خطاب تاريخي ..هام.. مفصلي..فريد ...له ما بعده .. هكذا دائما يوصف كل خطاب سياسي عربي..!!
تعودنا على ذلك منذ نكبة 48.. كل الخطابات تاريخية ،ولا واحد منها جغرافي..!! منذ عهد فاروق وعبد الناصر والسادات مرورا بابي عمار وعباس ووصولا الى زعيم العشيرة الفتية السيد اسماعيل هنية..
اسبوع كامل من التهيئة و التسخين عن الخطاب المفاجأة...لم يحرك في العبد الفقير شعرة لان حاسة التوقع لدي قتلها الاحباط من لعنة التكرار واللف والدوران في ذات المدار .. وامنت منذ زمن بعيد ان الخيار مهما تبدل وتغير لن يكون الا خيار..!!
وجاء يوم السبت الموعود .. وقلت في نفسي لعل وعسى ..انصت جيدا بعقلي مجمدا عواطفي وانفعالاتي ..اخذتني كلمات، و بلاغة الرئيس المقال..!! ووجدتني اقول العبارة قبل ان يقولها .. وكاني امام معلقة شاعر جاهلي مقاتل حفظتها عن ظهر قلب ايام التلمذة.. نفس الجمل والشعارات من باب رفع المعنويات..نفس منطق تأليه العشيرة الذي كان سببا جوهريا في مصيبة مرسي..!! نفس لعبة الثلاث ورقات التي يدمنها زعماؤنا عادة عندما يفلسون ..!!
حتى الثوابت والانتصارات التي ارتكز اليها السيد هنية ليست ثابتة الا في عقلية المريدين الاوفياء..بينما هي في محل شك كبير عند السواد الاعظم من شعبنا في اطار الواقع الساخر المرير
فالقدس التي يقضمها الاستيطان لم يقدم لها أي فصيل فلسطيني شيئا وفتح المفاوضة..!! كحماس المقاومة..!! سواء بسواء.. ولافرق بينهما الا الفرق بين الكولسة والجعجعة..!!
والمصالحة ..الكل يعرف تفاني حماس البطولي في تحقيقها بما يضمن للحركة كل مكاسب الانقسام..!!
والناي بالنفس عما يدور في مصر لم يتحقق في ظل التهاب الحبل السري بين حركة الاخوان الأم ،وحماس الابن ..خاصة بعد قدوم السيسي..فمن رأى الاستعراضات المسلحة بشعار رابعة ومن يسمع نفيراذاعة الاقصى يعرف ان نأي حماس بالنفس عما يجري في مصر كنأي قناة الجزيرة القطرية تماما .
ولاشك ان حماس في رحلتها التي امتدت اكثر ربع قرن غلبت وتغلب دائما العاطفة الاخوانية ،وهذا ليس عيبا بل العيب كل العيب ان تغلبها على المصلحة الوطنية..!!
والانفاق.. وما ادراك والانفاق ..!! ياسيد هنية ..لم تكن ابداعا شعبيا للخروج من الحصار بقدر ماكانت مغنما تجاريا من البعض للاثراء السريع بما يذكرنا بما كان من قصة القطط السمان ،ودليل ذلك تضحم شريحة مصاصي الدماء من مليونيرات البذل ،والايمان..!! الاتقياء.. الانقياء مما عاد على الحركة بالمال الوفير.. كما انها أي الانفاق كانت ممرا حيويا للتهريب، والتخريب بعلمكم ،اوبدون علمكم...، ولو ارخينا الاذان لما يتهامس به الاعيان ،والغلمان عن البيزنس السياسي لزدنا عجبا..!!
وعن غرقى البحر الفلسطينيين وكون غزة الملاذ.. فالكل يعلم ان اخت السيد اسماعيل هنية ذاته والتي تسكن بئرالسبع لا تستطيع وصول غزة الا بارادة اسرائيلية ،فما بالكم بفلسطينيي المنافي..؟!! ولاكن صريحا فأقول ان السيد هنية يعلم باستحالة ذلك ،ولكنه يوظفه ديماجوجيا بامتيازلاستعطاف مشاعر الناس تماما كما يوظف عباس ..!!
اما عن التبشير بانتفاضة ثالثة .. اسلامية من طنجة الى جاكرتا ..من اجل القدس والاقصى ،فاني اتمنى ذلك ،واتوق اليه ولكني اخشى ان يفشل اختبارصحوة المارد الاسلامي في ظل ظروف التمزق الطائفي والسياسي الذي افرزه الربيع العربي
في الختام ..لاجديد في خطاب العيد ... وكما هو متوقع ..نفس اللغة التي نعرف كيف..؟، واين....؟!!
نفس الفعل الذي يتاخردائما عن حركة الزمن بخطوتين... نفس الروح المكابرة التي تنقصها الشجاعة..للتخفيف عن الشعب يعاني من احتشاء في عضلة الامل في القادم بسبب افاعيل ومناكفات وولدنات فتح وحماس..!!
خطاب.. مع كل الاحترام ...طبيخ بايت.. مخيب للامال ،ومحبط للكثيرين شانه شان الخطابات الكثيرة من رام الله ،وغزة ،وام قرص..!!
خطاب دام ساعتين..ذكرني لطوله بخطابات الزعيم..!! لكن شتان بين حصان،وحصان ، واخوان، واخوان..
والله المستعان..