعلامي للحركة، والدكتور خالد هدد المستشار السياسي للحركة، وعدداً من أعضاء حركة فتح.
فقد ذكرت وسائل الإعلام أن وفد حركة فتح في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومكتب حركة فتح في القاهرة، يستنكرون ما تقوم به حركة حماس من أعمال "إرهابية" ضد مصر وشعبها، منوهين إلى ضرورة محاكمة كل من تورطوا فى تلك الجرائم أمام القضاء المصرى العادل، كما أكد وفد حركة فتح أن حركة حماس أوقفت المقاومة منذ سنة 2007.
إن هذا الاتهام الصادر عن مسئولين في حركة فتح لا يشوه حركة حماس فحسب، وإنما يشوه كل الشعب الفلسطيني، ويشوه صورة المقاومة في أذهان المصريين، ويشجع بعض الصحفيين على كراهية الشعب الفلسطيني، فقد نقلت صحيفة اليوم السابع المصرية عن عضو تيار الاستقلال، الدكتور نجيب جبرائيل ما قاله وفد حركة فتح من كلام خطير، وهو ما يلي:
1ـ حركة حماس الفلسطينية ترتكب مجازر بحق الشعب الفلسطينى في قطاع غزة.
2ـ حركة حماس تنتهك حقوق الإنسان التى ترتقى إلى حد جرائم الحرب طبقا للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية.
3ـ حركة فتح لديها وثائق ومستندات وصور وتسجيلات صوتية تثبت تعاون حركة حماس مع جهاز الشاباك الإسرائيلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية"،
4ـ ملايين الدولارات من الشيكل الإسرائيلى تدخل بيوت قيادات حركة حماس شهريا مقابل تعاون الحركة فى تنفيذ المخطط الصهيو أمريكى فى منطقة الشرق الأوسط.
لقد جاءت الاتهامات لحركة حماس عشية اكتشاف نفق مقاومة يمتد عدة كيلو مترات داخل أراضي فلسطين المغتصبة، نفق مقاومة صدم لرؤيته السفير الأمريكي في تل أبيب، واعتبره الدليل على نية حركة حماس لتصفية الوجود الصهيوني على أرض فلسطين
إن التشويه المتعمد للمقاومة الفلسطينية المسلحة ضد العدو الصهيوني يهدف إلا إلى تبرئة أولئك المنسقين مع العدو الصهيوني، ويهدف إلى وضع المقاوم والمساوم في سلة واحدة، وكأن الشعب الفلسطيني قد صار بغالبيته عميلاً للصهاينة، وهذا أمر مغلوط، وهذا ما يتوجب على شرفاء حركة فتح أن يحاسبوا، وأن يعلنوا براءة الشهيد أبي عمار أبي جهاد وبراءة الأسير المقاوم مروان البرغوثي من حديث الوفد الذي يزور مصر، وفي حالة عدم المحاسبة، فعلى حركة حماس أن تعاقب كل من يتهمها بارتكاب جرائم حرب، وكل من يتهم قادتها بالتجسس لصالح إسرائيل، إن هذا الاتهام ليستوجب وقفة جادة من قادة حركة حماس، فهل أنتم حقاً عملاء لإسرائيل يا قيادة حماس، أم أنكم رجال مقاومة لإسرائيل، وإذا كنتم رجال مقاومة حقاً، ووضعتم روحكم على أكفكم، ولا مطمع لكم في الدنيا، فما هو الحد الذي يجب أن يقام على من يلوث شرف مقاومتكم، ويفضح عرض انتمائكم، ويتهم رجالكم بالعمالة والحقارة والخسة والتجسس على الشعب الفلسطيني، وبيع الذمة وبيع الوطن للصهاينة، وخيانة الأمة؟